ثمة تفسيرات وتأويلات مختلفة لقضية انخراط حزب الله في المعارك الدائرة في سوريا، أصبحت على ألسنة العامة والخاصة وفي وسائل الإعلام وأوساط المحللين والمفكرين والسياسيين ورجال دين من أعراق وجغرافيات قريبة وبعيدة، وكلٌ له حكمه في هذه القضية التي تعددت زوايا النظر إليها، وخصوصاً أننا أمام أزمة تضم أعداداً كبيرة ومتزايدة من الفاعلين الذين لا يمكن التنبؤ بأدوارهم وتفاعلاتهم وأنشطتهم المركبة.في هذه المقالة محاولة لفهم أبعاد هذا الانخراط. أولاً، لأجل تطوير النقاش بما يخدم المعرفة والوعي بعيداً عن الاصطفاف التبسيطي بين مؤيد ومعارض. وثانياً، من أجل تحسين قدرة المتابعين لهذه القضية على فهم طبيعة العلاقات الارتباطية والتفاعلات التشابكية بين البيئتين اللبنانية والسورية. وثالثاً، من أجل فهم جدوى الانخراط في منظومة التوازنات الاستراتيجية، بعدما دخلت المنطقة بأسرها في صدام مفتوح غير قابل للضبط ولا محسوب النتائج.
فمنذ أن تكشفت الملامح الأولى لما يعرف بالثورات العربية وجد حزب الله أنّ هذه الثورات تعيش تناقضات فعلية في الرؤية والحركة والهدف، وتعاني اضطراباً خطيراً في تنظيم الأولويات وفقاً للمصالح الداخلية الوطنية والتوجهات العامة للأمة. بدت هذه الثورات بنفسها غائمة الهوية غامضة التكوين. لا عقيدة سياسية واضحة تمكّنها من التحرر التام والانعتاق الكلي عن القوى الغربية، وهذا ما فاقم الخلل على المستوى الاستراتيجي. وفي جانب آخر، تكاثرت النزاعات وارتفعت وتيرة الخلافات والصدامات وتضاعفت النوازع الطائفية والعرقية والقبلية حتى انقلبت الأولويات رأساً على عقب.
وأمام المشاهد والمعطيات المتدفقة من بلدان «الحراك العربي»، وجد حزب الله خللاً واضحاً في القيم وفي الوقائع والأولويات.
أما في القيم، فقد شهد العالم العربي هبوطاً حاداً في إنتاج المفاهيم والعلاقات الإيجابية البنّاءة، وصعدت في المقابل مفاهيم وعلاقات استقطابية استعدائية عنفية وذات طبيعة استفزازية تصادمية، جعلت النظام الأمني الإنساني في المنطقة العربية في خطر شديد.
وأما في الوقائع، فقد أدت التفاعلات الداخلية إلى تحولات خطيرة في هوية المجتمع العربي وطرائق تفكيره وسلوكه، وبرزت على شكل تناقضات ثقافية وعقائدية، جعلت الجماعات والقبائل والطوائف تعبّر عن نفسها عن طريق التمييز الحاد والتعصب الأعمى، كما كرست التفاعلات ذاتها نزعات أحادية وانفصالية بمنهجية سايكس – بيكو، ولكن هذه المرة تقوم على الدويلات الطائفية والمذهبية.
أما في الأولويات، فلم تأتِ التحولات العربية بمردود إيجابي واضح على القضية الفلسطينية، ولم تكن القضية نفسها في أولويات النظم الجديدة، التي صدرت عن قادتها مواقف ذرائعية براغماتية مريبة، معاكسة تماماً لطبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي، مسقطةً بديهية أنّ الصراع هو صراع ديني وسياسي واستراتيجي وحضاري عميق الجذور. والأكثر غرابة أنّ التيارات الإسلامية التي صعدت إلى سلم الحكم، والتي يفترض أنها تمتلك خطة استراتيجية وأيديولوجية للتعامل مع تطورات الصراع، بدت حذرة وحبيسة جملة من الالتزامات الداخلية والخارجية، وأمام معضلة التفاعل المبدئي والمرن مع هموم الشعب الفلسطيني. وأخطر من ذلك، أنها مدّت تحالفها الطارئ مع قوى الهيمنة الغربية وما أُقر من اتفاقيات مع العدو الإسرائيلي بمفاهيم ومسوغات دينية، وهذا ما عرّض الوضع الفلسطيني إلى المزيد من الانكشاف والضعف أمام الضغوط الإسرائيلية.
