أجرت قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي، أمس، مناورة هي الأولى من نوعها حاكت فيها سقوط صواريخ كيميائية بشكل متزامن على عدد من المناطق. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن مئات الجنود التابعين لقيادة الجبهة الداخلية بدأوا يوم الاثنين الماضي تدريباً على إزالة الأنقاض وإنقاذ إصابات وإخلاء قتلى، من بينها ثلاثة أماكن افتراضية تعرضت لهجمات صاروخية تقليدية متزامنة مصدرها سوريا. وشملت أماكن المناورة في مرحلتها الأولى مدينة القدس المحتلة، إضافةً إلى الرملة ونتانيا. وامتدت أمس باتجاه مدينة «بات يام» التي تعرضت افتراضياً لسقوط صواريخ كيميائية. وأوضحت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن مدينة القدس لن تكون محصنة ضد الهجمات. وقال قائد لواء القدس في قيادة الجبهة الداخلية، العقيد حين ليفني، «إن فرضية أن الهجمات لن تطاول القدس لأن فيها الحرم القدسي لم تعد قائمة، لأن العدو يمتلك صواريخ دقيقة بما يكفي ليستهدف الجزء الغربي من المدينة»، حيث يقيم اليهود. وأضاف ليفني «القدس هي رمز، والحرب ستكون أيضاً على الوعي، ومن الواضح أن التهديد على القدس أصغر مقارنةً بالتهديد على وسط إسرائيل، إلا أنه قائم بالتأكيد».وقالت المصادر إن قيادة الجبهة الداخلية تستعد لحرب إقليمية ولسقوط الصواريخ في مناطق جغرافية متباعدة بشكل متزامن «انطلاقاً من فرضية أن الصليات الصاروخية ستستهدف نقاطاً مختلفة بالتوازي». وأوضح قائد الكتيبة التي نفذت مناورة أمس، أن الهدف من المناورة هو التدرب على توزيع جهد الوحدات المحدودة التي تخضع لقيادة الجبهة الداخلية على أماكن متعددة، وعدم حصرها في مكان واحد، في ظل «تواصل سقوط الصواريخ في أثناء عمليات الإغاثة». وتخضع لإمرة قيادة الجبهة الداخلية قوات بحجم كتيبتين فقط، ومن المتوقع أن تضاف إليها كتيبة إضافية ستُحوّل من الجيش في غضون أسبوع.
وتجري المناورة الحالية على خلفية تصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد إيران، وغداة رفع شعبة الاستخبارات تقديرها السنوي الذي تحدث عن بيئة غير مستقرة تحيط بإسرائيل قد تؤدي إلى اندلاع حرب مفاجئة ودون تخطيط.
وأعلن وزير الجبهة الداخلية آفي ديختر، أمس، أن من المتوقع أن تجري 54 مناورة للجبهة الداخلية في مختلف المدن والبلدات الموجودة ضمن نطاق المنطقة الشمالية، وفقاً لتصنيف الوزارة. وستشهد إسرائيل مناورة كبرى للجبهة الداخلية في 21 تشرين الأول المقبل، تتمثل في مناورة نقطة تحول 6 التي بدأ العمل بها في أعقاب حرب تموز 2006.