موسم الهجرة إلى صور
ذاع صيت شاطئ صور في السنوات القليلة الماضية، خصوصاً بعد تفاقم أزمة النفايات عام 2015 وإنشاء المطامر الشاطئية. أدّى ذلك إلى «هجرة» هواة السباحة نحو الشواطئ التي لا تزال بعيدة عن خطر النفايات، وبينها شاطئ صور. هكذا، تضاعفت أعداد زوار شاطئ المدينة الجنوبيّة قادمين من كل المناطق، ليصبح أشهر الشواطئ وأكثرها ارتياداً في مدة وجيزة، مستفيداً من ترويج رواد وسائل التواصل الاجتماعي له، وحماسة اللبنانيين المشتاقين إلى الشواطئ العامة.
الرواد، هنا، قادرون على قلي سمكهم بالإيجار في الخيم
نحو خمسين خيمة تتراصف على الشاطئ، وتزرع كراسيها في الرمال، مع ترك فراغات تسمح لمن أراد إحضار كرسيه الخاص ليضع مظلته ويستلقي على انفراد. الأجواء التي تؤمنها الخيم متنوعة، بعضها جوه عائلي ومحافظ، وبعضها الآخر شبابي وأكثر تحرراً. هنا، البحر يتسع للجميع، على اختلاف ثقافاتهم ومشاربهم وجنسياتهم.
«جيب سمكاتك وتعا»
تستقبل المسابح الخاصة المنتشرة على طول الساحل اللبناني روادها بـ«فاليه باركينغ»، وتخضعهم - كالمطلوبين - لتفتيش دقيق «للقبض» بـ«الجرم المشهود» على من يحاول «تهريب» عبوة مياه أو منقوشة، مثلاً، قبل أن يدفع كل من هؤلاء 30 ألف ليرة على الأقل سعر «دخولية» إلى المسبح الذي تنافس لائحة الطعام فيه أسعار المطاعم الفخمة: صحن الفتوش أو التبولة بـ 12 ألف ليرة، والسندويش بـ10 آلاف، وكوب العصير بـ9 آلاف.
في المقابل، يوفر شاطئ صور مواقف مجانية للسيارات، فيما أسعار الطعام الذي تقدمه الخيم في متناول الجميع... نسبياً. إلا أن الأهم أن الرواد، هنا، قادرون على إحضار طعامهم وشرابهم، وقلي سمكهم بالإيجار في الخيم، أو الاستفادة من خدمة الدليفري من مطاعم المنطقة.
بحر صور، إضافة إلى بعثه المدينة من براثن النسيان، أعاد إلى الشاطئ «الزمن الجميل»، عندما كان «مشوار البحر» متعة لا تنسى، قبل أن تحوله المنتجعات كابوساً صيفياً مزعجاً.