ليست المرّة الأولى التي تخوض فيها جريدة «المستقبل» غمار الحرب الإعلامية على «حزب الله». تحاول الصحيفة بشتى الطرق تسجيل سبق يخدم خطّها السياسي المعادي للمقاومة، وخصوصاً لجهة قتال الحزب في سوريا. لكن يبدو أن الصحيفة جفّت مصادرها أخيراً، فاستعانت بالموقع الالكتروني السوري المعارض «كلنا شركاء». هكذا، قلّبت صفحاته المليئة بالأخبار الكاذبة، فوقعت على تقرير «مهمّ» يتألّف من سلسلة حلقات، ويتضمّن عدد شهداء «حزب الله» الذين سقطوا في سوريا ووصل إلى الألف بحسب الموقع. أفردت الجريدة نهار الأربعاء الماضي صفحة كاملة (رقم 5) تحت عنوان «كلنا شركاء».
يبدأ عرض لوائح وصور لألف سقطوا في سوريا (1)... قتلى «حزب الله» أضعاف ما أعلنه نصر الله». وفي أسفل العنوان العريض، نشرت صوراً لعشرات الشهداء من «حزب الله» الذين ادعت أنّهم سقطوا في سوريا منذ اندلاع الحرب. وترافق ذلك مع مقال كتبه فادي شامية، مستخدماً عبارات تؤكّد أنّ الحزب فقد ذلك العدد من صفوف مقاتليه. لم تنسب الصحيفة ذلك الربورتاج المصوّر لها، بل وافقت على مضمونه فقط، متنصلةً بذلك من أيّ تهم قد تُساق بحقّها، ومتحجّجة بأنها ليست من حققت ذلك «السبق»، بل نشرته فقط بناءً على معلومات «كلنا شركاء» مع تعليق صغير لشامية. وسرعان ما انتشرت هذه القائمة عبر مواقع التواصل، وتشاركها البعض مراراً بدءاً من «نجم التحريض» فيصل القاسم، مخلّفةً نوعاً من صدمة أمام هذا الرقم المهول لشهداء الحزب في سوريا. ثم عادت الجريدة ونشرت السبت الماضي الحلقة الثانية من عدد الشهداء المزعوم، قبل أن تتصدى «المنار» لهذه الحرب الإعلامية المليئة بالشائعات من خلال عرض تقريرين مفصلين. بثّت الأول منه في الثالث عشر من الجاري، وردّت فيه على موقع «كلنا شركاء». بينما عرضت التقرير الثاني في نشرتها الاخبارية المسائية السبت الماضي وأعدّه عباس فنيش. فنّدت «المنار» اسم كل شهيد ورد في اللائحة، وذكرت أين سقط وفي أيّ عام، فتبيّن أنّ السواد الأعظم منهم سقطوا خلال عدوان تموز، وفي مواجهات مع الاحتلال الاسرائيلي خلال التسعينيات من القرن المنصرم. كما تبين أنّ أسماء الشهداء التي نشرتها «المستقبل»، تكرّرت لكن في لقطات مختلفة.
بعد التقريرين اللذين كشفا هذا التزوير الفاضح، فاجأت «المستقبل» قراءها أمس بنشر تعليق صغير وضعته في أعلى الصفحة الخامسة، وحمل عنوان ««المستقبل» توقف نشر الاسماء من موقع «كلنا شركاء»». قد يخيل إلى القارئ أنّ مضمون الخبر قد يكون اعتذاراً من الصحيفة على نشر الصور، لكنه جاء كالتالي «تبيّن في الحلقة الثالثة التي نشرها الموقع لأسماء قتلى «حزب الله» في سوريا، وجود أخطاء وأسماء واردة منها مَن قتل في سوريا ومنها خارجها». وأضافت «المستقبل»: «وبناء عليه، قرّرت إدارة التحرير في الجريدة التوقف عن نشر هذه الحلقات وترك مسؤولية النشر للموقع التي كانت تنقل عنه». كانت تلك الجملة أشبه بتراجع عن الخطة الاعلامية التي وضعتها ولكنه لم يتضمّن اعتذاراً يُشفي غليل عوائل الشهداء، بل إنّ الصحيفة استكثرت إطلاق صفة شهيد على «مَن قتلوا خارج سوريا». وطبعاً، لم تذكر أنّهم استشهدوا في دفاعهم عن لبنان في وجه الكيان العبري.