نتيجة لذلك رأى حزب الله أنّ المنطقة تتغير بطريقة جذرية، وأن التفاعلات المجتمعية والسياسية والثقافية لم تقد العرب نحو مساحات آمنة، بل نحو أزمات حادة وصدامات قاسية. وأنّ هناك حاجة ماسة إلى إعادة النقاش حول ما جرى التسالم عليه، بداية من أنّ ما يسمى «الثورات العربية» هي حقاً ثورات لا تحولات استراتيجية تتيح لأميركا الهيمنة الكاملة ولإسرائيل التفوق المطلق، وأنّ جملة من التساؤلات المصيرية تُلقي بثقلها على طبيعة تلك التحولات والإفرازات، تحتاج إلى إجابات مقنعة وإلى إدراك مرن لتفاعلاتها الخطيرة. صحيح أنّ الاستقرار لم يكن واحدة من سمات المنطقة العربية، وكذلك الوحدة بين الدول العربية، إلا أن مستوى التهديد الحالي حتماً هو الأكبر حجماً والأخطر نوعاً منذ أن رُسمت خريطة سايكس - بيكو عام 1916. ورغم ذلك هناك من لا يريد أن يرى أنّ دولاً قد احتُلت أو انهارت أو قُسّمت، وأن التدخلات الخارجية ليست في إطار مهمات إنسانية أو في إطار رغبة غربية لإرساء نظم ديمقراطية حقيقية بدلاً عن النظم الشمولية، أو في إطار حرص مستجد على إقامة علاقات سياسية واقتصادية طيبة مع العالم العربي، وإنما في سياق مشروعات استراتيجية لها علاقة بالأهداف والمصالح الأجنبية والأميركية وبتوازنات القوى والفاعلين في النظام العالمي. في الواقع واجه حزب الله تحدياً في جمع العرب حول رؤيته ومقاربته للاتجاهات والحقائق والتحولات التي بدأت منذ أكثر من عامين تقريباً، والتي تتطلب قدرة رفيعة على الفهم، وخصوصاً مع انتشار عدوى المذهبية والطائفية من جهة، وافتقار «الثورات» إلى مسار واحد، حيث أصبحت كل واحدة منها تقدم نموذجاً خاصاً من جهة ثانية. ومع تزايد منسوب الصراعات النظامية وغير النظامية، الذي أدى إلى تعدد مشكلات الأمن التقليدي وغير التقليدي، وإلى ارتباط التفاعلات الجيوستراتيجية بمزيد من الكوارث ثالثاً، ومع هبوب رياح خارجية عاتية تريد أن تُلقي أحمالها على الأرض العربية الرخوة، وخصوصاً مع نشر خرائط جديدة تجتر ما خططه الاستعمار القديم للمشرق العربي رابعاً، ومع تصاعد اتجاهات معادية لفكر ونهج المقاومة من جماعات دينية متشددة خامساً. وكأن حزب الله أمام هذه الوقائع والمعطيات، التي ستزيد صعوبة تفهمه مع انخراطه المباشر إلى جانب النظام السوري، كان يبحث عمن يساعده على تصحيح الاختلالات والمعايير القيمية والسياسية، وعن شركاء حقيقيين لبناء رؤية استراتيجية واضحة وموحدة لمواجهة هذه المخاطر، تعتمد على تقويم واقعي لطبيعة التفاعلات وتستند إلى سلّم أولويات منطقي.
