المخطوفون ينزلون الشتوي

يبدو انّ على المخطوفين التسعة الذين ما زالوا بيد مجموعة ارهابية سورية منذ شهور، أن «ينزلوا الشتوي». فمن الواضح ان اطلاق سراحهم لن يتم قبل دخول فصل الشتاء.
هذا ما يوحي به انعدام أي مبادرات لإطلاقهم، بالعلن على الاقل، منذ «مبادرة» آل المقداد، التي أفضت الى اعتقال ثمانية منهم. وحين نقول بالعلن على الاقل، فهل يعني هذا ان هناك شيئاً ما يحدث في السر؟الارجح ان الجواب هو: «نييت». أي لا شيء.

فالواضح ان الزوار التسعة الباقين، تحولوا الى رهائن مطلوب مبادلتهم بانتصارات «اعلامية» سياسية لأردوغان وامير قطر وبندر ابن الحبيب، تنال من صدقية السيد حسن نصر الله. إلا ان "السيد" رفض الاعتذار عن موقف يعدّه عين الصواب، وخصوصا ان المضمر في هذا الاعتذار المطلوب للإفراج عن رهائن شيعة، هو الإيحاء اولا بأنه «ممثل الشيعة»، فيما هم بالحقيقة، مواطنون لبنانيون مطالبون من الدولة اللبنانية. وفي هذا السياق يردد متابعون ان الحزب ابلغ الأهالي «ان عليهم احتساب مخطوفيهم شهداء مظلومين»، بمعنى انه اقفل باب الابتزاز. وإن كانوا شيعة؟ «شو يعني؟». لقد حول السيد هذا الابتزاز الواضح والغبي الأشبه بمنطق التزريكات لدى لعيبة الورق في القرى، الى مأزق للخاطفين. نعم، الخاطفون اليوم في مأزق. وامامهم حل من اثنين: إما تصفية المخطوفين، او إطلاق سراحهم. لا شيء ثالثاً. لكنّ هذين الاحتمالين لا يحفظان ماء وجه الخاطفين، لذا فهما مستبعدان. فالتصفية ستؤكد وجود مجرمين منتحلين صفة «ثوار»، وبالتالي، سيجري «أهلياً» على الأقل، تحميل كلاً من تركيا وقطر والسعودية، الشركاء في «المَونة» على الخاطفين، دم هؤلاء. وهنا، لا يعود الكلام عن الانتقام حائراً في تعيين الجهة المسؤولة عما حدث للرهائن اللبنانيين. فالدول لا يمكنها ان تهرب كما يفعل الأفراد، فهي قابعة في الجغرافيا، والانتقام قد يقع ولو بعد حين. ورائحة القطريين (على الاقل) «طالعة» لدرجة ان التأفف من فجورهم التمويلي للجماعات الارهابية المسلحة المتنكرة باسم الدين، دفع شخصا مثل المدير السابق لوكالة الاستخبارات الفرنسية ايف بونيه، يتهم قطر بالاسم وعلنا «بتمويل الاسلاميين الراديكاليين في فرنسا»، مشيرا بوضوح، في حديث صحافي، إلى ان «مكافحة الاسلام السياسي تتطلب اغلاق مصادر التمويل»، موضحاً «ان لقطر إمكانيات كثيرة في فرنسا»، مشيراً إلى أنه «ذات مرة ستُرفع قضية ضد قطر، لان مشاكل كبيرة تقف وراءها.. ولا تهمني نجاحات باري سان جيرمان (نادي كرة القدم الذي اشتراه رجل اعمال قطري)». هكذا تتكلم الدول. لا كالدولة اللبنانية.
آخر المستجدات ما اثاره الزميل محمد نزال اليوم، من تشويش اضافي يوحي بان المسؤولية عن المخطوفين «انتقلت» الى «ابو محمد الهولندي». هذا في رأيي تفصيل تشويشي جديد. فالكل اليوم يعلم من هم المسؤولون عن مأساة الرهائن اللبنانيين. ان كان في إعزاز او بالنسبة إلى ابن المقداد.
طيب. ما العمل الآن؟
برهان حسن النوايا للأتراك «ذهب مع الريح»: ها هما المخطوفان التركيان في ديارهما منذ اسابيع، فماذا حصل؟ لا شيء. اطلق سراح لبنانيين «لأسباب صحية». ثم اعتقل الامن اللبناني ثمانية من آل المقداد دفعوا ثمن «جناحهم العسكري»، وتحديهم لدولة هي في الحقيقة غير موجودة الا عندما تطلب منها جهة مثل تركيا، أن تؤكد وجودها فتطلق سراح التركيين المخطوفين اثباتاً لوجودها، وتداهم وتسجن انتقاما لهيبة تركيا، وتنتظر.. فلا يحدث اي شيء. طبيعي. فعندما تجلس الدول الى طاولة المفاوضات، عليها ان تمسك ببعض الاوراق. فما هي الاوراق التي كانت بيد وزير الداخلية اللبنانية بعد اطلاق التركيين؟ لا شيء..وهناك من يقول ان الورقة الوحيدة التي اصطحبها الى هناك هي ...دموعه!.
صحيح ان سلوك الدول يحرّم على وزير الداخلية مثلا، حبس حرية بريئين (تركيين) للمفاوضة على اطلاق سراح 9 ابرياء آخرين، لكن ان كان الامر كما بدا فعلا، اي إنّ لتركيا اليد الطولى في الموضوع، أفلم يكن من واجب الوزير ان يصارحهم بذلك؟ الوزير الذي قال في ثورة غضب وفي احد مجالسه الخاصة منذ ايام إن «الاتراك مسؤولون عن الموضوع من ألفه إلى يائه»؟ فكيف تتصرف الدولة امام هذا الاستنتاج المبني لا شك على معلومات؟ نبكي ونتوسلهم؟ .
اما الرهائن اللبنانيون؟ فها هم في مضافات «الثوار» يدخنون ويسبّحون بحمده وحمدهم، وبمسابحهم التي اشتروها من العتبات المقدسة، تصريفا للوقت وللأفعال التي تراودهم، وتوخيا للصبر والعد للعشرة، ويحاولون القيام في اوقات فراغهم، وهي كثيرة، بغسل دماغ ذاتي على طريقة النقد الذاتي، لعل التماهي مع الخاطفين سياسياً، يفتح امامهم نافذة امل يفرون منها الى اهاليهم.

