تابع قاضي التحقيق العسكري عماد الزين، أمس، استجواب علي ي. المشتبه فيه بالتعامل مع إسرائيل. وبحسب ما أفادت «الأخبار» مصادر مطّلعة على سير التحقيق، فإن الموقوف أقرّ بأنه بدأ تعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية عام 1990 عندما كان يعمل في تجارة «الأنتيكا». ففي رحلة عمل إلى نيويورك، التقى بتاجر «أنتيكا» أميركي يهودي، فعملا معاً. بعد مدّة، أخبره الأميركي بوجود تاجر مثلهما في قبرص، ويمكنه السفر إليه للعمل معه بربح وفير. لم يتردد اللبناني. حزم أمتعته وسافر إلى قبرص والتقى هناك بالتاجر. لم يتأخر الأخير ليكشف عن «صنعته» الحقيقية: ضابط في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية. كان يعرف أن علي ي. موظف في وزارة الأشغال، في مديرية المباني العائدة لمحافظة البقاع تحديداً. عرض عليه العمل التجسّسي فوافق بلا تردّد. المحققون مع الموقوف باتوا على اقتناع بأنه «من الذين يحبون المال حتى العمى». كل شيء فيه مال لا يتردد حياله. بدأت رحلة عمالته الطويلة. خضع لدورات تدريب على مهارات الاتصالات، فك الشيفرات، والاستفادة من أجهزة الاتصالات المتطورة. راح يلتقي بمشغليه بمعدل مرّة كل 6 أشهر. في كل مرّة كان يتقاضى بين 10 و15 ألف دولار أميركي. وإلى حين توقيفه، قبل أشهر، كان مجموع ما تقاضاه منهم قد بلغ 600 ألف دولار أميركي تقريباً. كان يلتقي بمشغليه الإسرائيليين في دول مختلفة، منها اليونان (أثينا) وإيطاليا (روما) وقبرص وتايلند. دخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. التقاهم مرّات عدة في تل أبيب ومرّات أخرى في حيفا. كانوا ينزلونه في شقق فخمة كما كان يُحب. دخوله إلى الأراضي المحتلة كان يتم بواسطة جواز سفر مزوّر، حصل عليه من مشغليه.
من أخطر ما اعترف به، أثناء التحقيق معه، أنه كُلّف بمراقبة الأمين العام السابق لحزب الله، الشهيد السيد عباس الموسوي، الذي اغتيل عام 1992. آنذاك كان عمر عمالة الموقوف لا يتجاوز سنتين. نقل إلى مشغليه معلومات عن تحركات الموسوي. عن طبيعة موكبه وطريقه سيره، وعن المكان الذي كانت تركن فيه سيارة الموسوي. أخبرهم أيضاً بالمكان الذي تكون فيه عادة تلك السيارة داخل الموكب. لم يُعرف بعد حجم تورطه في عملية الاغتيال، لكن «الأيام المقبلة ستكشف دوره الكامل في هذه المسألة». كل ما قاله أمام القضاء حتى يوم أمس كان يصل إلى عام 1998. الأيام المقبلة ستكشف دوره خلال السنوات اللاحقة. من الشخصيات التي كلّف بمراقبتها، أيضاً، الشيخ صبحي الطفيلي والشيخ محمد يزبك، وغيرهما من قيادات حزب الله في منطقة البقاع، وبنسبة أقل قيادات في حركة أمل. ومن اعترافاته أيضاً، أنه كُلّف لفترة طويلة من الزمن بمراقبة قوات الجيش السوري التي كانت منتشرة في البقاع، إضافة إلى تركيزه على مراقبة مراكز الاستخبارات السورية. وفي حقبة لاحقة، قدّم معلومات عن شبكة اتصالات المقاومة السلكية، بحسب اعترافاته، إذ استفادت إسرائيل ممّا قدمه تحديداً خلال عدوانها على لبنان عام 2006.
خلال رحلة عمالته الطويلة، تعاقب عليه الكثير من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية. كانوا يجرون جردة حسابات لما جمعه من معلومات، ثم يعطونه الأوامر لما يجب عليه فعله في المرحلة التالية. كان يقدم لهم معلومات قيّمة، مستفيداً من عمله في مديرية المباني في وزارة الأشغال. تقول المصادر: «لقد مسح لهم منطقة البقاع مسحاً شاملاً، فصّلها لهم كما لم يفعل أحد. كانوا يعرضون عليه الصور الجوية فيحدّد الأهداف على الأرض. لقاءات كثيرة عقدت بينه وبين خبراء في الصور الجوية في تل أبيب». ويبدو أن الإسرائيليين كانوا يقدّرون عالياً قيمة المعلومات التي يقدمها لهم الموقوف علي ي.، إذ إن المبالغ المالية التي حصل عليها ضخمة قياساً بما كان يقدّم إلى سواه من العملاء. كذلك أقام له مشغّلوه حفل تكريم خاصاً.