ومن خلال استعراض المشهد في العالم العربي تتضح خلفية دخول حزب الله في الأزمة السورية، إذ لا يمكن بأي حال انتزاع ما يجري من أوضاع متوترة ومن تصدعات عميقة في البنية الدينية والثقافية والأخلاقية، ومن عوامل خارجية ساهمت في تفجير التناقضات داخل المجتمعات العربية، من سياق ما يجري اليوم من أحداث وتطورات في سوريا. فقد سبقت دخول حزب الله في الأزمة السورية تحديات أمنية وسياسية بالغة الخطورة كانت بمثابة مقدمات قادت إلى هذا الخيار الصعب.
أول هذه التحولات: إخراج سوريا من محور المقاومة. فقد كان واضحاً منذ بداية الدراما (الثورية) في سوريا أنّ أحد أهم أهداف المنتجين لها هو تفكيك منظومة المقاومة التي تمثل سوريا عمدة أساسية فيها. وما قاله السيد حسن نصر الله في خطابه ما قبل الأخير كان جلياً في إشارته إلى هذه الحقيقة، بأنّ مسلسل تدمير سوريا دولة وشعباً ومجتمعاً وجيشاً هدف إلى شطب سوريا من المعادلة الإقليمية، ومن دورها التوجيهي ومن ثقلها الاستراتيجي على مستوى المنطقة، وبالتالي صياغة المشهد الإقليمي بلا سوريا. وهذا يعني بحسب المخطط الموضوع لها أنّ فكّ وتركيب الجغرافيا السورية على أسس جديدة من شأنه تحويل سوريا من دولة ممانعة مركزية ومحورية إلى دويلات منشطرة منكفئة لا تقوم إلا بأداء بعض الأدوار الوظيفية المطلوبة منها، وهذا يعني على نحو مباشر أيضاً أن إخفاء سوريا كدولة نتيجته اختفاؤها من ساحة التأثير في الملف الفلسطيني واللبناني والعراقي والأردني، وإضعاف ميزاتها العسكرية إلى مستويات دنيا، وهذا الأمر الأخير لا يندرج تحت مطالب الإخلال بتوازن القوى فحسب، ولكنه أيضاً ينصرف إلى الإخلال بتوازن المكانة والردع.
وبناءً عليه، كان السيد نصرالله في منتهى الوضوح والصراحة والجديّة أيضاً عندما قال: «إن لسوريا في المنطقة والعالم أصدقاء حقيقيين لن يسمحوا لها بأن تسقط في يد أميركا أو إسرائيل أو الجماعات التكفيرية».
وهذا الموقف المتقدم يتأسس أيضاً على ما قاله منذ أيام الإمام الخامنئي في المؤتمر العالمي لعلماء الدين والصحوة الإسلامية في طهران، من أن النزاع في سوريا هو «بين أنصار المقاومة ضد الصهيونية ومعارضي هذه المقاومة».
وبهذا المعنى، فإنّ هناك صراعاً أساسياً ومباشراً بين قوى المقاومة في المنطقة وقوى الاستكبار والصهيونية يستحيل على حزب الله أن لا يكون جزءاً منه، أو بعيداً عن التفاعل مع أحداثه وتداعياته.
ثانيها: إنّ سقوط سوريا يعني تصفية آخر معاقل الحضانة العربية للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، إذ كما هو معروف لم تبقَ دولة عربية واحدة سوى سوريا ثابتة على مواقفها من الحق العربي والحقوق الفلسطينية، وداعمة ومساندة وراعية لحركات وفصائل المقاومة الفلسطينية لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر. وهذا يعني أنّ سقوط سوريا سيُفقد الفلسطينيين داعماً أساسياً لهم كان يؤمن الحماية السياسية، ويوفر مظلة أمنية واستراتيجية ومساعدات لوجستية في مختلف المجالات، وما انتصار غزّة عاميْ 2008 و2012 إلا في سياق هذه الحقيقة.
