في الوقت الذي تتحدث فيه صحف عربية عن طرد مواطنين عرب من بعض دول الخليج ومنها دبي، كشفت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، في تقرير مُفصّل لها عن شهر عسل يعيشه تجار الألماس الاسرائيليون في دبي، وعن تجارتهم المزدهرة وعن رحلاتهم من وإلى الإمارة بجوازات سفر اسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء التجار الاسرائيليين، قوله إنهم «معروفون لكل الناس» وإنهم «مدعوون للمجيء (الى دبي) متى يريدون وفي اي وقت وفي أي يوم».
واوردت الصحيفة اسم أكثر من تاجر ألماس إسرائيلي يزور بورصة دبي، منهم من يحمل جوازات سفر اسرائيلية، مثل لاف لافيف، وليفني شطاينمس الذي يملك حانوتاً للمجوهرات.
ولا يقتصر الأمر على ما تقدم، بل إن العديد من تجار الألماس من دبي يشاركون، بحسب «معاريف»، في مؤتمرات في اسرائيل، وقبل عدة اسابيع تم نشر خبر مفاده بأن رئيس بورصة الألماس في الإمارة الخليجية، بيتر ماوس، سيشارك على رأس وفد من التجار، في أسبوع الألماس الدولي في الدولة العبرية، والذي سيعقد في نهاية شهر آب المقبل. الأمر الذي أحدث عاصفة، ودفع منظمة BDS التي تعمل في أنحاء العالم على إقناع الأجهزة والشخصيات والمؤسسات إلى فرض حظر على المنتجات الاسرائيلية.
لكن بعد وقت، قصير أفادت مصادر في دبي بأن الاعلان عن المشاركة في المؤتمر الاسرائيلي تم من دون معرفة ماوس، وانه لن يتوجه وفد من دبي الى اسبوع الألماس في اسرائيل.
ونقلت الصحيفة أيضاً عن مؤرخ صناعة الألماس الذي زار دبي عدة مرات وآخرها قبل شهرين، حاييم ايفن زوهر، قوله إنهم «في دبي لا يحبون العلنية»، مشيراً بذلك الى أنهم «يعملون بهدوء، وانا اخشى انهم بعد هذا الاعلان الأخير لن يأتوا مرة أخرى» الى اسرائيل.
ويضيف زوهر أن بورصة دبي تؤمّن الخدمات لـ500 شركة «وتشكّل مركز التجارة لدول الخليج ودول عربية». وكشف عن انه «عبر بورصة دبي نحن نستطيع ان نبيع الألماس الى العالم العربي والى دول الخليج».
وتنبع أهمية دبي لصناعة الألماس الاسرائيلية من أنها تأتي في الوقت الذي تبحث فيه عن أسواق جديدة لها، بعد تراجع السوق الأميركي بسبب الوضع الاقتصادي. كما أن دبي تشكل إحدى اهم الفرص الجديدة، الى جانب الصين وتركيا. حيث يوجد هناك آفاق للعمل وفق المصالح المتبادلة، اذ لدى اسرائيل الألماس الغالي والخاص، وهم يريدونه.
ويؤكد تجار الألماس الاسرائيليون الذين زاروا دبي أن الجو هناك لطيف وهم لم يشعروا إطلاقاً بالخوف او العداء. ويشير بعضهم الى أنهم دخلوا الى دبي بجوازات سفر اسرائيلية بالتنسيق مع مضيفين في البورصة: «يأخذوني من المطار مثل الدبلوماسي، واتجول هناك بشكل حر، ولكن لا يتم تشخيصي كاسرائيلي، بل لدي بطاقة زيارة مع عنوان في نيويورك، وانا اتحدث الانكليزية، واتحدث بعض الكلمات العربية ويتم التعامل معي على اساس أني أميركي، اما في بورصة الالماس فيعرفون اني اسرائيلي، وليس لديهم مشكلة في ذلك».
هذا وكان تم انشاء بورصة الالماس قبل ثماني سنوات، بدعم من البورصة الاسرائيلية.
وتضيف «معاريف»، أن جزءاً من تجار الألماس الاسرائيليين يخشون من أن تنافس بورصة دبي نظيرتها الاسرائيلية، غير أنهم في الإمارات لا يخشون من هذه المنافسة.
ونقلت «معاريف» عن المدير العام لبورصة دبي، أحمد بن سليم، الذي سبق ان زار اسرائيل، قوله «من ناحيتنا اسرائيل ليست ذات صلة.. شركاؤنا هم الهند واوروبا وافريقيا». وأنه يفضل رؤية الجانب الايديولوجي لتجارة الألماس بين الدولتين ويؤكد على ان بورصة دبي تقدم التسامح بين العرب واليهود.
وتلفت الصحيفة الاسرائيلية الى أنه قبل أربع سنوات من انشاء البورصة، تقلص حجم تجارة الألماس في دبي اذ بلغت حوالي خمسة ملايين دولار، غير انه في السنوات الأخيرة ازدهرت هذه التجارة ووصلت الى 35 مليار دولار، وكان نصيب الألماس الاسرائيلي حوالي 300 مليون دولار.
وتحتل بورصة دبي المرتبة الرابعة في العالم، اذ اتسع تصدير الألماس الخام، من 2,1 مليار دولار في العام 2009 الى ستة مليارات دولار في العام 2011، فيما تضاعف تصدير الالماس المصقول من سبعة مليارات دولار في العام 2009 الى 14 مليار دولار في العام 2011. في المقابل تراجع تصدير الالماس الاسرائيلي، اذ هبط في النصف الاول من العام 2012 بنسبة 2 في المئة.