بغداد | لوّحت «كتائب حزب الله» العراقية، بكسر الهدنة القائمة مع القوات الأميركية في سوريا والعراق، بعدما أبدت بشكل صريح عدم رضاها حيال تحركات حكومة بغداد في ملف إنهاء وجود قوات «التحالف الدولي»، وعلى رأسها قوات الولايات المتحدة، في البلاد، وخاصة بعد زيارة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، لواشنطن، في منتصف نيسان الماضي. وكشفت مصادر رفيعة المستوى في «المقاومة الإسلامية في العراق»، لـ»الأخبار»، أنّ الأخيرة أجرت تقييماً لعمل اللجنة العسكرية المشتركة بشأن جدولة الانسحاب، ولم ترَ جدية كافية في حسم الملف بشكل نهائي. وكانت الكتائب قد هدّدت، عبر منصات إلكترونية مقرّبة منها، بأنها ستكسر الهدنة مع القوات الأميركية، وتستأنف عملياتها العسكرية ضد القواعد الأميركية في سوريا والعراق، إذا لم تلمس تقدّماً في مفاوضات الانسحاب.وفي السياق نفسه، يؤكد قيادي كبير في الكتائب، لـ»الأخبار»، أنّ «المقاومة تعلم منذ بداية الأمر بالمماطلة الأميركية، وكذلك تعلم أن القوات الأميركية لن تنسحب من العراق كونه يمثّل لها موقعاً جغرافياً مهماً للكثير من القضايا، وأبرزها مواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران على الأراضي العراقية». ويستدرك بأنّ «السوداني محسوب على محور المقاومة والإطار التنسيقي. ولذا، فإن قضية استبداله صعبة، ولا بديل آخر إلا أن ينفذ هو مطلب إخراج القوات الأميركية بالحوار الرسمي». ويشير القيادي إلى «أنّنا طرحنا خلال اجتماعاتنا أكثر من احتمال إزاء الملف الأميركي، لكن الأقرب في الوقت الحالي هو معاودة العمليات العسكرية، لأننا نعلم جيّداً أن ترك الساحة فقط للقوات الأميركية يجلب للمقاومة الضعف، وربما ستكون مهمة إخراجهم لاحقاً صعبة». ويتابع أنّ «المقاومة العراقية، ولا سيما كتائب حزب الله، تتابع عن كثب أحداث غزة والمقترحات التي تقدّمها قطر ومصر لوقف إطلاق النار، لكن هدفنا هو إنهاء الاحتلال من أراضينا». ويوضح أنّ «القرار النهائي باستئناف العمليات يحتاج إلى دراسة، وأيضاً إلى قرار من قياداتنا العليا، وهذا سيعلن قريباً».
«النجباء» تتوعّد بالردّ على الاستهداف الإسرائيلي لمراكز مدنية لها في سوريا


من جانبه، يرى المتحدث باسم حركة «حقوق» التابعة للكتائب، علي فضل الله، أنّ لقاءات رئيس الوزراء مع المسؤولين الأميركيين لم تتناول انسحاب القوات الأميركية، وهذا يدلّ على تمسك الولايات المتحدة بالبقاء لفترة طويلة. ويؤكد، لـ»الأخبار»، أن «الكتائب لا تعوّل على الجهود الديبلوماسية للحكومة. والسوداني سعى إلى ترتيب العلاقات مع الولايات المتحدة، لكن ليس على المستوى العسكري، وإنما الاقتصادي فقط».
في هذه الأثناء، تواصل المقاومة العراقية استهدافها الأراضي المحتلة في فلسطين. وفي هذا الإطار، توعّدت «حركة النجباء» إسرائيل بالانتقام من استهداف مراكز لها قرب دمشق بغارات جوية، مؤكدة، في بيان نشرته على حسابها على «تلغرام»، أنها ستصل «إلى أعماق الكيان، ولن تمرّ هذه الجرائم من دون عقاب». وكانت مراكز مدنية وإعلامية تابعة لـ»النجباء» في منطقة السيدة زينب، قد تعرّضت، أول من أمس، لغارات جوية إسرائيلية أدت إلى تدميرها وسقوط ثلاثة جرحى.
وعن تلك الاستهدافات، يقول عضو المكتب السياسي لـ»النجباء»، فراس الياسر، لـ»الأخبار»، إن «الاستهداف السافر لموقع ومؤسسة مدنية، وأيضاً موقع ومكتب قناة النجباء، يدلّ على أنّ العدوّ لا يتورّع عن استهداف المؤسسات، كما فعل مع القنصلية الإيرانية في دمشق».
ويضيف أنّ «الاستهداف كان بمثابة رسالة من الكيان الغاصب ردّاً على الضربات الموجعة التي تبنّتها المقاومة الإسلامية العراقية في الأراضي المحتلة. وهذا دليل على أن الحركة أوجعت الكيان بضربات استهدفت مواقع حيوية فيه». ويتابع أن «هذا الاستهداف الأخير يستلزم ردّاً على الكيان الغاصب، ونعتقد أن الحركة تملك بنك أهداف لمواقع مهمة داخل الكيان». ويؤكد أن «المقاومة الإسلامية مستمرة في التصعيد في ما يخصّ استهداف الكيان الصهيوني. ربما هذا الاستهداف لمراكزنا بهذا الشكل سوف يؤدي إلى تركيز الضربات وزيادة أعدادها مستقبلاً».