يتابع الجيش السوري عملياته في بادية السويداء الشرقية، ويحرز تقدماً في عمق البادية وسط أخبار تتحدث عن انسحاب عناصر من تنظيم «داعش» نحو منطقة التنف التي تسيطر عليها القوات الأميركية. وفي استنساخ لتجربة الجنوب السوري، والغوطة الشرقية، يسعى الجيش السوري إلى فتح معابر لإخراج المدنيين من ريف إدلب، فيما ألقت طائراته منشورات تحثّ الناس على التعاون مع الجيش ورفض المسلحين، ما يعتبر الخطوة الأخيرة قبل بدء العمليات العسكرية، بحسب ما اتُّبع في الجنوب السوري والغوطة الشرقية.وقد دعا الجيش السوري السكان في محافظة إدلب، التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة، للعودة إلى حكم الدولة السورية، مبلغاً إياهم أن «الحرب اقتربت من نهايتها»، وذلك في منشورات أسقطتها الطائرات السورية في المنطقة الواقعة في شمال غرب سوريا، وتحديداً منطقة خان شيخون جنوبي مدينة إدلب. وذكر «المرصد السوري» المعارض، أن «قوات حكومية إضافية تصل تمهيداً لهجوم محتمل في منطقة تقع جنوبي غربي مدينة إدلب وتتداخل مع محافظتي اللاذقية وحماة». وجاء في المنشورات التي أُسقِطت في مناطق ريفية قرب مدينة إدلب: «تعاونكم مع الجيش العربي السوري يخلصكم من تحكم المسلحين الإرهابيين بكم ويحافظ على حياتكم وحياة أسركم»، وأضاف المنشور الذي يحمل اسم القيادة العامة للجيش والقوّات المسلّحة: «ندعوكم للانضمام إلى المصالحة المحلية (الاتفاقيات)، كما فعل الكثيرون من أهلنا في سوريا».
وفي السياق نفسه، قال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يان إيجلاند، إن روسيا وتركيا وإيران أبلغت اجتماعاً لقوّة مهمات الشؤون الإنسانية في سوريا اليوم، أنهم «سيبذلون ما في وسعهم لتفادي معركة من شأنها تهديد ملايين المدنيين في محافظة إدلب السورية». وأضاف مستشار المبعوث الأممي أن «الأمم المتحدة لم تجد في سوريا أي منطقة يمكن أن تسمّى حالياً بالمحاصرة»، وقال خلال مؤتمر صحافي: «لقد بدأنا برؤية نهاية هذا الصراع… واليوم، لا ترى الأمم المتحدة أي منطقة تقع في فئة المحاصرة». كذلك، أشار إيجلاند إلى أن «القتال انتهى تقريباً في جنوب غرب سوريا، ويمكن للأمم المتحدة الآن تقديم المساعدات إلى مزيد من المناطق في البلاد». وأكد المسؤول الأممي أن «هناك نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً مع روسيا وإيران وتركيا والحكومة التركية والفصائل المسلّحة لتجنّب التصعيد في إدلب». وقدّر إيجلاند عدد السكان في المحافظة الواقعة في شمال سوريا بنحو أربعة ملايين أو أكثر، مبدياً أمله بأن يتوصّل المبعوثون الدبلوماسيون والعسكريون إلى اتفاق لتجنب «إراقة الدماء». لكنه قال إن «الأمم المتحدة تجري تحضيرات للمعركة المحتملة وستطلب من تركيا إبقاء حدودها مفتوحة للسّماح للمدنيين بالفرار إذا تطلب الأمر».
وتسعى دمشق إلى تعزيز فرص عودة النازحين السوريين إلى مدنهم وبلداتهم. وفي هذا الإطار، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن وزير الخارجية سيرغي لافروف، سيزور أنقرة يومي 13 و14 آب لبحث الوضع في سوريا مع نظيره التركي. وأضافت، خلال مؤتمر صحافي، أن «معطيات الأمم المتحدة تشير إلى أن حوالى مليوني لاجئ سوري قد يعودون إلى وطنهم خلال أشهر قريبة». وقالت إن «الحكومة السورية اتخذت، في إطار النهج المعلن من قيادة البلاد لإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، قراراً بتشكيل لجنة تنسيقية خاصة برئاسة وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، الذي ذكر أن أكثر من 3 ملايين نازح عادوا إلى بيوتهم في سوريا».
كذلك، تسعى الدولة في سوريا، الى إعادة تنظيم حركة الاستيراد والتصدير، والتجارات الخارجية، من خلال فتح المعابر الحدودية التي أقفلت لسنوات طوال الحرب. وفي أول مؤشرات بدء العد التنازلي لفتح معبر نصيب (جابر) مع الأردن، عقد يوم أمس، أول اجتماع سوري ــــ أردني في دمشق لمناقشة سُبل إعادة التعاون والتبادل التجاري بين البلدين. وضمّ الوفد الأردني عدداً من الفاعليات الاقتصادية، بحسب ما ذكرت صحيفة «الوطن» السورية، في حين حضر عن الجانب السوري وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبد الله الغربي، ورئيس لجنة تجّار ومصدري الخضار والفواكه في دمشق، وعدد من التجار وأصحاب الفاعليات التجارية السورية. وقد أبدى رئيس الوفد الأردني، نقيب تجار ومصدري الخضار والفواكه سعدي أبو حماد، بحسب الصحيفة، رغبة رجال الأعمال الأردنيين بإعادة علاقات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع سوريا، وفتح المعابر الحدودية ولا سيّما معبر نصيب وتنشيط تلك العلاقات.