وما عزز وعاظم من مخاوف حزب الله أن قوى سورية معارضة صرحت باستعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية مع العدو الإسرائيلي، وبالتالي فإنّ وصول هذه القوى إلى سدّة الحكم في سوريا سيؤدي إلى انهيار كامل للمكتسبات الكبيرة التي حققها محور المقاومة على مدى سنوات الصراع.
وحزب الله الذي لا يمكن أن يتساهل مع الموضوع الفلسطيني لاعتبارات دينية وإنسانية وحقوقية ووطنية وقومية، لن يكون حيادياً إزاء ما يجري من مخططات لتصفية القضية الفلسطينية من البوابة السورية. وهذا ما كان قد أشار إليه السيد نصرالله بقوله: «ما يجري الآن في سوريا يحمل الكثير من الأخطار والتحديات والأذى لسوريا والقضية الفلسطينية»، منبهاً إلى أنّ القضية الفلسطينية «تواجه خطر تصفية جدياً ينعكس على لبنان والمنطقة».
ثالثها: إنّ مشروع تقسيم سوريا إلى دويلات عرقية وطائفية إذا نجح فسيفتك بما تبقى من الوحدة الجغرافية للمنطقة، وسيعزز المنطق الإسرائيلي من تحويل فلسطين إلى دولة يهودية نقية. إنّ وقوف حزب الله ضد تقسيم سوريا وفي وجه هذا المشروع التجزيئي التفتيتي سيمنع من تدحرج المنطقة برمتها إلى هذا المآل المشؤوم، الذي كان قد حذّر منه الإمام الصدر مبكراً في ستينيات القرن الماضي، عندما رأى أنّ هناك مخططاً لملء المنطقة بـ«إسرائيليات» طائفية سنية وشيعية ودرزية وكردية ومسيحية. وبالمعنى الاستراتيجي، فإنّ ذلك يعني تصفية كل الدول المركزية واستبدالها بدويلات هامشية ضعيفة. وهذا أيضاً ما لفت إليه السيد نصرالله عندما قال «إنّ الحرب على سوريا لم يعد الهدف منها إخراج سوريا من محور المقاومة، أو إسقاط النظام الحالي، وإنما كي لا تقوم دولة قوية». وعلى أساس ذلك تصبح إسرائيل هي الدولة المحورية المركزية الأكثر قوة واستقراراً في المنطقة، في مقابل دول متقاتلة هشة تتوزع أنحاء العالم العربي.
رابعها: إنّ وصول الجماعات التكفيرية إلى الحكم في سوريا سيدفع المنطقة إلى حروب طائفية ومذهبية كارثية، وسيعزز من منطق الصدام والعداء بين الجماعات المختلفة دينياً وثقافياً إلى أمد طويل، كما أن إشارة السيد نصر الله إلى مسألة مقام السيدة زينب لم تأتِ عرضاً، وإنما للحساسية البالغة له في الوجدان الشيعي، ولأن التعرض لهذا المقام الذي تضعه الجماعات التكفيرية في قائمة أهدافها له تداعيات خطيرة، وسيؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة.
ولذلك يرى السيد نصر الله أنّ الدفاع عنه هو الذي يمنع الفتنة المذهبية لا العكس. معلناً على نحو صريح أن «هناك من يدافع عن هذه البقعة ويُستشهد في الدفاع عنها». ومقللاً في الوقت ذاته من أهمية المواقف والتصريحات الصادرة عن المعارضة في الخارج، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لأنّ من يسيطر على الأرض والميدان هم الجماعات التكفيرية المسلحة. ولذلك فإن حزب الله لن يسمح بأن تدوس أقدام هذه الجماعات أرض المقام، وخصوصاً أنّ ما حصل بحق مقام الإمامين العسكريين في سامراء، وأخيراً من تفجير لمقام الصحابي الجليل عمار بن ياسر في الرقة، ونبش الصحابي حجر بن عدي في عدرا ما زال ماثلاً في الذهن. فحتى لا تتجه الأمور إلى مسارات تحكمها عوامل الضغط المذهبي فإنّ حزب الله موجود لحماية هذه البقعة الشريفة.
