لم يمنع تشبث اليونان بموقفها الرافض لمنح «أسطول الحرية 2» الإذن بالابحار من موانئها إلى غزة، منظمي الرحلة من الاعراب عن أملهم أن يتمكنوا من الابحار من اليونان هذا الاسبوع لتحدي الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة وايصال مساعداتهم لأهالي القطاع.وقال أحد المنظمين، أدم شابيرو، «يوم الاثنين سيكون يوم تحرك حيث ننوي مواصلة الابحار»، فيما تفيد رسائل تصل إلى موقع تويتر الاجتماعي من صحافيين كانوا يعتزمون الانضمام للرحلة بأن البعض بدأ يتخلى عن فكرة المشاركة من منطلق الشعور بالإحباط.
وقال أحد المنظمين، ديمتريس بليونس «نشعر بالإهانة البالغة بسبب موقف الحكومة اليونانية التي قبلت في واقع الامر بنقل الحصار على غزة إلى الشواطئ اليونانية». لكنه لفت إلى أن إحدى السفن الفرنسية «في مكان آمن ولا يمكن الكشف عنه» خارج المياه اليونانية، وذلك بعد تعرض سفينة تقل ناشطين ايرلنديين في تركيا لعملية تخريب بواسطة من يشتبه في أنهم من الضفادع البشرية الإسرائيلية.
في هذه الأثناء، جددت وزارة الدفاع المدني اليونانية التأكيد أن السماح بالانطلاق «تحت علم يوناني أو اجنبي من الموانئ اليونانية إلى منطقة غزة البحرية» ذهب «حتى اشعار آخر»، وأقدمت على توقيف القبطان جون كلازمر، متهمةً اياه بأنه حاول الابحار بسفينته «اوداسيتي اوف هوب» خارج المياه اليونانية يوم الجمعة الماضي، رغم حظر السلطات اليونانية.
إلا أن إحدى المنظمات للرحلة، جين هيرشمان، رفضت الاتهامات اليونانية للقبطان موضحة أنها «مجرد وسيلة للتعطيل والترهيب»، فيما أكد محامي قبطان المركب الاميركي، أن موكله يحتجز «في ظروف مروعة» وأنه لم يتلقّ مساعدة قنصلية.
في غضون ذلك، تصاعدت الضغوط على اليونان بين من يطالبها بالسماح للسفن بالابحار إلى غزة، ومن يطالبها بالتمسك بموقفها المعرقل، وذلك بعدما
دعا وزير الشؤون الخارجية والتخطيط في حكومة «حماس»، محمد عوض اليونان إلى السماح لأسطول المساعدات الإنسانية بالانطلاق نحو قطاع غزة، معرباً عن أسفه «لموقف اليونان الذي استجاب للضغط الدولي بمنع أسطول الحرية من الإبحار».
بدوره، طلب النائب الفلسطيني مصطفى البرغوثي، الذي يزور أثينا لحضور اجتماع للحكومات الاشتراكية، من الحكومة اليونانية وجميع الحكومات الأخرى عدم اعتراض قافلة السفن، فيما أكدت منظمة «شيب تو غزة» أن رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، باع «روح اليونان» مجيزاً «للمياه الاقليمية الاسرائيلية» بالوصول إلى سواحله.
في المقابل، أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان عن ارتياحه لتعطيل ابحار اسطول المساعدات.
ورأى في حديث للاذاعة العسكرية الاسرائيلية أن «نجاح تلك الجهود على الصعيد الدبلوماسي لم يأت تلقائياً، إنه ثمرة اتصالات كثيفة مع دول المنطقة والمجتمع الدولي».
كذلك أعرب ليبرمان عن ارتياحه الكبير خصوصاً لموقف اللجنة الرباعية للشرق الاوسط التي تضم الولايات المتحدة، روسيا، الاتحاد الاوروبي، والامم المتحدة، بعدما طلبت أول من أمس من «كل الحكومات المعنية استخدام نفوذها للتصدي لإبحار أي اسطول جديد يهدد أمن المشاركين وقد يؤدي الى تصعيد».
وبعدما زعم ليبرمان أن بين المشاركين في الأسطول «مجموعة من المتشددين من ناشطي حماس مرتبطين بالارهاب»، نفى اتهام اسرائيل بـ«تخريب» الاسطول موضحاً أن ذلك «من وحي الخيال».
من جهةٍ ثانية، أبدى مسؤولون اسرائيليون قلقهم من الوصول الكثيف لناشطين مؤيدين للفلسطينيين الاسبوع المقبل الى مطار بن غوريون الدولي في تل ابيب، ما دفعهم إلى اتخاذ قرار بتعزيز قوات الشرطة داخل المطار بغية التصدي لأي محاولة تظاهر. ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مسؤول رفيع رفض كشف هويته، قوله «هناك خشية من ان يشيع متظاهرون الفوضى في المطار»، وذلك بعدما أعلنت جمعية فرنسية مؤيدة للفلسطينيين على موقعها الالكتروني ارسال «بعثة دولية» بين الثامن والسادس عشر من تموز «تجاوباً مع نداء التضامن الذي وجهته 15 جمعية أهلية فلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية».
وأفاد منظمو هذا التحرك بأن نحو 300 فرنسي ووفوداً من بلجيكا والمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وايطاليا سيشاركون في هذه العملية تحت عنوان «أهلاً بكم في فلسطين»، فيما يريد هؤلاء الناشطون «الوصول معاً إلى مطار بن غوريون آتين من بلدان عدة».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)