إيناس العباسي

تروي الكاتبة التونسية إيناس العباسي في مجموعتها القصصية «ليلة صيد الخنازير» (محترف أوكسيجين) حكايات أناس يعانون من أزمة الهوية والانتماء ويعيشون متنقّلين بين وطنهم الأم وبلدان المنفى. تتناول المجموعة موضوعات التمرّد والحرّية، المنفى والوطن، والخيبة والترقّب بواقعية لاذعة. تصف لنا الروائية ببراعة ما يعيشه أبطال هذه القصصِ من تناقض وتمزّق بسبب حالة عدم الاستقرار التي ترافقهم. لا تكتفي العباسي بسرد الأحداث والمواقف بأسلوب متماسك، بل تستكشف أيضاً ثنائيات الوطن/الهجرة، الحب/الخيانة، المخاطرة/الأحلام المُحطمة في توليفةٍ غنيّة بشخصياتٍ لا تُنسى.

علاء الأسواني


تسلِّط رواية «الأشجار تمشي في الإسكندرية» (هاشيت أنطوان/ نوفل) للكاتب المصري علاء الأسواني الضوء على الإسكندرية خلال مدة حكم جمال عبد الناصر بعد ثورة 1952. يُركّز على التحوّلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي صاحبت الانتقال من النظام الملكي إلى نظام الحكم الناصري، وانعكاساتها على مجتمع الإسكندرية المتنوع. يروي الأسواني حكايات تأميم أعمال الأجانب، بينما واجه آخرون الشكوك والمضايقات بسبب أصولهم الغربية، وأُجبر البعض الآخر على خدمة النظام عبر الترغيب أو الترهيب. كما تسرد الرواية قصص مصريين جُرِّدوا من ألقابهم ومكانتهم الاجتماعية.

مخلص الصغير


يضمُّ ديوان «الأرض الموبوءة» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) للشاعر المغربي مخلص الصغير قصائد كتبها على مدى عشرين عاماً، تستحضر الأندلس كمرجعية شعرية وحضارية، كما تعكس حيرة الإنسان المعاصر أمام الفجائع والحروب. تجمع القصائد بين إيقاعات شعر التفعيلة وقصيدة النثر، وتستثمر التراكم الموسيقي للقصيدة العربية في تجربة كتابية معاصرة يتأمل الشاعر عبرها مصير العالم «الموبوء» ويطرح أسئلة شعرية مؤرقة. تخوض القصائد حواراً رمزياً مع مرويات تاريخية وأساطير شعبية، وسرديات وشعريات شتى، بأسلوب بلاغي مبتكر.

حكمت درباس


يُقدّم الباحث والشاعر والمترجم الفلسطيني حكمت درباس في «التمرُّد والمقاومة في الشرق القديم: بلاد الرافدين وسورية في الألف الثاني قبل الميلاد» (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات) سرداً تحليلياً للتمردات والمقاومة في منطقة بلاد الرافدين وسورية خلال الألف الثاني قبل الميلاد، استناداً إلى وثائق أصلية مكتوبة بلغات قديمة مثل الأكدية والمصرية والحثية والسومرية. يرصد المؤلف جذور التمرد وأسبابه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية مثل التهميش والنزعات الانفصالية والاستقطاب السياسي، ويعرض نتائجه كالتهجير القسري وتدمير البيوت والتمثيل بجثث الخصوم.

واسيني الأعرج


في روايته «حيزيا: زفرة الغزالة الذبيحة» (دار الآداب) يعيد الروائي الجزائري واسيني الأعرج سرد قصة الحب الشهيرة في الجزائر بين «حيزية وسعيد» وفقاً لتخيله الروائي. تنطلق رؤية واسيني الافتراضية، بعد أبحاث وزيارات قام بها لمواقع الأحداث المسرودة، من أن القصة لم تكن بين حيزية أحمد بلباي (1855-1878) وسعيد كما هو متداول، لكن بين حيزية والشاعر محمد بن قيطون (1843-1907) الذي خلّد الحكاية في قصيدته الشهيرة. من المعروف أنّ قصة حيزية حسب الرواية الشعبية الجزائرية تدور حول فتاة وقعت في حب ابن عمها سعيد الذي ترعرع يتيماً في كنف والدها، وتقرر الارتباط به متحديةً رغبة الوالد في تزويجها لأحد كبار القبيلة.

ميادة سعيد علي


تسعى الباحثة الفلسطينية ميادة سعيد علي في «الثورة الفلسسطينية الكبرى 1936-1939 من خلال المصادر الفلسطينية» (دار كتوبيا ـ القاهرة)، إلى تقديم رؤية نقدية لتجربة الثورة الفلسطينية لمساعدة الثوار وصُنّاع القرار في تجنب أخطاء الماضي. تكمن أهداف الدراسة إلى بيان أحداث الثورة الفلسطينية الكبرى، وإظهار البيئة التي نشأت فيها عبر الاعتماد على مصادر فلسطينية معاصرة للأحداث كالوثائق، والمذكرات والصحف. كما تهدف إلى تحليل العمليات العسكرية ضد الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية وإبراز دور السياسة البريطانية في قمع إضراب 1936 وإنهائه آنذاك.