خامسها: إنّ لبنان ليس جزيرة معزولة عن الارتدادات الأمنية والسياسية من دول الجوار. ذلك أنّ موقع لبنان لا يسمح له بأن يحتجب عن تأثيرات الداخل السوري، فهناك علاقة ارتباطية ذات طابع تشابكي بين لبنان وسوريا، ليس لأحد أن يحدّ من مجريات تفاعلها. فالاهتزازات في سوريا ستقود حتماً إلى اهتزازات في لبنان والعكس صحيح. وضغط الجوار الجغرافي لا يمكن استبعاده بفذلكة «النأي بالنفس» التي ابتدعتها حكومة الرئيس ميقاتي.
والكل يعلم اليوم أنّ الوضع اللبناني مرتبط بملفات الصراع في المنطقة الذي يتجاذبه ويتنازعه محوران، الأول بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، والثاني بقيادة روسيا الاتحادية. ولأنّ حزب الله بات أحد أبرز اللاعبين والفاعلين على الساحة الإقليمية، بسب مقاومته للعدو الإسرائيلي، ومجابهته للمشروع الأميركي، فإنّ دوره أساسي في أي تسوية محتملة، أو في أي حرب مفتوحة مقبلة، وليس وجوده اليوم في سوريا إلا في إطار الاشتباك الإقليمي الدولي داخل مساحة هذه المنطقة.
سادسها: إنّ سوريا وحزب الله يعملان معاً منذ سنوات في بناء منظومة أمنية سياسية عسكرية لمواجهة المشروع الإسرائيلي ومخططاته، والدفاع عن المكتسبات والانجازات التي حققاها معاً، ولا سيما انتصار عام 2006. وبناءً عليه، فقد بنى الحزب وسوريا شراكة استراتيجية تجعلهما معاً في مواقع المواجهة والاستعداد الدائم لخوض غمار أي حرب مقبلة مع إسرائيل. فعندما دخلت سوريا إلى جانب حزب الله عام 2006 كان هذا أمراً منطقياً وطبيعياً أن تقف مع حليفها. واليوم يجد حزب الله نفسه معنياً بمقتضى هذه الشراكة أن يقف ويدافع بقوة عن سوريا لنفس المقتضيات والدوافع السياسية والأخلاقية والاستراتيجية والوطنية والقومية التي انبنت عليها انتصارات عامي 2000 و2006.
وعليه فإنه من المفيد أن نفهم النظام الأوسع الذي تقع في إطاره الأزمة السورية، وكيفية تطورها منذ عامين حتى الآن. لقد تعامل معها البعض بوصفها أزمة مغلقة، فيما الكل يعلم أنّ حجم التدخلات الخارجية، ومستوى الدعم العسكري والمالي والإعلامي الذي قدّم للجماعات المسلحة منذ بداية الأزمة، وخصوصاً من الجهة اللبنانية لا سابق لهما. لقد تدخل الجميع قبل أن يتخذ حزب الله قراراً بالدخول على خط الأزمة.
في الحقيقة، إنّ الأزمة السورية لا يمكن تقويمها إلا بالنظر إلى العلاقات الديناميّة بين نظم ومشروعات ومصالح وفاعلين متعددين إقليميين ودوليين خلقت بالنسبة إلى حزب الله أجندة من الأولويات والتحديات المباشرة، وهذا ما يستدعينا حين مقاربة هذه القضية أن نكوّن أوسع صورة ممكنة عن المجال السياسي والجغرافي والاستراتيجي والميداني الذي يتحرك فيه المتنازعون، والذي فرض على حزب الله سلوكاً استراتيجياً على هذا النحو من التوسع والجرأة!
* كاتب وأستاذ جامعي