blockout2024 #... الشعب يريد «إعدام» هؤلاء!

  • 0
  • ض
  • ض

الأجواء السياسية في أميركا تزداد سخونة. التظاهرات العارمة في بلاد العم سام خرجت من الحرم الجامعي نحو الفضاء الافتراضي وتكثّفت في اليومين السابقين. سلسلة من الهاشتاغات أبرزها #blockout2024 حلّت على المنصات الافتراضية عوضاً عن اللافتات التي تُرفع عادةً في الشوارع، حملها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي المتضامنين مع فلسطين. دعوات تدعو إلى مقاطعة نحو مئة شخصية فنيّة وترفيهية لم تعلن، طوال هذه الحرب، عن تضامنها مع فلسطين ولم تنبس بكلمةٍ واحدة تدين الديستوبيا الحاصلة في غزة. ومقاطعة هذه الشخصيات لا تعني القطيعة مع إنتاجها وإطلالاتها وصدّها فقط، إنّما الانسحاب من قائمة متابعتها على منصات التواصل الاجتماعي، وحظر حساباتها، أي «تبليكها». الحملة التي تعرّف عن نفسها بأنها «موجة حظر» (Blockout2024) نشأت على إثر الحدث «الأميركي» البارز: عرض الأزياء الباذخ «ميت غالا» (met gala) الذي حصل بالتزامن مع قصف الكيان الإسرائيلي لرفح، والإعلان عن اجتياحه البري، في حين كان المشاركون في الاحتفال يستمتعون بأوقاتهم، ويعرضون على الملأ، وأمام الكاميرات، أزياءهم الثمينة ومجوهراتهم الباهظة. ما زاد الطين بلّة هي الممارسات المتبجّحة لعارضة الأزياء، والتيكتوكر، هايلي كاليل (معروفة باسم هايلي بايلي) إذ لم تكتف بدفع 750000$ ثمن بطاقة حضور «ميت غالا» فقط، بل ظهرت في فيديو على صفحتها على تيك توك أردفت فيه جملة ماري أنطوانيت الشهيرة «فليأكلوا البسكويت». موجة عارمة من الغضب أثارها فيديو عارضة الأزياء، ما جعل الكثير من مستخدمي تيك توك من المتضامنين مع فلسطين، إلى نشر فيديوهات احتجوا فيها على موقفها «الملَكي» المتعجرف، وانتقدوا نقداً مقذعاً غطرستها المتكبرة، ونزعتها المتعالية البليدة. المحتجون أرادوا الانقلاب على الفضاء الهوليوودي بأسره، وتهشيم «صورة» الوهج اللامع (bling bling) بما هو رمز يمثل الرغد والاستهلاك، والرفاهية المقرون بهوليوود، عبر التصويب على اللااكتراث لمآسي العالم، والعماء الطافح تجاه قضايا إنسانية من قبل مشاهير لا يأبهون بغير الاستعراض. موجة الحظر هذه، بدأت على تيك توك وحملت هاشتاغCelebrityblocklist on Tiktok أي لائحة أسماء النجوم الذي يجب حظرهم على تيك توك، وسرعان ما انتشرت الدعوة وأصابت باقي المنصات بالعدوى. هكذا، راحت كل واحدة من المنصات تخلق «لافتتها»، شعاراً خاصاً بها، ليستقر الشعار، والحملة معه، في النهاية، على #blockout2024، ويتعمّم على كل المنصات، وهو شعارٌ يدلّ بوضوح ودقة على ماهية الحملة وغرضها. لائحة الأسماء الواردة في «حملة الحظر» تضم بمعظمها فنانين أميركيين معاصرين، يشكلون ذائقة هذا العصر، وصيحاته، و«جمالياته» مثل كيم كارداشيان التي خسرت حتى الآن ثلاثة ملايين متابع، وشقيقتها كلوي، ومايلي سايرس، وجاستن بيبر، وتايلور سويفت وغيرهم. المثير للاهتمام هو طريقة تعاطي المحتجين مع هذه الحملة، وخطابهم الحادّ كذلك، بما فيه من اقتباسات لأدبيات الثورة الفرنسية، وتبنٍّ لخشونة مزاجها. فجميعهم يؤكدون أن هؤلاء المشاهير صاروا مشاهير بفضل جمهورٍ أتاح لهم التربّع على كرسيّ الشهرة. هذا يعني أنهم مدينون لهذا الجمهور بعدما أصبحوا نجوماً بفضله؛ فالجمهور منحهم القوّة التي يحوزون عليها، وهو من يزودوهم بكميات المشاهدة التي تدرّ عليهم أمولاً... الجمهور فإذاً، أساس قوتهم أي شهرتهم، وأصلها، وحملة blockout2024# تصبو إلى نزع هذه القوّة، وإعادتها إلى الجمهور. قوام هذه القوّة هو القرار، وقرار الجمهور كما اتضح ينص على الاقتصاص من أصحاب الشهرة، من هؤلاء النجوم. على هذا النحو، إنّ حملة #blockout2024 تدعو إلى سحب البساط من تحت هؤلاء النجوم المتقاعسين والمتخاذلين، ومقارعة سلطتهم والانقلاب عليها، فالحظر هو الثأر «الأسمى»، ذلك أنه سيفقدهم الكثير من المتابعين، وبالتالي، شارة الوثوقية، ما يعني خسارة عقود ضخمة من العمل مع شركات إنتاج وإعلانات، وهذا ما يعرف بـ«تفكيك المنصة» (depflatform)، أي الدفع باتجاه «تحلل» منابر وصفحات النجوم الافتراضية، أصحاب الشهرة هؤلاء، الذي يسعى المحتجّون إلى «إعدامها».

0 تعليق

التعليقات