خليل صويلحيستبدل العرض التاج الشهير بعقال عربي، كلما سقطت صورة الحاكم المعلّقة على الجدار. ولعل التقريرية التي وسمت جوانب العرض والأسلبة في تأطير الشخصيات، أدت إلى انفلاش الحدث بطرح هموم لا يحتملها عرض واحد لفرط تشظيها. هكذا تتسع قائمة القتلى والضحايا من الحسين بن علي، والحلاج، إلى فرج فودة وسمير قصير. وإذا بالتاريخ ساحة للصراع المعاصر ومرآة لوقائع مريرة تكشف عمق المأساة العربية في أقنعة جديدة تتنازعها ثقافة المارينز من جهة، وثقافة القبيلة من جهة أخرى، وإن سعى سليمان البسّام إلى نمذجتها بأسلوبية إخراجية لافتة، سواء باستخدامه شريطاً استعادياً مصوّراً لما حدث في المنطقة العربية خلال العقد الأخير من حروب واحتلال، من دون أن يهتز عرش واحد.
هذه التجربة التي استضافتها «دار الأوبرا» في دمشق، ضمن «احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008»، بمشاركة ممثلين عرب وأجانب (أمل عمران، جاسم النبهان، كارول عبود، مناضل داوود)، تمثّل محطة لافتة في مسار هذا المسرحي الكويتي... إنّها مقاربة جديدة للنص الشكسبيري، ضمن مقترح حركي وسينوغرافي مبني على أساس فضح القلق الوجودي لإحدى أكثر الشخصيات الشكسبيرية عدمية... كما يقدّم صورة مضخمة للذات (العربيّة) المريضة، والمستلبة، المسكونة بأرواح الشرّ، مسلّطاً الضوء على الصراع العبثي على السلطة.