أنهى الجيش الإسرائيلي استعداداته لإطلاق عملية في رفح، بعدما صادق رئيس هيئة الأركان، هرتسي هليفي، على الخطط التي سينفّذها في «المعقل الأخير لحماس»، وفقاً لموقع «واينت»، الذي قال إن الجيش يقدّر أن تتشكّل «الصورة النهائية» لما ستؤول إليه الأمور في غضون يومين إلى ثلاثة أيام: فإمّا صفقة تبادل، وإمّا عملية في رفح «تعارضها الولايات المتحدة». وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد ألغى موعدَين سابقَين لاجتياح رفح، إثر تصاعد الضغوط الدولية. وطبقاً لـ«الإذاعة العامة الإسرائيلية»، فقد تزامن هذا الإلغاء مع بذل الوسطاء في المفاوضات جهوداً حثيثة للدفع بطرْح جديد قدّمته القاهرة.غير أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى احتمال فشل الجولة الحالية من المفاوضات، على غرار سابقاتها؛ إذ وفقاً لِما نقله «واينت» عن مسؤول رفيع، فإنّ «على حماس التخلّي عن مطلبَي انسحاب الجيش من القطاع، ووقف إطلاق نار نهائي». ويستند تشدّد تل أبيب، كما يَظهر، إلى الضغوط التي يمارسها شركاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي، وفي مقدّمتهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بعدما هدّدا علناً من جديد، بالانسحاب من الحكومة إذا ما تخلّت الأخيرة عن اجتياح رفح. في المقابل، رسم الوزيران في «كابينت الحرب»، بني غانتس وغادي آيزنكوت، «الخط الأحمر» الخاص بهما، وهو «عدم الدخول إلى رفح قبل استنفاد الخيار التفاوضي على الصفقة»، بحسب «كان». وهاجم آيزنكوت سموتريش وبن غفير، قائلاً: «إنهما يقومان بالابتزاز والتهديد. لن أكون في حكومة تتخذ قراراتها على أساس الاعتبارات السياسية».
على أيّة حال، أفادت قناة «كان» العبرية، مساء أمس، بأن «إشارات سلبية وصلت إلى إسرائيل من مصر، حول موقف حماس من الاقتراح الجديد». ووفقاً لمصدرَين مطّلعين، نقلت عنهما القناة، فإن «المؤشرات السلبية مردّها عدم وجود ضمانات لإنهاء الحرب في نهاية الصفقة». وبحسب القناة نفسها، فإن «حماس تريد ضمانات لوقف الحرب بشكل كامل (...) فهي تعتقد بأن إسرائيل ستعمل في رفح حتى بعد الهدنة المقترحة». وهذا ما أعلنه صراحةً، نتنياهو، أمس، حين قال: «سوف ندخل رفح لأنه ليس لدينا خيار آخر، سندمّر كتائب حماس هناك، وسنكمل كل أهداف الحرب، بما في ذلك عودة جميع أسرانا»، وأكد: «سندخل رفح بحالة حصول صفقة أو بدون صفقة».
«الليونة» التي أبدتها إسرائيل غير منفصلة عن التهديدات ضدّ مسؤولين إسرائيليين بإصدار «الجنائية الدولية» مذكرات توقيف بحقّهم


أما واشنطن، فأعلنت، على لسان المتحدث باسم «البيت الأبيض»، أن «الاتفاق بين إسرائيل وحماس سيؤدي إلى وقف القتال لستة أسابيع»، فيما أشارت الخارجية الأميركية إلى أن الإدارة لم تتلقّ «خطة إسرائيلية ذات صدقية تراعي قلقنا بشأن رفح»، مؤكدة أن «أيّ عملية في رفح لا تعالج مخاوفنا الإنسانية ستكون غير مقبولة». يأتي هذا فيما وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء أمس، إلى الكيان، حيث من المقرّر أن يلتقي نتنياهو صباح اليوم.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة «معاريف»، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع ومطّلع على المفاوضات، أن «الليونة التي أبدتها إسرائيل غير منفصلة عن التهديدات ضدّ مسؤولين إسرائيليين كبار بإصدار المحكمة الجنائية، مذكرات توقيف واعتقال فى حقّهم». وبحسب المسؤول نفسه، فإنه «حتى لو لم يكن الأمران مرتبطين بعضهما ببعض مباشرة، فلا شكّ في أن مذكرات الاعتقال ضغطت على نتنياهو بشكل خاص». إذ إن احتمال صدورها أدخله في «حالة من الذعر» وفق مقرّبين منه ذكروا أنه لا يترك طريقاً إلا ويسلكها في إطار ممارسة الضغوط على المحكمة لتؤجّل أو تلغي فكرة إصدار مذكرات الاعتقال، ومن بين ذلك طلبه المساعدة من الرئيس الأميركي، جو بايدن.