سريعاً، انطوت، في الداخل الأردني، صفحة الانقلاب المحبَط على عبد الله الثاني. إذ أُوكلت إلى الأمير الحسن بن طلال مهمّة إعادة لمّ شمل العائلة الملكية، بعدما خرج من عباءة رأس الهرم فيها بعض المنافِسين. هؤلاء، الذين تربطهم صلات بأطراف لا يروقها هذا الرأس تحديداً، ربّما تراءى لهم أن بإمكانهم قيادة حركة تمرُّد «نظيفة» تقود إلى استلامهم العرش على نحو خاطف. لكنّ ما حدث لم يكن في الحسبان ربّما؛ صحيح أن الحديث عن «مؤامرة كبيرة» قد يكون مشوباً بشيء من المبالغة، وأن الملك الحالي، المهجوس بخطر دائم على «شرعية» حُكمه واستمراريّته، وجد، أخيراً، الفرصة سانحة لإعادة تصدير نفسه بوصفه الرجل الذي لا بديل منه، إلا أن طبيعة الأسماء المتورّطة، واندراج القضية في سياق توتُّر مستمرّ مع «الحلفاء»، يجعل حديث المؤامرة حقيقياً، منبئاً بما يمكن أن يذهب إليه هذا الحِلف، بعدما لم يتردّد في قيادة انقلابات وشنِّ حروب متّصلة في غير بلد عربي