يُحتفل في 26 حزيران من كل عام باليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب. الا ان الجدوى من احياء هذا اليوم لم تعد واضحة تماما، ولا سيما في هذه المنطقة من العالم حيث يزداد تعرّض الناس لاشكال من التعذيب تمارسها السلطات والتنظيمات المسلّحة، لاسباب شتى منها الرأي والمعتقد وممارسة العمل السياسي ومقاومة الاحتلال. لكن سؤال الجدوى يتجاوز تدهور حالة حقوق الانسان هنا ليصيب عمل الامم المتحدة نفسها، او ما يُسمّى المجتمع الدولي، فقد اعلن صندوق الأمم المتحدة للتبرعات لضحايا التعذيب ــ وهو من أكبر الصناديق الائتمانية الإنسانية للأمم المتحدة ــ أن التبرعات السنوية للصندوق انخفضت، خلال السنوات الثلاث الماضية، بنسبة 30%، وتعادل هذه النسبة 3.6 ملايين دولار تقريباً. وأثر هذا الانخفاض الهائل على عدد وحجم المنح المقدمة إلى المنظمات التي تقدم المساعدات الطبية والنفسية والاجتماعية والمعونة القانونية والدعم المالي إلى الناجين بأرواحهم من التعذيب وأفراد أسرهم. هذا الاعلان يكشف ضعف الانخراط الدولي الفعلي في عمليات مناهضة التعذيب، اذ ان الاحصاءات تفيد بأن الصندوق لم ينجح خلال الأعوام الثلاثين الماضية بجمع سوى 140 مليون دولار من المساعدات المالية المقدّمة إلى أكثر من 600 منظمة معنية في جميع أنحاء العالم. في لبنان، نُفّذ قبل ظهر اليوم اعتصام امام مركز اللجنة الدولية للصليب الاحمر، تضامنا مع المعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي، بدعوة من مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب وبيت اطفال الصمود ومنتدى البحرين لحقوق الانسان والمعهد العربي لحقوق الانسان وجمعية النجدة الشعبية وجمعية السجين، ورفعت في الاعتصام الاعلام اللبنانية والفلسطينية ولافتات كتب على بعضها: «الحرية لـ 4900 معتقل في سجون الاحتلال الاسرائيلي» و«أوقفوا التعذيب في السجون الاسرائيلية».
ورفع المعتصمون مذكّرة الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر توضح ان دولة الاحتلال الاسرائيلي لا تزال تحتجز في سجونها الـ22 ما يقارب 4900 اسير فلسطيني وعربي، من بينهم 250 معتقلاً ادارياً و240 طفلاً دون الثامنة عشرة، و35 طفلا تقل اعمارهم عن 16 عاما، و14 اسيرة و74 اسيرا تجاوزوا العشرين عاما في الاعتقال و28 اسيرا محكومين مؤبدا. واشارت الى انه استشهد تحت التعذيب 204 اسرى، منهم 74 استشهدوا نتيجة القتل المتعمد بعد الاعتقال مباشرة و52 نتيجة الاهمال الطبي و71 خلال التحقيق.
الأخبار)