لم تنأَ شبعا بنفسها عن الأزمة السورية على غرار ما فعلت الدولة اللبنانية، إذ إن البلدة بحسب الكثيرين من أبنائها مرتبطة بسوريا أكثر من ارتباطها بدولتها التي يظن بعض أبنائها أنها لا تزال محتلة.
منذ اشتداد الأزمة في سوريا، لجأ مئات السوريين من البلدات السورية المحاذية للحدود مع لبنان عبر جبل الشيخ إلى بلدة شبعا القريبة منها. عشرات العائلات ولا سيما من بلدة بيت جن قطعت الجبل سيراً على الأقدام أو على ظهور الحمير والبغال حتى وصلت إلى تخوم شبعا. مجلسها البلدي تلقف الأزمة. تواصل مع جمعيات الإغاثة المحلية والدولية وحثّ الأهالي على تأجير بيوتهم الشاغرة للعائلات اللاجئة التي سكن عدد كبير منها مع عائلات شبعا في بيوت واحدة.
هذه المعطيات تتكرر في معظم البلدات الجنوبية التي تستقبل السوريين. لكن، لماذا تلقت بلدية شبعا عروضاً متكررة لإنشاء مخيم له، رغم إعلان الدولة أكثر من مرة رفضها لهذا الأمر في أي منطقة لبنانية حتى لو كانت حدودية؟ وخصوصاً أن الأنظار تركز على شبعا وسط معلومات تشير عن عمليات تسليح وتحركات للجيش السوري الحر ووجود عناصر من جبهة النصرة؟
مصادر مواكبة أكدت أن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين اقترحت على البلدية إنشاء مخيم يجمع اللاجئين الذين تخطوا المئات. الاقتراح تكرر مؤخراً من قبل مؤسسة ميرسي كور التي أطلقت برنامج مساعدات للاجئين المقيمين في بلدات قضاءي جزين وحاصبيا. لكن أوساط رئيس البلدية محمد صعب أكدت لـ«الأخبار» رفض البلدية القاطع «تسلّم مساعدات على شكل خيم وإنشاء مخيم مستقل للاجئين بسبب ضبطهم اجتماعياً وأمنياً من خلال توزع إقامتهم بين الأهالي». وشددت على أن البلدية «لا تقصّر في تلبية حاجاتهم من إمكانياتها الخاصة ومن التواصل مع الجمعيات المعنية». إشارة إلى أن بعض فاعليات البلدة، ولا سيما من الجماعة الإسلامية وتيار المستقبل، يلاقون النازحين ويقلّونهم بالسيارات من جبل الشيخ إلى داخل البلدة. فضلاً عن تولي بعضهم الاتصال مباشرة بمفوضية اللاجئين وجمعيات الإغاثة لحثها على تخصيص حصص مميزة للاجئي شبعا.