لم تحجب الأنباء عن تجدد الخلافات داخل حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يترأسه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، على خلفية أسماء أعضاء الحزب المنوي مشاركتهم في الحوار الوطني المرتقب الأنظار عما يجري في جنوب البلاد، حيث تجددت المعارك بين الجيش وعناصر من تنظيم القاعدة أو عن سفينة الأسلحة التي تم احتجازها في المياه الإقليمية اليمنية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن وزارة الداخلية اليمنية ضبطها بالتعاون مع البحرية الأميركية، شحنة أسلحة تتضمن خصوصاً صواريخ أرض جو، على متن سفينة دخلت بطريقة غير مشروعة الى المياه الإقليمية في بحر العرب، وسط اتهامات أميركية لإيران بالوقوف وراء الشحنة.

وذكرت الوزارة في بيانها أن خفر السواحل اكتشف على متن السفينة صواريخ أرض جو تحمل على الكتف، وتستخدم «لإسقاط الطائرات العسكرية والمدنية»، إضافة الى متفجرات من نوع «سي 4» وقذائف ومعدات أخرى.

وذكرت الداخلية أن التحقيقات مستمرة مع طاقم السفينة المكون من ثمانية يمنيين لمعرفة مصدر الأسلحة ووجهتها، فيما رجح مسؤول أميركي، طلب عدم كشف اسمه، لـ«رويترز»، أن تكون الشحنة قادمة من إيران ومرسلة الى المتمردين الحوثيين. واعتبر أن الشحنة تبيّن «استمرار التدخل الإيراني الضار في دول أخرى في المنطقة».

وجاء الكشف عن الشحنة بعد أقل من أسبوع من ضبط السلطات في مرفأ عدن شحنة من الأسلحة قادمة من تركيا تتألف من بنادق أوتوماتيكية.

في غضون ذلك، تواصلت المعارك لليوم الثاني على التوالي في محافظة البيضاء في جنوب اليمن، بعدما أفادت مصادر قبلية عن وقوع هجومين انتحاريين نفذهما تنظيم القاعدة واستهدفا نقطتين في منطقة رداع.

وأشارت المصادر إلى أن الهجوم الأول فشل في إلحاق أضرار بالجيش بعدما تنبه له الجنود، فيما أسفر الثاني الذي استهدف دورية بالقرب من قلعة رداع عن قتلى وجرحى، من دون أن يكشف عن حصيلة محددة.

ويأتي ذلك بعدما أطلق الجيش أول من أمس هجوماً واسع النطاق على مسلحين تتهمهم السلطات بالانتماء للقاعدة، ويتحصنون في منطقة المناسح والقرى المجاورة في البيضاء، وسط شبهات بأن المجموعة تحتجز ثلاثة رهائن أوروبيين (فنلنديان ونمسوي) اختطفوا في 21 كانون الأول الماضي.

ويقود المجموعة المسلحة في منطقة المناسح الأخوان نبيل وقائد الذهب، وهم شقيقا القائد المحلي السابق للقاعدة طارق الذهب الذي سيطر مع مجموعته على منطقة رداع المجاورة قبل سنة، ثم انسحب منها الى المناسح قبل أن يقتل على يد أخ آخر له موال للحكومة يدعى حزام. وفي السياق، ذكرت المصادر أن مقاتلين قبليين انضموا للقتال الى جانب المسلحين المشتبه في انتمائهم للقاعدة.

وفي صنعاء، أفاد مصدر رسمي لوكالة «فرانس برس» بأن وزارة الدفاع أصدرت أوامر برفع اليقظة الأمنية في المباني الحكومية والعسكرية والدبلوماسية، وذلك بعد معلومات عن تسرب عناصر من القاعدة من منطقة البيضاء الى صنعاء.

من جهةٍ ثانية، يتواصل مسلسل محاولات الاغتيال التي يتعرض لها الضباط اليمنيون، بعد إعلان وزارة الدفاع أن ضابطين في جهاز الأمن السياسي بمحافظة حضرموت أصيبا عندما أطلق مسلحون مجهولون النار عليهما.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز)