وفق ما جرت العادة، لا يلبث أن يقع حادثٌ داخل أروقة سجن رومية المركزي حتى تنهال اتصالات السجناء على ذويهم والإعلاميين. فبعد ظُهر أوّل من أمس، أبلغ السجناء عن حصول حالات تسمّم أصابت عدداً من النزلاء جرّاء تناولهم وجبة طعام عبارة عن دجاج بالأرز. السجناء تحدّثوا عن إصابة نحو مئة نزيل بحالات تسمّم فيما تناقلت الوسائل الإعلامية إصابة 52 سجيناً بحالات إعياء وتسمم. ولفت إلى معالجة معظمهم في السجن فيما اقتضت حالة 6 منهم نقلهم إلى مستشفى ضهر الباشق.
وفي الإطار نفسه، ذكر مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن تحقيقاً فُتح في هذا الخصوص، مشيراً إلى أنّ عيّنة من الطعام أرسلت إلى المختبر لتحليلها. وأكّد المسؤول المذكور أن عدد المصابين لا يتجاوز الأربعين مصاباً، وانحصرت الحالات جميعها في مبنى الأحداث. نفى المسؤول ما أُشيع عن أنّ مصدر الطعام هو مطبخ السجن، لأن المطبخ لم يجهّز بعد، لافتاً إلى أنّ هناك اتفاقاً آنياً مع متعهّد يُحضر الطعام من أحد المطاعم.
كذلك تحدّث المسؤول المذكور عن احتمال أن يكون سبب التسمم ناجماً عن فساد الطعام نتيجة عدم وجود برّادات لحفظه. وكشف المسؤول الأمني أنه جرى احتواء حالات التسمم خلال ساعتين عبر حقن السجناء المصابين بحقن الدواء.
من جهة ثانية، تحدث سفير منظمة حقوق الإنسان في لبنان علي عقيل خليل لـ«الأخبار» فأشار، بعكس المسؤول الأمني، إلى انتشار حالات التسمم في كل مباني السجن.
ولفت خليل إلى أن عدد الإصابات بلغ 140 حالة أُصيبوا إثر تناولهم وجبة طعام من مطبخ
السجن.
بدوره، ذكر المرشد العام للسجون في لبنان الأب مروان غانم أن إصلاح مطبخ سجن رومية المركزي سيُنجز في مهلة عشرة أيام حداً أقصى. وأشار غانم إلى «أن العمل التأهيلي جار لبعض القاعات والغرف وسينجز في فترة قريبة جداً».
وكشف غانم أنّ أسباب التسمم الغذائي لبعض السجناء ناتج من تناولهم وجبة دجاج جاهزة وعدم حفظها سليمة، وإلى التأخير في وصول الطعام، وشدد على «أن التأخير ليس ناتجاً من تقصير المسؤولين».
من جهة ثانية، وفي إطار معالجة تداعيات حادثة اقتحام السجن المركزي، ذكر السفير علي خليل أن جراح السجناء الذين أُصيبوا خلال الاقتحام لا تزال
ملتهبة.
وكشف خليل أن السجين محمد خ. الذي نُقل إلى مستشفى نوفل الحكومي تفاقم التهاب قدمه ليصاب بغرغرينا، ما قد يقتضي بتر ساقه.
وتحدث خليل عن اتصال جرى بينه وبين وزير الداخلية زياد بارود سأله الأخير فيه عن أسماء السجناء الذين تستدعي حالتهم النقل إلى المستشفى.
السفير خليل ثمّن اهتمام وزير الداخلية ومتابعته، لكنه لفت إلى أنّ المشكلة تكمن في مستشفى ضهر الباشق. فبحسب خليل، هذا المستشفى يفتقد التجهيزات اللازمة لمعالجة حالات عديدة.
كذلك تحدّث خليل عن تسجيل ترويج كبير لحبوب المخدرات داخل أروقة السجن المركزي، مشيراً إلى أن حالات تشطيب السجناء لأنفسهم عادة بدرجات
عالية.
السفير خليل تساءل عن المستفيدين من عودة دخول هذه الحبوب، داعياً إلى فتح تحقيق جدّي لكشف المتورّطين.
أخيراً، علمت «الأخبار» أن والد السجين ابراهيم سلامة الذي أُصيب برصاصة مطّاطية في صدره، كان قد تقدّم بادّعاء شخصي ضد الضابط الذي أطلق النار على ابنه عمداً.
وإثر ذلك، تلقّى ابنه تهديداً من الضابط المذكور بوجوب إسقاط والده للدعوى أو أنّ مكروهاً سيصيبه.



تشطيب

ظاهرة تشطيب السجناء لأنفسهم تترافق مع تناول هؤلاء للحبوب المخدرة التي يفقدون عبر تناولها الإحساس بالألم. هذه الظاهرة، باتت تلقى في الآونة الأخيرة رواجاً، ولا سيّما بعدما باتت وسيلة من وسائل احتجاج السجناء.
وفي هذا السياق، سُجّل حصول عدد من حالات التشطيب داخل السجن المركزي. فقد شطب السجين علي ي. (31 عاماً)، الموجود في الغرفة الرقم 128 من المبنى «د»، رجليه بآلة حادة، ما استدعى نقله إلى مستشفى ضهر الباشق للمعالجة.
وفي سجن رومية أيضاً، في المبنى «ب»، شطب السجين عبد الحسين ر. يده اليسرى وابتلع أدوات حادة، مما استدعى نقله إلى المستشفى للمعالجة.