خطوةٌ جديدة باتجاه إضفاء المزيد من القيمة العالية على كرة السلة اللبنانية وبطولتها التي أصبحت محطّ أنظار المنطقة أكثر من أيّ وقتٍ مضى بفعل المنافسة القوية التي شهدتها هذا الموسم، وذلك من خلال تقديم كأس استثنائية الى الفريق الفائز في سلسلة المباريات النهائية التي انطلقت بين الرياضي والحكمة.
مجسّم ضخم لكأس بطولة لبنان سيجوب المناطق اللبنانية (الأخبار)

الفكرة ولدت من قلب المسيرة التي عرفتها المستديرة البرتقالية طوال الأعوام القريبة الماضية، ومن خلال التطوّر الذي سارت به وفق العمل الحثيث بشكلٍ مطّرد من أجل الارتقاء بها، فكان التجسيد لها من خلال كأسٍ لم تشهد الرياضة اللبنانية مثيلاً لها.
وهذه الخطوة تُعدّ سبّاقة بلا شك، إذ إن الجائزة لا بدّ أن تكون مرموقة عندما يحتضنها لاعبو الفريق الفائز في ختام الموسم، فهم يستحقون أن يشعروا بشيءٍ «ثقيل» بين أيديهم استناداً الى المجهود الرهيب الذي قاموا به طوال موسمٍ صعب ومعقّد، واستناداً الى عمل إدارات الأندية التي تستحق بدورها أن تضع كأساً لمدة سنةٍ كاملة في خزائنها، يمكنها أن تتغنّى به، ويزيد من قيمة وأهمية الجوائز المحيطة به.
اختار الاتحاد اللبناني لكرة السلة النحّات رودي رحمة لتصميم وصناعة كأس الفائز ببطولة لبنان (الأخبار)

4 أشهر من العمل
من هنا نشأت الفكرة، فقصد الاتحاد اللبناني للعبة النّحات المعروف رودي رحمة الذي شرع فوراً في رسم مسوّدةٍ لكأسٍ غير كلاسيكية تجمع عناصر مختلفة وتترك معانيَ كثيرة، قبل أن يبدأ في العمل عليها ضمن مشروعٍ استغرق 4 أشهر، فكانت النتيجة تحفة فنية.
يقول رحمة بحماسة المشجّع والمحبّ للعبة كرة السلة: «إنها واحدة من أجمل القطع الفنية التي عملت عليها، وقد أحببت الفكرة عندما زارني رئيس الاتحاد أكرم الحلبي والأمين العام شربل رزق، فأنا لاعب كرة سلة في صغري، وبالتالي أعرف في العمق مكوّنات اللعبة ومتفرعاتها، وأيضاً من خلال متابعتي لها لديّ فكرة عامة عن الظروف التي عاشتها في الأعوام الماضية».
كأس بطولة لبنان الجديدة تزن 22 كيلوغراماً ومصنوعة من مادة البرونز


ويتابع: «هذه المنحوتة ليست عادية، إذ أذكر أنه أيام المدرسة كنا ندخل الى الملعب ونلتقط الكرات المرمية على الأرض عشوائياً لكي ننطلق الى اللعب، وهي المسألة التي تفسّرها الكرات الموجودة على القاعدة. أما المشهد التصويري الثاني، فهو ما أسمّيه بالأيادي البيض التي أطلّت لكي تجمع كل هذه الكرات لتخلق الوحدة، قبل الانتقال الى المرحلة التالية، وهي الكرة الأكبر المكسورة، فأعادت هذه الأيادي جمعها وشدّت عضدها، لتزهر أجيالاً من الشبّان والشابات الذين رفعوا كرة السلة الى أعلى مقام».
وبفعل العمق في المعاني الذي طبع هذه التحفة، استطرد رحمة قائلاً: «ما أجمل أن نرى أن لعبة كرة السلة أصبحت ترمز الى الوحدة الوطنية، وكأسها هذه تجمع، وتُسقط الانقسامات، ولا تفرّق. برأيي، هناك شيئان وحيدان يجمعان في هذا البلد، هما: الرياضة والفن». وختم: «آمل أن تحذو السياسة حذو الرياضة يوماً وتصبح جامعة للبنانيين لمصلحة البلاد عامةً».

(الأخبار)

مجسّم للعامة
وفي موازاة العمل على الكأس التي يبلغ وزنها 22 كيلوغراماً، وهي مصنوعة من معدن البرونز المطليّ باللون الذهبي، عمل رحمة على مجسّمٍ ضخم حضر كضيف شرف في المواجهة الأولى مساء أمس بين الرياضي والحكمة في قاعة صائب سلام في المنارة. وهذا المجسّم المذهل بدقّة التفاصيل التي تنسخ شكل الكأس مصنوع من بودرة الرخام، وسينتقل ليجوب عدداً من المناطق اللبنانية والمجمّعات التجارية، حيث ستكون الفرصة متاحة أمام العامة من أجل معاينته عن كثب.
ووصف الحلبي، الذي زار رحمة في مشغله الخاص المليء بالمنحوتات الضخمة والواقع في منطقة نهر الكلب، ما رأه أمامه، قائلاً: «رودي رحمة رسم حلمنا، إذ عندما وصلنا الى الاتحاد اللبناني لكرة السلة كنا نحلم بأن نخلق لعبةً مثالية خالية من الشوائب والانقسامات والمشكلات، وما هذه الكأس الموجودة أمامنا إلا تجسيد للحلم الذي نواصل تحقيقه». وأضاف: «هي سابقة لم تعرفها الرياضة اللبنانية ولا حتى الكثير من البلدان المحيطة بنا، لذا نشكر رحمة على العمل الذي قام به، ونترقّب لحظة تسليم الكأس الى الفريق الفائز في النهائي المرتقب لكي تكتمل صورة الموسم المميّز الذي شهدناه في ملاعبنا».
وأشار رئيس الاتحاد الى أن الفائز بلقب بطولة لبنان لن يحصل على الكأس الأصلية نهائياً، بل ستبقى في خزائنه لمدة سنة، على أن يحصل على نسخةٍ، علماً أن الفائز باللقب 5 مرات منذ تسليم الكأس الأولى يمكنه الاحتفاظ بالأصلية التي بلا شك ستكون تحفةً فريدةً من نوعها بين جوائزه وتعزّز من وجوده في ساحة اللعبة.