مقالات مرتبطة
-
هل تحذف ملفاتنا فعلاً بعد «الفرمتة»؟ علي عواد
ما العمل؟
الحل الأمثل يكمن في أن يكون المستخدم حاضراً شخصياً عند إصلاح جهازه، وأن يراقب كل الخطوات التي يقوم بها التقني. أما إذا تعذر ذلك، فيمكن القيام بالآتي:
بالنسبة إلى الحواسيب بكل أشكالها، إذا كان العطل غير برمجي، مثل شاشة مكسورة أو مشاكل إلكترونية، يمكن المستخدم أن يخرج القرص الصلب (حيث تحفظ كل المعلومات) من الجهاز قبل إرساله إلى مركز الصيانة، وهو أمر بسيط تشرح تفاصيله العديد من الفيديوات على «يوتيوب».
أما إذا كان العطل برمجياً، مثل مشاكل في نظام التشغيل أو فيروسات، فإن مراكز صيانة عدة، أو تقنيين يعملون بشكل حر، يقدمون خدمة الصيانة في منزل الزبون، ما يتيح له مراقبة عملية التصليح بشكل كامل. وفي هذا السياق يجدر التنبيه إلى أن كل كلمات المرور التي تطلبها الحواسيب، يمكن فك تشفيرها بسهولة عبر برمجيات خاصة، لذا لا يمكن عدّها وحدها خطوة كافية.
ما الذي يمنع التقني بعد إصلاح الجهاز من سحب كل المحتوى الموجود فيه؟
أما بالنسبة إلى الهواتف، فيجدر التمييز بين التي تستخدم نظام أندرويد وتلك التي تستخدم نظام IOS. في ما يتعلق بالأولى، إن أبرز المخاطر التي تواجهها تكمن في أن نظام التشغيل هذا مفتوح المصدر، وبإمكان أي جهة أو مبرمج التعديل عليه، ما يجعله عرضة للقرصنة أكثر من غيره. ولناحية الوقاية، يكفي المستخدم أن يزيل شريحة الذاكرة، شرط أن يكون ممن يحفّظون معلوماتهم عليها بدل ذاكرة الهاتف. أما في ما يتعلق بالأجهزة العاملة على نظام IOS، فإن كلمة المرور كافية، نظراً لأنه لا توجد وسيلة حتى الآن لفك تشفير هواتف الآيفون متداولة بين القراصنة (هنالك برامج خاصة تتيح القيام بذلك وتملكها قلة من وكالة الاستخبارات العالمية). وفي كلتا الحالتين ينصح دائماً بأخذ الهاتف إلى مراكز الصيانة الخاصة بالشركة المصنعة، حيث الرقابة أكبر.
لا يجب التقليل من أهمية المعلومات على أجهزتنا، وبعكس الكلام السائد بين البعض مثل: «ما الذي لدي من معلومات ليأخذوها؟»، فإن عالم الديجيتال الذي نعيش فيه اليوم قائم على معلوماتنا. شركات مثل فايسبوك وغوغل وغيرهما تعمل طوال الوقت لفهم حركة المستخدم على الإنترنت من أجل ما بات يعرف بالإعلانات الموجهة، التي تستهدف المستخدمين، بعد أن تكون خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد كوّنت فكرة عن اهتماماتهم وما الذي قد يرغبون في شرائه. فيما بعض القراصنة المتمرسين يستخدمون تقنية الهندسة الاجتماعية «Social Engineering»، لدرس حركة الضحية جيداً على الإنترنت عبر حواسيبه وهواتفه لفترة من الزمن قد تمتد لأشهر، من أجل إيجاد نقاط ضعف معينة تخولهم الاستفادة منها، قد يكون الأمر لتلفيق تهمة له، أو الإيقاع به في أمور مثل تنازله عن ممتلكاته أو سحب رصيده البنكي.