بعد الكلام الروسي المتكرّر حول «هجرة» مواطنين روس وأجانب للقتال في سوريا، تعمل أجهزة البلدين على تبادل المعلومات بشأن هذه الملف، في وقت أبدى فيه «الائتلاف» المعارض قلقه من عدم ارسال واشنطن للأسلحة لمسلحي المعارضة، بينما يستعد رئيسه أحمد الجربا لزيارة باريس.وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أنّ الأجهزة الخاصة الروسية والسورية تتبادل المعلومات بشأن الأنباء التي تشير إلى وجود مئات المقاتلين الأجانب على أراضي سوريا. وقال بوغدانوف: «في سوريا يوجد مئات المرتزقة والمقاتلين من مختلف الدول بما في ذلك دول أوروبا والولايات المتحدة. وهناك أيضاً مواطنون روس، لكنهم يحاربون في سوريا كمقاتلين في جماعات مسلحة غير شرعية».
في سياق آخر، كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، فيليب لاليو، عن زيارة رئيس «الائتلاف» المنتخب حديثاً أحمد الجربا إلى باريس نهاية الشهر الجاري، لإجراء محادثات رفيعة المستوى. وأوضح أنّ «وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بحث مع الجربا في اتصال هاتفي الوضع على الأرض وسبل العمل معاً من أجل التوصل إلى حلّ سياسي، والعمل على زيادة التنسيق مع القيادة الجديدة للائتلاف السوري الذي يسعى إلى أن يكون أكثر شمولية ويضم جميع المكونات التي تتألف منها المعارضة السورية».
في موازاة ذلك، أبدى «الائتلاف» المعارض قلقه من تأجيل إرسال الأسلحة التي تعهدت بها واشنطن إلى المقاتلين السوريين، وذلك بعد أن عرقل المشرعون الأميركيون إرسالها وطالبوا بضمانات حول عدم وقوع هذه الأسلحة في أيدي متشددين. وطالب «الائتلاف»، في بيان، الكونغرس الأميركي بدعم عمليات نقل الأسلحة إلى مقاتلي المعارضة، مؤكداً أنه سيضمن عدم وصول الأسلحة إلى أيدي الجماعات المقاتلة المتطرفة.
من ناحية أخرى، وجهت الولايات المتحدة وإسرائيل انتقادات شديدة إلى سوريا وإيران على سعيهما لنيل عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، متهمتين دمشق وطهران بانتهاك حقوق الإنسان. وقالت المندوبة الموقتة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، روزماري ديكارلو، إنّ دمشق وطهران «لم تتقدما رسميا بترشيحيهما» إلا أن محاولات هاتين الدولتين للانضمام إلى مجلس حقوق الإنسان «غير لائقة بتاتاً نظراً إلى أدائهما البالغ السوء في مجال حقوق الإنسان وتعاونهما سوياً على قمع التطلعات الديموقراطية للشعب السوري».
بدوره، انتقد المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة، رون بوسور، ترشح البلدين، وقال مستهزئاً إنّ الأمر «يجب أن يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية». يذكر أن الدولتين تتنافسان إلى جانب 5 دول أخرى هي الأردن والسعودية والصين والمالديف وفيتنام على 4 مقاعد في المجلس. ومن المقرر أن تجري الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني المقبل انتخابات لاختيار الفائزين.
إلى ذلك، أعلنت منظمة «أنقذوا الأطفال» الخيرية أنّ نحو 5 آلاف مدرسة سورية دُمّرت أو باتت غير صالحة للاستخدام في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين، وهو ما يهدد تعليم 2,5 مليون طفل. وأشارت المنظمة، في تقرير لها يوم أمس، إلى أنّ الحرب الأهلية في سورية ساهمت في زيادة عدد حوادث العنف التي تؤثر على تعليم الأطفال بشكل حاد في جميع أنحاء العالم. وأضافت أن أكثر من 70% من 3,6 آلاف حادث من هذه الحوادث عام 2012 وقعت في سوريا، حيث تعرضت مبان مدرسية إلى القصف وتعرض معلمون إلى هجمات وجرى تجنيد أطفال في جماعات مسلحة. وأكدت المنظمة أنها كثفت مراقبتها بسبب تفاقم الأزمة في سورية ومخاوف بشأن إمكانية حصول الفتيات على التعليم في أجزاء من جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
(الأخبار، أ ف ب)