مقطع من أغنية "جواز السفر"
مقطع من أغنية "القهوة الشعبية"
في «الكونسرفاتوار الوطني» درس على يد الفنان الكبير فريد غصن، لكنّه لم يقتنع يوماً بالقواعد والقوانين التي يلقّنها المعهد. ذات امتحان رفض أداء المقطوعة التي أعطيت له، مفضّلاً عليها أخرى من تأليفه، فعاد إلى البيت بعلامة ٢٠/٢٠. ومرّة جاء عبد الحليم كركلا بحثاً عن مواهب جديدة، فوقع على شاب اسمه مارسيل خليفة، سيكتب له الجزء الأكبر من موسيقى «عجائب الغرائب» الذي أسس لمشروعه في الرقص العربي الجديد. افتتح العمل على خشبة «الأونيسكو» في ١٢ نيسان/ أبريل ١٩٧٥، لكن العرض الثاني لم يتمّ، فالحرب الأهليّة كانت قد
بدأت.
قد يكون أشهر مغنٍّ سياسيّ عربيّ حيّ، وما زالت أعماله تلهب الجماهير مغرباً ومشرقاً
غداً موعده مع أرض الجنوب، وفي ٩ آب/ أغسطس يؤدي تحيّة خاصة إلى محمود درويش في «أصيلة» المغربيّة
«باقي القصّة تعرفها» يقول. اليوم ولداه رامي وبشّار فنّانان بارزان، يجمعان العزف (بيانو، إيقاع) إلى التأليف. يولا رفيقة الدرب ما زالت تشارك في فرقة «الميادين». لكن أين أصبح مارسيل خليفة على عتبة الستين؟ «كلّ شيء تغيّر. ليس عندي مكان... إلا وحدتي والموسيقى». يؤكّد أنّه «مع المقاومة»... وبعد لحظات صمت يضيف: «كل أشكال المقاومة»، مشيراً إلى معارك عزيزة عليه: من تحرير الوطن إلى تحرير الفرد، ومن القضايا الاجتماعيّة إلى تحرير الجسد والعقل. نتذكّر متاعبه في الجمهوريّة الثانية بعدما وصلتها موضة «الحسبة». اعتبر مفتي الجمهوريّة اللبنانية أغنيته «أنا يوسف يا أبي» عن قصيدة لدرويش تجذيفاً لأنّها تحاكي القرآن (١٩٩٩)، قبل أن تقف المحكمة (وبعض القيادات الروحيّة) إلى جانبه. ثم واجه مع الشاعر قاسم حداد غضب الأصوليين في البحرين بسبب إيروسيّة «مجنون ليلى» (٢٠٠٧). غداً موعده مع أرض الجنوب، وفي ٩ آب/ أغسطس يؤدي تحيّة خاصة إلى محمود درويش في «أصيلة» المغربيّة
بدا لنا خلال اللقاء في حالة من الإثارة، عشيّة الأمسية التي يحييها غداً السبت، ضمن «مهرجانات صور» مع الفرقة التي صارت متعددة الجنسيات، وأميمة الخليل رفيقة الأيّام الأولى.
خليفة الذي كان أوّل من غنّى الجنوب وشعراءه، يعود إلى هناك للمرّة الأولى منذ عام ألفين. هو العائد من المغرب حيث شارك في «مهرجان الموسيقى الروحيّة» (فاس)، والذاهب إلى «مهرجانات قرطاج»، حيث يحيي أمسية في المدرج الروماني الشهير بعد انقطاع ٤ سنوات عن تونس (٢٧ الجاري)...
مقطع من أغنية "تقاسيم الجزء الأول"
محمود درويش رافق مسيرته على امتداد ٣٥ عاماً. كان مارسيل يقرأ قصائده شاباً ويلحّنها، في «خلوته العمشيتيّة»: «شعرت منذ البداية أن هذا الشعر قد كُتب لي. أن طعم خبز أمّه يشبه خبز أمّي، وعيون ريتاه مثل عيون ريتاي، وأن صورتي أنا على جواز سفره». لكنّهما لم يلتقيا إلا بعد سنوات على صدور أسطوانة «وعود من العاصفة» من دون إذن درويش.
في الثمانينيات الباريسيّة توطّدت الصداقة بين الموسيقي والشاعر، وذات يوم قرأ الأخير على زواره في باريس قصيدة بعنوان «يطير الحمام يحطّ الحمام»، فعبّر مارسيل عن رغبته في تلحينها.
لكن سرعان ما صرف النظر، بعدما أجابه محمود أنها «قصيدة شخصيّة». لكنه سأله بعد سنوات: أين صارت الأغنية؟ إنّه يعمل الآن على تلحين هذه «القصيدة الإيروسيّة الطويلة»: «سألاعب من خلالها ورد الحفافي، فإما أن أقطف الوردة... أو أسقط في الهوّة الفاغرة».
5 تواريخ
١٩٥١
الولادة في عمشيت (جبل لبنان)
١٩٧٥
كتب موسيقى استعراض عبد الحليم كركلا «عجائب الغرائب»، عشيّة اندلاع الحرب. وسيشارك مع كركلا لاحقاً في أكثر من عمل
١٩٧٧
صدور أسطوانة «وعود من العاصفة» عن «أغنيات العالم» في باريس، وتتضمّن قصائد لمحمود درويش. مرحلة الأغنية السياسيّة ستبلغ ذروتها مع «غنائيّة أحمد العربي» (١٩٨٣)
١٩٨٦
في «جدل» خاض تجربة الكتابة لآلتي عود. قدّم العمل في ٧٠ مدينة عبر العالم، وشكّل مفترق طرق في تجربته ممهّداً لأعمال مثل «كونشيرتو الأندلس» (٢٠٠٠)، و«شرق» (٢٠٠٦)، و«تقاسيم» (٢٠٠٧)
٢٠٠٩
«الكونشيرتو العربي» في «لاسكالا»، و«مسرح الشانزليزيه»، و«أوبرا كندي سنتر». سلسلة حفلات في المغرب وتونس ولبنان، بينها أمسيته مع «الميادين» وأميمة خليل، غداً السبت في «مهرجانات صور»