تقول المصادر إن علي ي. كان «بخيلاً ويعبد المال». ذات مرة، أرسل له مشغّلوه ساعة حائط بداخلها جهاز اتصال متطور صغير. استخرج الجهاز واستفاد منه. لكنه لم يتخلص من الساعة، بل علّقها داخل منزله في البقاع. كان، على ما يبدو، من أكثر العملاء صدقاً مع مشغليه. فبحسب اعترافاته، كانوا يعرضونه باستمرار على آلة كشف الكذب. لم تظهر هذه الآلة، بحضور اختصاصيين إسرائيليين في علم النفس، أنه يكذب ولو قليلاً. هو مهندس، ولديه ثقافة عالية نسبياً. يتحدث بطريقة جيدة، ويعبّر عن نفسه بأسلوب مفهوم. خلال التحقيق معه كان بارد الأعصاب. متّزناً، صافي الذهن عارفاً ما يقول. عمره اليوم 67 عاماً. يعاني من بعض المشاكل الصحية، وقد تقاعد من عمله في الوزارة قبل حوالى 3 سنوات.
يُذكر أن استخبارات الجيش كانت سلّمت الموقوف إلى القضاء، بعدما حققت معه، علماً بأن جهاز أمن المقاومة قدّم معلومات لاستخبارات الجيش ساهمت في الحصول على اعترافاته أثناء التحقيق. ولفتت مصادر متابعة إلى أن في هذه القضية «أسراراً مهمة لا يمكن البوح بها الآن».
يُشار إلى أن الموقوف كان عضواً في المجلس البلدي لمدينة بعلبك، وكان يتخذ من حاجته إلى المال ساتراً لتبرير سفره الدائم إلى الخارج، بحجة العمل في التجارة. ولكي يبعد الشكوك عنه، كان يكثر من «النق» بشأن ظروفه المادية. هكذا، لن تطول المدة قبل صدور القرار الظني بحقه، بعدما أصدر القاضي الزين مذكرة وجاهية بتوقيفه، سنداً إلى المواد 273 _ 274 _ 278 _ 285 _ 463 _ 463/454 من قانون العقوبات، وهي مواد تصل عقوبتها إلى الإعدام.
17 تعليق
التعليقات
-
العميل شخص بلا ضمير لا أكثرالعميل شخص بلا ضمير لا أكثر ولا أقل...إن نجاح هذا العميل طوال هذه الفترة ينم عن عجز في المراقبة لدى اجهزة الدولة والمقاومة.ويجب ألا يغضب أحد من هذه الحقيقة.وبهذه المناسبة ألسنا بحاجة إلى رؤية جديدة لفكرة العمالة؟فقد يكون العميل عميلا أيضا بمواقفه السياسية وبتآمره المبطن.وقد يكون من قوات الطوارى في الجنوب .وأيضا قد يكون من بين بعض محققي لجنة التحقيق الدولية و المحكمة الدولية وممن يعمل بها.ومن يعلم:وكل من يتآمر على سوريا هو عميل.ولكن ماذا فعل الأشاوس من رجال الأمن اللبناني والسوري ؟ولماذا لم يتنبهوا إلى العميل ياغي؟ربما كان عندهم ولائم وسمسرات وصفقات.وعلى المقاومة أن تبعد عنها الرأسماليين لأن المقاوم الحقيقي هو من كان في مارون الراس وانا شخص جاهز لتقبيل أقدامهم. اقول وأنا أرتجف:حماك الله يا حسن نصرالله من العملاء يا أبا الشهيد.والله لم أر مثلك وبنزاهتك .وأقول لك عسى أن تقرأ بأنك كبير منا ولنا وعلينا وإني أطمح بمحادثتك وجها لوجع عسى الموعد قريب.وبالمناسبة إن من قتل الضباط السوريين الأربعة هم من أحقر العملاء.هناك رئيس بطل إبن بطل إسمه بشار الأسد تشع من عينيه روح الوطنية.حماه الله أيضا.
-
كلهم =1 الفسادددددددددد في كلكلهم =1 الفسادددددددددد في كل مكان ولا خيمة فوق رأس احد فكل الاحزاب والحركات والتيارات كلها تحت الغربال وليس احد احسن من احد , فالفاسدون والمافيات موجودة عند الكل من معمل الكبتاغون الى الادوية المزورة الى محرقة الكرنتينا الى سوليدير الى المتن الى زغرتا والى كل الاطياف الفسدة فكلهم =1
-
وماذا عن العملاء اللذينوماذا عن العملاء اللذين يعملون لصالح الفلسطيني والاردني والسوري والسعودي والقطري والمصري والاماراتي واخيرا دخل الجهاز المغربي عالخط! كمواطن لبناني ارفض ازدواجية المعايير ونطالب باعتقالهم جميعا وخاصة العملاء العقائدين العروبيين
-
ليس من الضروري أن يعلم الحزبالعمالة هي احقر ما يمتهنه إنسان في الحياة ،والنتيجة حتى ولو كانت كما يقول بعض من علّق على المقال ،إطلاق سراح أو تخفيف في الحكم إنها تبقى صفةً لصيقةً بصاحبها حتى بعد الموت.أما بشأن حبه للمال فهذا آمر لا يلام عليه لأن المال عصب الحياة ، و لكن طريقة تحصيله تتميز بين واحدة واخرى و السيد المسيح ادرك جيداً كم أن المال مهم حين قال " لا تعبدوا ربين الله والمال" . أما اشأن فوزه في البلدية على لائحة الحزب ، فهذا أمر بسيط لأنه ليس من المفترض أن يعرف الحزب كل شاردة وواردة ، عن شخص ترشح على لائحة البلدية التي شكلها حزب الله. وها إن يوضاص باع المعلم بثلاثين من الفضة . ومن الشماته أن يقال هذا الكلام ، فكل حزب أو فصيل أو مؤسسة عسكرية كانت أم مدنية وحتي دينية , تبقى عرضة للإختراق وبالإمكان ايجاد الشخص المطلوب وفي كل الحالات ، ولا شيئ يحد من هذه العمالة إلا الآحكام الصارمة والتي وجب على الدولة تنفيذها دون هوادة.
