بدأت صحافيّة من الصحافة اللبنانية الجامحة الثاقبة الطليعية تحللّني باكراً، وذلك ما إن أُعلن في الصحف وبعض الإعلام عن حفلة كبيرة موسيقيّة في كنيسة مار الياس انطلياس... وبالطبع، ماذا ستُعنون الصحافية تلك إذا أرادت ألّا تخيّبَ ظنّكُم الذي هو نفسه ظنّي على ما أظنّ وتظنّون؟ شيء من مثل: «عودة الابن (البار) إلى الكنيسة بعد...» والمستتر طبعاً، لأني وللأمانة لم أقرأ هذا المقال ـــ لم أستطع... شعرتُ أنّ الوقت عموماً قد يكون مفيداً حتّى في لبنان، لو عرف المرء كيف يخطّط قبلاً لاستعماله وتقسيمه... لذا فمقال عن أحدهم وقد عاد إلى الكنيسة مَن يهتم؟ ومَن هوَ هذا الذي تخصّصه الصحافيّة (باسم الصحافة وخاصةً المحليّة) ـــ لم أقرأ المقال صحيح، لكنّي فهمتُ حسابيّاً، وأنا مهووس بالحساب، وأعني «منطق الحساب»، استنتجتُ من العنوان أنّ المستتر هوَ: ... انظروا كيف يستطيع هذا الذي اسمه كذا... الرحباني أن يقفَز من حضور مهرجان إعادة إعمار المربّع الأمني في الضاحية الجنوبية مع ما يشتمل كذلك على دعم نظام بشّار الأسد القاتل المريع ونظام أبيه المرحوم حافظ الأسد الذي كان الرئيس العربي الوحيد الذي تبرّع بمبلغ خمسين ألف ليرة لبنانيّة لمعالجة أبي عاصي الرحباني عندما أُصيب بانفجار الدماغ عام 1972، فكيف يقفز هذا «الفنّان» من كلّ هذا إلى غسّان بن جدّو وقناة «الميادين» الإيرانية بامتياز ومنها إلى الهجوم على قيادة «حزبه» الشيوعي اللبناني، وإذ به بعد ذلك يرتبط علناً وعاطفيّاً وعمليّاً وإعلاميّاً بالفنّانة الصرعة (وهي بتجرُّد قد صرعت حتّى الآن جزءاً لا بأس به من المواطنين المحليّين والعرب)، وأعني: مايا دياب، ولم يكتفِ بذلك لإشغال الرأي العام، بل عاد بعد كل هذا الوقت وانتسب إلى الحزب الشيوعي اللبناني في المتن الشمالي بحسب الأصول ليكون أكثر فاعليّة من الحديث والموقف من خارج الحزب، وكل هذا في الوقت الذي الناس فيه «عائدة من الحجّ» والرحباني متّجه إلى مكّة «أهلها الصِيْدا» (بالمناسبة لم أفهمها يوماً منذ الصِغَر)، لأنّي كنتُ كما اليوم، مشغولاً بـ«مايا» أخرى وبشيوعيي السبعينات وبـ«لاعبي الكتائب للفوتبول» (*)، أضف إليه الدراسة في المدرسة أو في سوق الطويلة أو إدريس أو في محيط بركة العنتبلي أو مطعم الأوتوماتيك... كنتُ ولم أزل جاهلاً وجهلانا! وربّما كانت هذه الصحافيّة تصيبني في الصميم وأنا ممتعض ضمناً والورق الأصفر الذي أكتب عليه هذه الكلمات لا يكفيني! (يتبع غداً فهو تشَعَّبْ!).
***


ـــ بسّ تحطّ مراية بوجّ بلحة شو بيطلعلَكْ بالمراية؟
ـــ بلحة.
ـــ صحيح، طيّب وإذا حطّيت بوجّها «قَحبِة».. شو بيطلعلك، ركّز!
ـــ قحبة.
ـــ لأ.. شفت؟ ما بيطلعلك شي... قلتلّك شو بيطلعلك؟
ـــ فكّرت بالمراية يعني.
ـــ إي بالمراية... بيطلع شي تاني بالمراية.
ـــ شو بيطلع؟ قحبة بالمراية!
ـــ لأ، بيطلع تنّين!
ـــ ليه شو الفَرْق بين البلحة والقحبة؟
ـــ الفرق كبير كتييير!! القحبة بتكون عم تتطلّع بالمراية وفيك! تنين هول... الأولى عم تتمرَّا والتانية من المراية عم تتطلّعْ فيك!
ـــ كيف هيك شو إنّو والبلحة شو؟
ـــ البلحة بلحة...

***


(*) لغز يُحل غداً ـــ