لم يكن ينقص النازحين الجدد من حفلة الجنون في سوريا، الا كلام وزير الطاقة جبران باسيل، ليدركوا انهم هربوا من واقع سيئ بسبب الحرب الى اسوأ بسبب العنصرية. فهؤلاء تركوا منازلهم وارزاقهم خلفهم واتوا بالثياب التي عليهم، ليستقبلهم باسيل بمواقفه «الوطنية». فهو كما نقل عنه موقع «النشرة» قد دعا الى اغلاق الحدود في وجه هؤلاء. هذا العمل ليس عنصرياً، العياذ بالله ان نتهم وزير الطاقة بهذا، فموقفه وطني محض كما قال. باسيل نفى لاحقاً انه قال مثل هذا الكلام، واوضح انه طالب بضبط عدد اللاجئين مثلما فعلت دول جوار سوريا مثل الاردن والعراق وتركيا، وهذا شيء مشروع. لكن مواقفه اللاحقة اظهرت انه قد يكون فعلاً قد طرح فكرة اغلاق الحدود في وجه القادمين من سوريا.. ليس هؤلاء جميعا، على الأقل الفلسطينيون منهم. ففي كلمة له اول من امس بمناسبة يوم النبيذ اللبناني، طالب بالمحافظة على كل شبر من الارض اللبنانية «وعندما نقول لا نريد نازحين سوريين وفلسطينيين فذلك لأنهم يأخذون مكاننا». ولم يكن ينقصه الا القول و«يتنفسون من الهواء الذي نتنفسه» ليثبت انه وطني اكثر واكثر.
بالطبع لا يهمّ الوزير العوني ما ستكون ردة فعل اللاجئين بسبب هذا الكلام، فهو في الاصل لا يريدهم على الاراضي اللبنانية. فبلد «ما في مواد اولية»، لا يستطيع تحمل العبء الاقتصادي الذي سيشكله النازحون الجدد. حسن، يمكن تفهم هذا التخوف فالبلد فعلا «ما في مواد اولية»، كما انه لا يقدم الحد الادنى من مقومات الحياة للبنانيين الذين يقطنون فيه فكيف بعشرات الالاف من الوافدين الجدد اليه. لكن هناك الحد الادنى من التضامن الاخلاقي والانساني، الذي يجب على وزير في الحكومة ان يظهره. فلنتخيل المشهد، أن الحدود بالفعل اغلقت بوجه النازحين وحوصروا في المنطقة الفاصلة بين البلدين، الا يشبه ذلك ما فعله هتلر بالغجر الذين طاردهم من بلد الى بلد واغلق الحدود في وجههم؟ كيف يمكن للوزير ان ينام ليلاً وهناك الالاف يتجمدون من البرد على الحدود؟ هل سيستطيع وزير الطاقة النظر الى اطفاله وهم نائمون في دفء اسرتهم و«الشوفاج شغال» كي لا يبردوا وهناك مئات الاطفال الذين يرتجفون من البرد فقط لان الوزير فاضت وطنيته عن اللزوم؟
وقد سأل باسيل في خطبته العنصرية، عفواً الوطنية «ألا يكفينا الفلسطينيين في لبنان لتأتي بقية المخيمات إلى لبنان أيضا؟». لا يمكن العتب على الرجل فهو لا يعرف طبيعة مخيم اليرموك ولو زاره لوجده دمشق مصغرة. باسيل لا يدرك ربما أن النازحين لم يأتوا بملء ارادتهم الى مخيمات لبنان التي هي مجرد غيتوات بفضل وطنيته و«وطنية» امثاله.
7 تعليق
التعليقات
-
رح يفوتو بالحيط!مع إني بحب الجنرال بس بكره باسيل لأنو كتيييييييير مش شوي عنصري و إنعزالي و أخر دليل إعتراضو على حق المرأة بإعطاء الجنسية لأسرتها و دائما بحجة التوطين.. متخلف رغم إنو بس 4500 إمرأة (من أصل 76000) متزوجات من رجال فلسطينيين.. هيدا الفكر الإنعزالي رح يفوتو بالحيط!
-
انا مواطن لبناني واطالبانا مواطن لبناني واطالب الحكومة والاحزاب باغلاق الحدود وكلام الوزير يمثلني وليته كان بدائرتي لانتخبه والوجود الفلسطيني مرفوض وخليهم يقولوا اننا عنصريين
-
ربمااخطأالوزير باسيل في طلبه من الحكومة إغلاق الحدود اذا صح ذلك ،فهو بالطبع كان يريد رد الصاع صاعين للفريق الآخر فريق الرابع عشر من آذار ,الذي يطالب دائما بفتح الحدود امام كل من يود الدخول الى لبنان, مقاتلاً مع الثورة او هارباً من قتال يستهدف منطقة, سكنه انها ردة فعل عفوية بدرت منه نكاية لأن السياسة اصبحت في بلدنا نكايات بنكايات .أن يقول سياسي من ٨آذار قولا انبرى آخر من فريق١٤ اذار لمناقضته القول والعكس بالعكس ،اذا فالوزير باسيل كان يقصد اغلاق الحدود بوجه الذين يسمح لهم من يعارضه في السياسة بالدخول ،فهو ربما اخطأ من حيث لا يقصد ،كما وانه لا يمكن ترك الحدود سائبة بهذا الشكل، ومن واجب السلطة احصاء الداخلين، ومعرفة امكنة اقامتهم كي يصار فيما بعد لمساعدتهم في العودة الى حيث كانوا. لأنه بالفعل ودون اي تعنت لا يمكن ان يتحمل البلد مهجرين ولاجئين أيضاً .لأن ابناءه الذين هجروا من قراهم في الوطن لم يعودوا اليها بعد .
-
جنس عاطلوصدق من قال في وصف هذه الناس وهو يعرفها خير معرفة ابا عن جد : "جنس عاطل".
-
فارغ ينطق بكلام فارغكلام للاستهلاك الانتخابي متل العادة يصدر عن بعض القادة المسيحيين (للاسف) كل موسم... لا زلنا نذكر موسم الانتخابات السابق اتهامات باسيل بأن الفلسطينيين باعوا أراضيهم في فلسطين، والمضحك أنه فشل حينها... يا لبعض الدمى في لبنان، تعين بالواسطة ثم تصدق نفسها. ولكل الأخوة المسيحيين المضللين أقول، لبنان مبارك لأهله ونحن مثلما أنتم لا يعوضنا العالم كله عن ذرة تراب من وطننا، ولولا ذلك كنا قبلنا بحلول إسرائيل من زمان وانحلت القضية.. فقليلاً من الذكاء والمنطق السياسي، وقليلاً من الإنسانية واللاعنصرية يا "مسيو" باسيل وقليلاً من الوعي لكل من يتم تجييشه والتحكم بمشاعره عبر كلام فارغ لا يمت إلى الواقع بصلة.