«اشحن طاقاتك»، «أظهر قدراتك»، «حرّر خيالك». شعارات تشجيعية موجّهة لتلامذة متفوّقين أحسنوا تطبيقها، تستقبلك وأنت تدخل مباراة العلوم الثامنة، التي نظمتها الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث، في قصر الأونيسكو، يوم الجمعة الماضي. في قاعتين كبيرتين، نشر التلامذة أكثر من 47 مشروعاً تأهلت إلى العرض النهائي، بعد سلسلة مباريات أجريت في مختلف المحافظات اللبنانية. تمحورت مشاريعهم الصغيرة حول موضوعات عدة: الروبوت (الرجل الآلي)، المشاريع التشغيلية، النماذج الإيضاحية، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، البحث العلمي، الفلك، الكيمياء، والغذاء. بتواضع، يشرح المشاركون تفاصيل مشاريعهم التي تنوعت بين الأبحاث والنماذج التشغيلية والنماذج الإيضاحية. اخترع تلامذة جمعية الصادق العالمية رجلاً آلياً، يتحرك بناءً على إشارات أشعة «البلوتوث»، ويتلقى أوامره من شاشة تعمل باللمس. أما فائدته، بحسب أحد المشاركين في صناعته، فهي «نقل طلبات بين المكاتب في أي مؤسسة، ويستطيع اجتياز العوائق. المهم أننا نوضح للناس أن صناعة الرجل الآلي سهلة وليست صعبة كما يظنون». تنبّه تلامذة المدرسة اليسوعية في زحلة إلى مشكلة الجفاف في منطقتهم. سارعوا إلى البلدية واقترحوا إنشاء سد لنهر البردوني يتولّاه مهندسو البلدية. سعداء بمستند يعرضونه على الزائر بشأن موافقة وزارة الأشغال على بناء السد بكلفة تقارب 14 مليون دولار. يعدد التلامذة أصحاب المشروع فوائد السد الذي اقترحوا بناءه: ري سهل البقاع، توليد الطاقة، تربية الأسماك.
هرباً من التلوث وكلفة المحروقات، ترجم تلامذة مدرسة عمر المختار البقاعية دراسات تصميم سيارة تعمل على الهواء، إلى مجسّم حقيقي. يفاجئك التلميذ الموكل شرح المشروع بمعلوماته «أكثر من 80 في المئة من الهواء يذهب هدراً. هذه السيارة ضد التلوث، سرعتها القصوى 5 كيلومترات، لكن إذا طُوّرت بإمكانها السير بسرعات مختلفة». بيئياً، كان تلامذة أكاديمية الشرق الجديد أوعى من أجهزة الدولة اللبنانية، إذ رصدوا مشكلة مطمر الناعمة للنفايات وما يسببه من أمراض جلدية وداخلية كثيرة، وقدموا حلولاً لها، أبرزها إقفال المطمر، وإقامة آخر صحي بعيداً عن المياه الجوفية والمناطق السكنية، والاستفادة من غاز «الميثان» لتوليد الطاقة.
آلة التلميذ حسين علي هزيمة استحوذت على شهرين ونصف من وقته. علبة إلكترونية لتنبيه المرضى إلى مواعيد أدويتهم وعياراتها، تعتمد على برنامج حاسوبي، وتملك نظام إقفال ونظام إنذار إذا ما نسي مستخدمها تناول حبة الدواء. هزيمة متمكن من آلته لدرجة أنه يفاصل في سعرها بين أن تكون موادها «بالجملة أو بالمفرق: بالمفرق 200 دولار، أما إذا تبنتها شركة كبيرة فيقل السعر»، يقول.
حضرت 3 فتيات من ثانوية الإمام الجواد من البقاع، وهاجسهن توضيح الصورة الحقيقية لمشروبات الطاقة وتقديم بدائل صحية لها. بحثن طويلاً ليخلصوا إلى ورقة تعرض أضرار مشروبات الطاقة، والنصيحة باستبدالها بالفاكهة المجففة، وكل مأكول يحوي طاقة ونشويات، نوم مريح، ورياضة دائمة. اخترعت التلميذة في ثانوية البتول هدى فرحات آلة لتصنيع ألياف النانو (وحدة قياس للجزيئات الصغيرة يبلغ حجمها واحداً من المليار) وتسهم في تنقية المياه. بسلاسة، يعرض تلميذان من ثانوية الروضة مشروعاً توفيرياً للطاقة الكهربائية قوامه «طاقة هوائية، مائية، وشمسية. في الدول المحترمة الدولة تدفع بدل محروقات لمن يستعمل هذه المصادر لتوليد الطاقة، لا كما في لبنان الذي يجب أن يجد مصادر طاقة غير المحروقات»، يقول أحد التلامذة. ولمن يبرد في الشتاء، حذاء حراري، صنعه تلامذة ثانوية العلوم الحديثة في الدوير، بكلفة أقل من 100 دولار. أما لمن يريد معرفة جسده ووزنه المثالي، فعليه التوجه نحو تلامذة مدرسة طرابلس الإنجيلية، حيث الهرم الغذائي والأكل الصحي. كذلك انتشرت مشاريع فلكية وأخرى لأجهزة تعقب الضوء، أتقنها تلامذة مدارس عدة مشاركة.