-
كرا بيطلع من السجن وبينعملواكرا بيطلع من السجن وبينعملوا حفلة لاسباب سياسية والاوادم إعدام
-
العمالةيا ايها العميل , الا تعتم انك سوف تقف بوجه العدالة يوما و مهما طال الزمن فلو فكرت فقط بهذه اللحظة وان جميع من تعرف و تحب سوف ينظرون اليك ب نظرة معينة سوف تفكر قبل الاقدام على خطوة مماثلة
-
عفكرة 600 الف هيدي ما شي بعلم التجارةيعني 23 سنة ع 600الف بس, قليل جداجدا...اكيد مش منقص شي صفرين تلاتة؟ انو ولووو مش بحق شقة ببيروت..
-
كان من المفروض أن تذكر فيكان من المفروض أن تذكر في مقالتك أن المهندس المعني قد فاز بالمعقد البلدي على لائحة حزب الله في آخر انتخابات بلدية جرت ، و السؤال الوجيه لماذا اغلب العملاء المرموقين هم من بيئة حزب الله، ،،،،؟
-
الزلمي مطمئنّما عقلبو شرّ. كم يوم و بتطلعو الشبطيني مثل الشعرة من العجينة. بيطلع مع حفلة تكريم و طبابة على حساب الدّولة (حرام عندو مشاكل صحيّة) و شهادة حسن سلوك كمان . الويل لبلد لم يُعدم فيه عميل واحد حتّى الآن.
-
المقاومة، الجيش، الشعب\ العملاء، اسرائيل، شبطينياذا نقشت مع المهندس البخيل العميل ي.ع. ووقع تحت ايدي القاضية الوطنية المناضلة شبطيني فانه سيخرج براءة اللهم الا اذا كانت لا تبرئ الا جماعتها. واذا خدم سنة زمان معزز مكرم سيخرج اكثر تعزيزا وتكريما وبجيبته ٦٠٠ الف دولار يتبحبح بهم. ولكن بما انه بخيل فالارجح ان ورثته هم من سيستفيد من المبلغ هذا اذا كانوا على شاكلته وليس لديهم مشكلة في ان يعيشوا من مال ملطخ بدم الابرياء وعمالة العملاء. يمكن يطلعوا اوادم ويتبرعوا بالمبلغ للفقراء وعلى الارجح ان الفقراء يفضلون الجوع ولا يمسون مال قذرا كالذي جمعه ع.ي. ع.ي. معه مال مغمس بدم كل انسان قتله بمعلوماته بما في ذلك دم الوطن الذي رباه وعلمه وكبره فرد الجميل بالخيانة. اشكاله يجب ان يحكموا بالاعدام وان ينفذ الحكم ضربا بالصرامي العتيقة لان اكثر من ذلك كثير على عميل وخائن. عيش يا كديش عيشا مشتركا حتى ينبت الوطن من دم الشهداء رغم خيانة العملاء.
-
الاعداممشكلة العمالة هي كارثة حقيقية في هذا الشيئ المسمى تجاوزا ً( جمهورية ) ينبغي طلب عقوبة الاعدام لجميع العملاء كما دعا السيد نصرالله .. الاعدام للمجرمين الخونة القتلة المرتزقة .كم طفل وضحية برقبة هذا " الكائن " ؟؟ عبدة المال المجرمون .. الله يستر ما ينحكم كم شهر ويطلع " براءة " بقدرة قادر ؟!! فلتخرس السياسة امام هذا الاجرام .. كم مواطن ينبغي ان يموت لكي تتحركوا يا سياسيو الشاشات والنكت والصفقات ؟؟ اساسا ً لأن القانون والقضاء لا يحصل حقوق المتضررين ، ينبغي ان تتشكل " فرق انتقام شعبية " للتخلص من رجس العملاء ليكونوا عبرة لغيرهم ...
-
بسبطة....مفرح ومحزن في آن اعتقال هذا العميل الحزن لطول المدة و(الإنجازات) التي حققها,والمفرح اعتقاله, لكن المبكي دون شك والمضحك حتى الهستيريا هو ما سنشهده عما قريب من إخلاء سبيل لعميد العملاء هذا.