اللافت في كل هذه «الزعبرة» ان الخاطفين لم يخاطبوا ولو مرة، الدولة اللبنانية في موضوع المخطوفين، وهي لم ترد ولا مرة عليهم بالقول: هؤلاء مواطنون لبنانيون وعليكم التحدث الينا! سلمت الدولة ان هؤلاء من «متعلقات السيد حسن»، وليصطفل بالاعتذار! هناك الكثير من الخبث في هذا السلوك. ففي النهاية من هم هؤلاء ليعتذر لهم السيد؟ لا اقصد التقليل من قيمتهم، بل السؤال حرفياً: عن «جد» من هم؟ أعلم انهم سوريون ولكن: أي «بارفان» ؟ يعني «على شو»؟ «نكهة» تركية ام قطرية ام سعودية؟ ام كوكتيل؟.
طيب، الآن ما هو البديل؟ واضح ان السيد لن يعتذر.. فما العمل؟
لا يبدو ان حلا يلوح في الافق. وبالانتظار يبدو انه على الرهائن اللبنانيين أن... ينزلوا الشتوي!

التعليقات
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 10/10/2012 10:35:20 PM

أوّل شي مافي شتوي ينزّلوه ! لأنّو هنّي مو حاسبين حساب الاستضافة على حساب الثوّار ,فالحلّ إذاً أن يشتري لهم المضيف الذي اكرمهم وأحسن ضيافتهم وجلب لهم غسّالة وبرّاد كما ورد على لسان بعض المتسابقين في مسابقة "المخطوفون "ع الجديد و الـ ل.بي. سي مدري الـ م.تي .في وتاني شي إن حكى السيّد بيقولوا السيّد حكى , وإن ماحكى السيّد بيقولوا السيّد ماحكى , وشو بدّو السيّد يحكي تيحكي ,وإيمتى أصلا كان كلام السيّد يعجبهم ! مالعمل ؟ مننطر تنتفرعن متل تركيّا ومنصير نرغد ونزبد ونهدّد متلها إن اختطف لها مواطن قطر جاييها الدور وهيي افتكرت حالها بتمويلها لتطوير وتحسين مشاريع السكن بمناطق الفقر التي يسكن غالبيّتها مسلمين أنّها رشت فرنسا وستكون بمنأى عن انتقادها بس ماانتبهت أنو فرنسا مش سوريا وأنّها بهيك مشاريع رح تكون تحت المجهر أكتر ومش رح تطنّش عنها زي ماعملنا بسوريا وصرنا نشوفها عم تزاحمنا على بيوتنا وأراضينا وزيتوننا وحمضيّاتنا في أقصى ضيعة غافية بجبالنا! بحجّة التطوير الاستثماري والعقاري منرجع للمخطوفين وانشالله مايقولوا " 15 سنة إجا الصيف وراح ,15 سنة هاجر الطير ورجع ! وانشالله بيربحوا جائزة لقاء تحمّلهم عناء اللقاءات التلفزيونيّة والابتسامات الزائفة والتظاهر بحريّة مزعومة وأما الخاطفين بيربحوا جائزة ترضية أهضم خاطفين وبالمعيّة جائزة للجديد لأفضل برنامج مسابقات قدّموه عن المخطوفين وكل عمليّة خطف وأنتو بخير ورده

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 10/10/2012 11:10:21 AM

برايي الإصرار على اعتذار نصرالله، هو مجرد حسد وحقد من الجهات التي تقف وراء هذا الطلب.... يحسدون حسن نصر الله إما على شعبيته بين أبناء طائفته أو على كرامته ومصداقيته وهيبته(فهم فقدوا هذه المزايا منذ مدة)... لهذا يريدون أن ينالوا من الرجل ومن شعبيته، وما أراه يزداد إلا شعبية.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 10/9/2012 10:02:57 PM

تحليل منطقي

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 10/9/2012 6:21:14 PM

كلام حلو بس التقليل من شأن الخاطفين يضعهم بمقدار قيمتهم فهم مجموعه لاتحمل مبدأ ولاهدف ولا حتى استراتيجيا للوصول لمنال مطلوب فلا بد من التقليل من شأنهم ومن شأن من ورائهم لأ مو بس هيك بالنسبه لي أيضاً أنا مع تقليل شأن من يتعامل معهم ويرسم خطة تفاوض من المفترض هيك مجموعه ما تلبك دوله أو تربكها لو كان مرتكزات الدوله بالأساس نظيفه وغير منخوره و صاحبة رجالات ذوي قرارات حكيمه وحاسمه والأهم شفافه بصدق تباً لكل مستفيد وغائر بالمتاجره والربح من وراء هموم الشعب وللشعب أيضاً صفات ليُتاجر به تخلقها حكوماتنا كالخنوع والجهل والفقر والغباء…………… صديقتي الحكومات تصنع هموم العامه والاحزاب تتاجر بتلكم الهموم

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 10/9/2012 6:08:30 PM

هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ "الدراما التركيّة" بدأت تصبح مملولة عموما حتّى وإن استعانت ب"كفاءات سوريّة"! هيفاء ذياب

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
شاركونا رأيكم