قضية إعلامية جديدة تهز «وزارة الحرب الإسرائيلية». عبر حسابه الخاص على موقع تبادل الصورة «إنستاغرام»، نشر أحد القنّاصة الإسرائيليين صورة تظهر رأس طفل فلسطيني من خلال منظار رشّاشه. وعلى الرغم من أنّ التأكد من ظروف التقاط الصورة لم يكن ممكناً، إلا أن رسالتها العدوانية بدت واضحة تماماً، وسط ترجيحات أنّها التقطت في بلدة فلسطينية نظراً إلى ظهور المآذن والعمارة العربية في الخلفية. خطوة مور أوستروفسكي (20 عاماً) دفعت جيش العدو إلى فتح تحقيق في الحادثة، فيما راح ناطق عسكري اسرائيلي يبرّر هذه الفضيحة، قائلاً إنّ هذه الممارسات «لا تتلاءم مع روحية الجيش وقيمه» وفق ما ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس. ويبدو أنّ ضغوطاً اسرائيلية رسمية مورست على الجندي العامل في «وحدة القنص» الذي قال إنّه لم يلتقط الصورة شخصياً، بل وجدها على شبكة الإنترنت، قبل أن يسارع إلى إغلاق حسابه على Instagram مع تفاعل القضية.
«الانتفاضة الإلكترونية» (Electronic Intifada) كانت أوّل من أثار المسألة، لتشغل بها الرأي العام عبر الشبكة العنكبوتية طوال نهاية الأسبوع الماضي، قبل أن تتناولها وسائل الإعلام الغربية بكثافة. وعمدت «الانتفاضة» إلى نشر الصورة، لتعود وتنشر مجموعة من الصور المنقولة عن حساب أوستروفسكي «الإنستاغرامي» تتضمن لقطات لجنود اسرائيليين يستعرضون أمام الكاميرا حاملين أسلحة ثقيلة. ولّدت صورة الفتى الفلسطيني ردود فعل حتى في أوساط المجتمع الاسرائيلي، إذ أدان مقاتلون قدامى في جيش الاحتلال الذين يحاولون زيادة الوعي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية هذه الفضيحة. وأوردت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أنّ أحد هؤلاء قال عبر صفحة المقاتلين القدامى على فايسبوك إنّ «تلك هي الصورة الحقيقية للاحتلال، وللسيطرة العسكرية على المدنيين». إلا أنّها ليست المرّة الأولى التي تظهر فيها ممارسات الاحتلال الهمجية إلى العلن. في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، اكتشفت «الانتفاضة الإلكترونية» الجندي السابق نيسيم أسيس (22 عاماً) من مستوطنة «بيت إل»، الذي عرض صورة عنصرية له عبر Instargram تبيّنه وهو يلعق سائلاً أحمر على سكين (يرجّح أنّه صلصة طماطم) مذيّلة بعبارة: «تبّاً لكل العرب، دمهم لذيذ». وهنا أيضاً، لا بد من الإشارة إلى الجندي الذي نشر صورته على فايسبوك إلى جانب مواطن فلسطيني معصوب العينين ومكبّل اليدين، فضلاً عن الجندية الإسرائيلية التي نشرت صوراً لها قبل سنوات مع معتقلين فلسطينيين. صورة الفتى الفلسطيني أثارت موجة استهجان في الإعلام الغربي، لكنّها ليست سوى واحدة من مئات الممارسات الهمجية التي تحدث كل يوم في فلسطين.