![](/sites/default/files/old/images/p19_20090220_pic3.jpg)
لا شكّ بأنّ اللحن هو إضافة إلى الموسيقى الأردنيّة البديلة، ذلك إن تجاوزنا مصطلح Razz الذي أطلقه مرقة على تجربة تمزج بين الموسيقى العربيّة والجاز. إذ سنقع على لحن جريء يستمدّ حيويّته من إيقاع الروك، عميق في توزيعه ومساحات الارتجال المتروكة إلى اللحظة الأخيرة في معظم الأغاني، عدا «العطوة» التي يعتمد توزيعها على الكمنجات مع تنويعات على الناي بصورة تقترب من النمط الموسيقي السائد. أمّا «بحكي لحالي»، التي تمنيّنا لو تم تضمين نسختها الأصلية بتسجيل الاستديو بدلاً من الحيّة، فهي من أجمل أغاني الأسطوانة. إذ تشبه في أجوائها أغاني الـ Ballad الغربية، لكن بحس نوستالجي شرقي بامتياز، إضافة إلى عزف مرقة المتميز على البيانو (وهو عازف بيانو متمكّن).
أما مواضيع الأغنيات فتعالج غالباً الغربة والحنين بطريقة لم تكن مألوفة من قبل، ومواضيع إنسانيّة كما في أغنيّة «ابكي»، إضافة إلى مواضيع محليّة صرفة كتقليد «العطوة» العشائريّ القبليّ. حتى أن قضية المسّ بالجن تجد طريقها إلى المواضيع في «ممسوس». لكن قد يكون مَن يرى أن صوت مرقة لا يصلح للغناء على صواب. إذ لا يمنح صوته للمستمع شعوراً بالطّرب (وهذا ليس مطلوباً منه)، بقدر ما يدفعه إلى الغناء معه... إلا أننا نستطيع الهمس لمرقة عندما يقول «لا أحد يستطيع الشعور بموسيقاي أكثر منّي كي يغنّيها» أنّ موسيقاه تطغى على الأداء الصوتي. توصل إلينا كلمات الأغنيات، وهو ما يميّزه عن باقي التجارب. رغم أن استعمال اللهجة المحليّة بسهولة وتطويعها على اللحن يُحسبان له، إلا أن أغلبها يحتاج إلى عمق أو مصدر آخر. في النهاية، أول ما يتعلّمه طالب الفنّ عامة في تقدير الفنون هو «ابحث في بيئتك المحليّة»، وهذا ما فعله عزيز مرقة رغم الهفوات التي نأمل، ونعتقد، أنه سيتجاوزها في الأسطوانة المقبلة