يلفت فنيش في حديث لـ «الأخبار» إلى أنه عندما نشر «كلنا شركاء» تقريره، لم تكلّف «المنار» عناء الردّ عليه، لأنه اشتهر بأخباره الكاذبة. لكن يوم أعادت «المستقبل» نشر تلك القائمة، كان لا بدّ من توضيح كل محتوياتها من خلال التقريرين. ويعتبر الاعلامي أنّ نشر صور الشهداء أمر مخالف للقوانين، وقد يدفع بعض أسرهم إلى رفع دعوى قضائية ضدّ وسائل الاعلام. ولمن لا يعرف تاريخ «كلنا شركاء» المعارض، فهو موقع يديره أيمن عبد النور الذي كانت تربطه علاقة وطيدة بالرئيس بشار الأسد. لكن عندما اندلعت الأحداث في سوريا، كشف الموقع عن سياسته التحريضية وعُرف بتخصّصه في نشر الأخبار الكاذبة عن الأسد وزوجته. الموقع إياه كان صاحب الخطّة (الأكذوبة) الشهيرة التي تداولتها وسائل الاعلام المعارضة قبل أشهر، عن تخطيط الأسد للهروب من سوريا في حال تعرّض بلاده للعدوان الأميركي. كما اختصّ الموقع في تشويه أخبار بعض الاعلاميات اللبنانيات في قناة «المنار» ونشر عدد القتلى الذين يسقطون في صفوف الجيش السوري، من دون أن يأتي على ذكر قتلى المعارضة. المفارقة أنه قبل سنوات، كان الموقع مصدراً موثوقاً لكل الأخبار التي ينشرها، لكنه لاحقاً خسر قرّاءه بسبب اعتماده على نسخ المواضيع عن مواقع التواصل الاجتماعي. أما صحيفة «المستقبل»، فتستحق تحية رغم كل شيء، فالعودة عن الخطأ فضيلة!
يمكنكم متابعة زكية ديراني عبر تويتر | @zakiaDirani
4 تعليق
التعليقات
-
ان مستوى كلام تلفزيونان مستوى كلام تلفزيون المستقبل هو بنفس كلام النائب حوري حين قال ان الاتفاق لنووي مع ايران هو لصالح ايران . هو نفسه حين قال خالد الضاهر انه عندما قاتل اسرائيل اين كان حزب الله والان حزب الله هو حامي حدود اسرائيل الان . هذا هو مستوى هؤلاء الجماعة . يجب الا ننسى دور التلفزيون خلال العدوان 2006
-
متى كان " للمستقبل" مصداقيةقتاة المستقبل وجريدتها لا تفوت فرصة عن حزب الله أبدا ، فهي انخرطت في مشروع سعودي يحارب الحزب على الأرض وداخل مواقعه ، وكلفت " المستقبل " وجماعة 14 آذار بمحاربة الحزب إعلاميا . كل مصائب الدنيا تجدها في قناة المستقبل مرتبطة بحزب الله .. الذين غرقوا في مياه اندونيسيا.. الطائرة الاثيوبية التي سقطقت .. عاصفة اليسكا التي ضربت لبنان ودول الشرق الأوسط ، نعم كان من ورائها حزب الله وليس السماء !!!. حزب المستقبل أراد أن يصل الى ألف قتيل ، هذا برنامج " تيليطون " يحصي الموتى ويقلب المواجع على أهالي الشهداء.. الحقد يعمي البصيرة ويخلق الأعداء.. أما الكذب فيجعلنا نلعن صاحبه سواء رأيناه على الشاشة أو تفحصناه عبر الجريدة. وللمصداقية والمهنية عزاؤنا الكبير.
-
يا عيب الشوم ع "المستقبل" عدميا عيب الشوم ع "المستقبل" عدم التوافق على سوريا ما مشكلة بس يشوه حقيقيه الشهداء اللذين سقطوا ضد اسرائيل وعرض صورهم يستلزم معاقبتهم قانونيا.