على أيّة حال، أفادت قناة «كان» العبرية، مساء أمس، بأن «إشارات سلبية وصلت إلى إسرائيل من مصر، حول موقف حماس من الاقتراح الجديد». ووفقاً لمصدرَين مطّلعين، نقلت عنهما القناة، فإن «المؤشرات السلبية مردّها عدم وجود ضمانات لإنهاء الحرب في نهاية الصفقة». وبحسب القناة نفسها، فإن «حماس تريد ضمانات لوقف الحرب بشكل كامل (...) فهي تعتقد بأن إسرائيل ستعمل في رفح حتى بعد الهدنة المقترحة». وهذا ما أعلنه صراحةً، نتنياهو، أمس، حين قال: «سوف ندخل رفح لأنه ليس لدينا خيار آخر، سندمّر كتائب حماس هناك، وسنكمل كل أهداف الحرب، بما في ذلك عودة جميع أسرانا»، وأكد: «سندخل رفح بحالة حصول صفقة أو بدون صفقة».
«الليونة» التي أبدتها إسرائيل غير منفصلة عن التهديدات ضدّ مسؤولين إسرائيليين بإصدار «الجنائية الدولية» مذكرات توقيف بحقّهم
أما واشنطن، فأعلنت، على لسان المتحدث باسم «البيت الأبيض»، أن «الاتفاق بين إسرائيل وحماس سيؤدي إلى وقف القتال لستة أسابيع»، فيما أشارت الخارجية الأميركية إلى أن الإدارة لم تتلقّ «خطة إسرائيلية ذات صدقية تراعي قلقنا بشأن رفح»، مؤكدة أن «أيّ عملية في رفح لا تعالج مخاوفنا الإنسانية ستكون غير مقبولة». يأتي هذا فيما وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء أمس، إلى الكيان، حيث من المقرّر أن يلتقي نتنياهو صباح اليوم.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة «معاريف»، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع ومطّلع على المفاوضات، أن «الليونة التي أبدتها إسرائيل غير منفصلة عن التهديدات ضدّ مسؤولين إسرائيليين كبار بإصدار المحكمة الجنائية، مذكرات توقيف واعتقال فى حقّهم». وبحسب المسؤول نفسه، فإنه «حتى لو لم يكن الأمران مرتبطين بعضهما ببعض مباشرة، فلا شكّ في أن مذكرات الاعتقال ضغطت على نتنياهو بشكل خاص». إذ إن احتمال صدورها أدخله في «حالة من الذعر» وفق مقرّبين منه ذكروا أنه لا يترك طريقاً إلا ويسلكها في إطار ممارسة الضغوط على المحكمة لتؤجّل أو تلغي فكرة إصدار مذكرات الاعتقال، ومن بين ذلك طلبه المساعدة من الرئيس الأميركي، جو بايدن.