التباين في إعلان اليوم الأول من شهر رمضان لم يُشعر الكثيرين بالأسف، بل إن البعض استغله للاستمتاع بيوم آخر من الصيف «الضائع». ويؤكد محمد سعد، المسؤول عن مطعم ومدينة ألعاب، أنّ الأسبوع الأخير «شهد ازدحاماً شديداً، نظراً لأنّ الناس يودّعون صيفهم باكراً»، مشيراً إلى أنّ المغتربين والسياح فضّلوا العودة إلى بلادهم، لقضاء رمضان هناك أو هرباً منه هنا».
عتب على رمضان لكونه ضيّق خاتمة «حرزانة» لأجمل الصيفيات
لكن الصوريين يعتقدون أنّ شهر الصوم ليس «قاتلاً» في صور، بل قد يكون «مقتولاً» أحياناً. فالمدينة المتنوعة دينياً لا يخنقها رمضان، بل يخفف من ظواهرها العامة لأسباب ديموغرافية. فالخيم البحرية والمطاعم لا تغلق أبوابها كلياً لكنها تفقد معظم روادها، فيما لا يعوّض الليل خسارة النهار. إذ إن حركة الزوار في الأشهر الماضية لم تكن تهدأ طوال ساعات اليوم. ويوضح أحد متعهدي الحفلات أنّه «لولا رمضان لأمكن استثمار الصيف حتى أواخر أيلول المقبل، بالمزيد من الحفلات الغنائية المتميزة التي كثفناها أسبوعياً استباقاً لحلوله». لكن علي صفي الدين (صاحب مطعم) يؤكد أنّ «أجواء الصوم تفرض نفسها، ولو لم يلتزم الجميع به. إذ ينقل رمضان حركة الزوار إلى السوق القديم والمقاهي البحرية والمستحدثة على الكورنيش، فيقبل هؤلاء على محالّ بيع الفول والحلويات الرمضانية».بالفعل، يشهد السوق القديم للسنة الثالثة على التوالي تزايداً في عدد الرواد الذين يبدأون بالتوافد إليه منذ ما بعد الإفطار حتى ساعات السحور. وتعمل بلدية صور وشرطتها، بالتعاون مع نقابات أصحاب المحالّ التجارية والمطاعم والقصابين على تنظيم حركة السهر والتسوق في الداخل. ويرى أحد القصابين، جميل فران أن «المناسبات توزع الأرزاق على الجميع في صور برضى تام. وهذا هو موسمنا في السوق القديم».
وفيما تتزاحم إعلانات العروض الفنية الساهرة حتى السحور، استبقت هيئة علماء صور الحدث فوجهت «نداءً ـــــ بل تنبيهاً ـــــ إلى أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي الذين اعتادوا في السنوات الأخيرة المجاهرة بهتك حرمة رمضان المبارك وعدم احترام خصوصيته ومشاعر الصائمين».