شاركت المغنية اللبنانية في كلّ المناسبات الفنية التي أُقيمت في السعودية أخيراً
من جانبهم، أعلن القائمون على «ميدل بيست» تأجيل حفلاته الغنائية لمدة ثلاثة أيام حداداً على الأمير الكويتي الذي رحل عن عمر ناهز الـ 86 عاماً. خطوة تبرز مدى «إنسانية» المملكة التي لم يرف لها جفن منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزّة منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، وواصلت أنشطتها الترفيهية وفقاً للجدول المقرّر.
صحيح أنّ نانسي ليست الوحيدة التي كانت حاضرة في سهرات «ميديل بيست»، لكنّ التعليقات السلبية كانت من نصيب المغنية اللبنانية على اعتبار أنّها لم تعتذر عن أيّ حفلة حداداً على الشهداء الذين سقوا تراب غزّة وجنوب لبنان. بل على العكس، بقي برنامجها الفنّي مزدحماً في الرياض منذ بدء العدوان الإسرائيلي. ورأى معلّقون أنّ صور أطفال فلسطين لم تحرّك مشاعر الأمومة لدى المغنية ولم تدفعها إلى التوقّف عن إحياء الحفلات، بينما آلمها رحيل الأمير الكويتي وأجبرها على تجميد نشاطها الفني.
بالعودة قليلاً إلى الوراء. لم تترك نانسي مناسبة فنية أقيمت في السعودية في الأشهر الثلاثة الماضية، إلا وشاركت فيها. حضرت بكامل أناقتها وتنقّلت بين المسارح، متجاهلة ما يحدث في غزة أو في جنوب لبنان. فمن المعروف أنّ صاحبة أغنية «تيجي ننبسط» تعتبر من الفنانات المدلّلات لدى رئيس مجلس إدارة «الهيئة العامة للترفيه» في المملكة، تركي آل الشيخ الذي يصرّ على مشاركتها في غالبية الحفلات التي تشهدها الرياض.
وفي بداية العدوان على غزة، أقام «أبو ناصر» سهرة افتتاح «موسم الرياض» بنسخته الحالية (الأخبار 30/10/2023). يومها، حضرت نانسي والتقطت صورة مع نجم كرة القدم البرتغالي ومهاجم نادي «النصر» السعودي كريستيانو رونالدو وحبيبته جورجينا رودريغز. كما لبّت عجرم دعوة «جناب المستشار» للغناء في «موسم الرياض» ضمن سهرة «روائع بليغ حمدي» التي شاركت فيها السورية أصالة نصري، والمصريتين مي فاروق وأنغام، والتونسي صابر الرباعي، والعراقي ماجد المهندس.
هذا ليس كل شيء. حضرت نانسي إحدى ليالي «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» الذي أقيم أخيراً في جدة، وقدّمت وصلة فنية حرصت فيها على الرقص والفرفشة.
علماً أنّ عجرم ليست الوحيدة التي تنفّذ أوامر تركي آل الشيخ بحضور المهرجانات الفنية في الرياض من دون الالتفات إلى العدوان على غزة أو الإشارة إليه. فكذلك الحال بالنسبة إلى مواطنتها إليسا التي أحيت سهرات كثيرة متجاهلة الإبادة التي تُرتكب في حقّ الفلسطينيين، إلى جانب أصالة نصري التي بات اسمها مرتبطاً بالحفلات السعودية. ويترافق هذا مع سياسة النفاق التي تتّبعها غالبية الفنانين العرب الذين يعبّرون عن حزنهم «الخجول» على أطفال غزة عبر السوشال ميديا، بينما يشعلون الأجواء في حفلات السعودية التي تضجّ فرحاً ورقصاً، إلى درجة دفعت البعض إلى القول إنّ مهرجانات الرياض هذا العام «ترقص على جثث أطفال غزة».