القاهرة | باتت القضية السورية هي الشغل الشاغل للإسلاميين في مصر. ويحمل هذا الأسبوع، «أسبوع التضامن المصري مع سوريا»، وخاصة بعدما «فُتح باب الجهاد»، فعاليات إسلامية عدة، بدأت بحضور الشيخ السعودي محمد العريفي وإلقائه خطبة جمعة تحثّ «على الجهاد في سوريا». ومن المنتظر أن يلقي الرئيس محمد مرسي أيضاً كلمة اليوم بهذا الشأن؛ إذ تعقد مساءً جماعة الإخوان المسلمين فعاليات في ملعب القاهرة «لنصرة الثورة السورية». وقد تؤكّد هذه الكلمة سقوط مسار الانفتاح الذي قاده مرسي عبر التنسيق مع طهران بشأن حلّ الأزمة السورية سلمياً.
بدوره، وجّه العريفي، الداعية الإسلامي المعروف، كلمة إلى الحكام المسلمين، قال فيها: «إن مئات العلماء تجمعوا في مصر وقالوا بوجوب الجهاد، فلا حياة لنا إلا بالجهاد». وفي خطبته التي ألقاها أمس في مسجد عمرو بن العاص، أحد أشهر المساجد المصرية، لفت إلى أنّه «لن نستطيع أن نرفع الذل عنا إلا بالجهاد، شرط أن يكون تحت راية واضحة».
في موازاة ذلك، دعا المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي في القاهرة ــ الذي يضم 76 رابطة ومنظمة إسلامية ــ إلى «الجهاد بالنفس والمال والسلاح لنصرة الشعب السوري».
خطبة العريفي لاقت قبولاً شعبياً، بينما سياسياً جاءت بنتيجة عكسية، حيث عدّها بعض الساسة في مصر أنّها مجرد محاولة لكسب تأييد داخلي وإلهاء المصريين عن فعاليات «30 يونيو»، بحسب ياسر حسان، القيادي البارز في جبهة الإنقاذ، الذي وصف الخطبة بأنها «استعراض من قبل الاسلاميين لحشودهم قبل يوم حساب الرئيس». وأضاف حسان في تصريح لـ«الأخبار»: «إنّها تنفيذ للأجندة الأميركية طمعاً بكسب ودّ الأميركان قبل 30 يونيو».
في السياق، أكد مستشار شيخ الأزهر، حسن الشافعي، أنّ «الأزهر يدعم الثورة السورية ويرفض المجازر التي تحدث هناك، مؤكداً أن الأزهر الشريف لن يرضى أن تكون سوريا ساحة تصفية للطائفيين من الشيعة»، مشدداً على أن «سوريا ستعود سنية». وهذا ما أكده شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الذي أدان تدخل حزب الله في سوريا، ورأى أنّ هذا التدخل يسهم في مزيد من سفك الدماء، وتمزيق النسيج الوطني في الشام والمنطقة ككل.
وأصدر الأزهر بياناً، أمس، يدعو المواطنين إلى الحفاظ على الوطن وأن يضع مصلحته العليا فوق كل مصلحة، ويدخر الدماء والأموال والجهود لبناء الوطن وصيانة أمنه وحماية حدوده.
هذا البيان جرى تأويله بأنه مطالبة ضمنية من الأزهر للمصريين بعدم الاهتمام بالقضية السورية على حساب الوطن، إلا أنّ مصادر مطلعة أكدت لـ«الأخبار» أنّ هذا البيان يأتي قبل تظاهرات 21 يونيو/حزيران التي دعت إليها القوى الإسلامية، ومثيلتها التي دعت لها حركة «تمرد» وعدد من القوى السياسية للمطالبة بإسقاط الرئيس، مؤكداً أنّ الأزهر حريص على التضامن مع الشعب السوري بكافة الوسائل.