عندما تسلم وزير التربية حسان دياب منصبه بدا واثقاً من أنّه سينجح في وضع خريطة طريق للمشاكل التربوية المزمنة. يومها قال لـ«الأخبار»: «أتمنى أن يقارن الناس كيف أتسلم الوزارة وكيف أسلمها». بعد نحو سنتين، ها هو الوزير يخرج بـ5 كيلو من الصور والتغطيات الصحافية لنشاطاته... والإنجازات! يخرج بكتابين ضخمين وأنيقين و15 ملفاً من مقتطفات الصحف توثّق «ولاية» وزير «ما صرلو بالقصر من مبارح العصر». الوزن الصافي للكتاب الواحد 2.660 كيلوغرام. يعيش القارئ مع الجزء الأول من الكتاب الأول فسحة ترفيهية، إذ لم يترك شاردة وواردة في حفلات التكريم والتخرج واللقاءات التربوية والخطب إلا نبشها. بعد ذلك، يفلفش 400 صفحة من الصور الملونة للوزير في لبنان وبلاد المهجر. الكتاب بات في متناول المهتمين. وهو سبّب ضرراً بيئياً (كم عدد الأشجار التي قُطعت لاستعمال كل هذا الورق؟) يقولون إنّ الكتاب الثاني سيتناول أهمّ إنجازات الوزير، وتحديداً مشاريع المعلوماتية، أي مجال اختصاصه. لكن طبعاً لا نستطيع أن نحكم عليه باعتبار أننا لم نحظ برؤيته بعد. هو لا يزال قيد الطباعة.
تكلفة مثل هذه «الإنجازات» أو «d’oeuve ـchef» كما يسمّيها عرّابو المشروع لا تقل، برأيهم، عن 100 ألف دولار، بالنظر إلى نوعية الورق والتجليد. لكن حرصاً على المال العام، يتحدث العرّابون عن أنّ قيمة العقد مع الوزارة للكتابين ونسخ كل منهما «مش حرزانة وأشبه بالتقدمة!». أما المقتطفات «فعالبيعة». يعني قديش؟ لا جواب، وإن قال هؤلاء إنّ «الوزارة لم تتكبد أكثر من 10% من القيمة الفعلية، هيدا إذا دفعت».
الـ5 كيلو من الإنجازات ليست كل ما سيخرج به دياب من وزارة التربية. إذ ستُضاف إليها درع تقديرية يمنحها له رئيس الجامعة اللبنانية، عدنان السيد حسين اليوم.
هذه هي إنجازات الوزير. في ما عدا ذلك بقيت الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي والمركز التربوي وكتاب التاريخ وسلسلة الرواتب قضايا عالقة، والوزير لا يزال «عم يتعلم»، كما قال لنا يوم تسلمه الوزارة.