الرجل لديه عائلة، لديه زوجة وأولاد وأحفاد لديه منزل وربما أكثر
يسكن بالإيجار وبالاستعارة أيضاً
لديه فراش وشرشف ولحاف
ولديه براد وغاز وخزانة للمونة
لديه سجادة للجلوس وسجادة للصلاة
لديه دفّاية على الكهرباء ولديه أيضاً سخّان للمياه
لديه كنبة وكرسي وتلفاز
ولديه كابل ستلايت ويشاهد قنوات كثيرة
يحب الأفلام الوثائقية وبعض البرامج
يحب الرسوم المتحركة وقنوات الأطفال
يضطر مثلنا إلى سماع السياسيين
يعصّب وينرفز لكنه أيضاً ينام
يسأل الأولاد عن كتبهم وعن دروسهم
ويسأل الأبناء عن أولادهم وأغراضهم وأحوالهم
لديه راتب شهري، يعطي زوجته مصروف المنزل
ويحفظ قليلاً للأيام الصعبة
لديه سيارة لكن، ربما الطبيب يمنعه من قيادتها
لديه مكتبة، لكنها موزّعة في أمكنة عدة
لديه هاتف وإنترنت وبريد إلكتروني
لديه وقت للنوم ووقت للطعام ووقت للراحة
ولديه وقت للقراءة والكتابة ووقت للتأمل
يقرأ القرآن ويسمع مقرئ العزاء ويبكي
يستقبل الضيوف أيضاً ولو من دون ضجيج
لديه أم يقبّل يديها كلما رآها، تداعب له وجنتيه وتحضنه
تقبّله وهو يسرّ بسماع الدعاء منها
لديه والده الذي يخبره عن أحوال إخوته
وأخبار الأقرباء والجيران وأهل الضيعة
يتجوّل في الشوارع والحارات كالباقين
يضيق بالذين يبثّون الفوضى ويتركون الأوساخ خلفهم
يحتجّ لأن الأرصفة لم تعد للمشاة
ويغبط الناس الذين يقصدون الكورنيش
حسن نصر الله مثل أهله
لكن ما يميّزه عن كثيرين، أن خلفه وعن يمينه وعن يساره
رجال أشداء يردّدون على مسمعه:
امضِ كما أردت، نحن معك. والله لو خضت عباب البحر لخضناه معك، وما تخلّف منا رجل واحد!