«vedettariat». وحده عنوان نص مسابقة اللغة الفرنسية في امتحانات «البروفيه» كان صادماً للمعلمين وتلامذتهم. مهلاً، هي ليست «مؤامرة» على المدرسة الرسمية التي يعيش تلامذتها انفصاماً تاريخياً مع اللغة الأجنبية. فالصدمة أصابت كل ممتحن وقعت عيناه على النص «العويص» في ذلك اليوم. ولم ينج من «التعجيز» سوى قلة قليلة وضعتهم أقدارهم في محيط فرنكوفوني. لنقل تحديداً تلامذة المدارس الكاثوليكية ومدارس الراهبات وأخواتها، أو هذا ما يقوله المعلمون المصدومون. هؤلاء بدوا مقتنعين بأنّ لجنة امتحانات اللغة الفرنسية الحالية لا تضع الأسئلة إلاّ لأنّ هذه «النخبة» في الوجود، ولتبييض وجهها أمام السفارة الفرنسية التي تصلها نسخة من المسابقة.
يقرر المعلمون الغاضبون حضور جلسة وضع «باريم» التصحيح لتسجيل اعتراضهم. يسود هرج ومرج في القاعة لا يخرج به المعترضون بأكثر من «فشة خلق». يسوق هؤلاء ملاحظاتهم أمام أعضاء لجنة اللغة الفرنسية: «هل تعرفون أنّه لا يمكن أن يخطر في بال تلامذة «بروفيه» أنّ العنوان يعني بالعربية «نجومية»؟ النص غير مفهوم ومفرداته صعبة. المضمون بعيد عن بيئة التلامذة، فشخصياته من النجوم غير اللبنانيين ولم يسمعوا بهم من قبل. مثل هذه المسابقات تزيد التلامذة كرهاً للمادة. هذا النفور بتنا نلاحظه من خلال تراجع اختيار الفرنسية كلغة تدريس. في أحد الصفوف وفي المدرسة نفسها انخفض العدد من 40 تلميذاً إلى20 تلميذاً خلال سنتين. هذا التوجه لا يخدم طبعاً ما تدّعون استهدافه أي تعزيز الفرنكوفونية. بالتأكيد نحن لا نطالب بتسخيف المسابقة، لكن بمراعاة المستوى اللغوي الحقيقي لتلامذة هذه الأيام، وهو بالمناسبة منخفض جداً مقارنة بسنوات خلت حتى في المدارس الخاصة، والسبب تثقيل المنهجية الجديدة بمواد مكثفة صرفت التلميذ عن الاهتمام باللغة. نشعر فعلاً بأنّ أعضاء اللجنة تحديداً يجلسون في برجهم العالي ولا يدخلون الصفوف لمحاكاة الواقع».