«أُحجِيَة كلاسيكيّة»
الكلبُ (الكلبُ الذي يُسَمّونهُ: الوفيّ..)
الكلبُ السائبُ العليل...
الكلبُ الذي التَقَطتُهُ، وآويتُهُ، ودَلَّـلْـتُهُ، وجعلتُهُ رفيقي وحارِسي..

الكلبُ (ذاك الذي اسمُهُ: الوفيّ)
الذي ترعرعَ على عتبةِ داري، وتَنَعّمَ بِـخَيراتِ بَلاهَتي، وحليبِ أولادي, وأطايِبِ موائدي...
الكلبُ الذي، ليَكسَبَ رضايَ، كان ينبحُ لإِخافةِ أعدائي وضيوفي،
الكلبُ الذي كانَ يحرسُني ويَنبحُ لي...:
حدثَ، ذاتَ يوم، أنْ شَمَّ رائحةَ طعامٍ غريبةً تهبُّ مِن ديارِ أعادينا.
حدثَ، ذات يوم، أنْ أَغرَتْـهُ الرائحةُ... فتَبِعَ شميمَ الرائحةْ.
حدثَ، ذات يوم، أنْ أَفقتُ على جلَبَةِ لُصوصٍ
فلم أجد له أثراً على عتبةِ الدار.
حدثَ ذات يوم...
حدثَ... ذاتَ... أيامٍ كثيرة.
الكلبُ الذي كان يُـخَوِّفُ اللصوصَ و«يَـنبحُ لي»
هوذا الآن هناك
هناكَ، حيث فاحت ذاتَ يومٍ رائحةُ طعامٍ غريبة...،
هوذا الآن هناك، على عتبةِ جيرانيَ اللّصوص،
يَنبحُ لهم... وعلَيَّ
ويُسَمِّيني: لِصّاً.
4/1/2017