حالة عشق جمعت المغنية والملحّنة السورية بادية حسن (1969) مع أغنيات الشيخ أمام، ومحمد عبد الوهاب، وأسمهان وعمالقة «الزمن الجميل» كما يحلو لها تسمية العصر الكلاسيكي للأغنية العربية، لكن يبقى للفن الرحباني وصوت فيروز الحضور الواسع في وجدان ابنة الساحل السوري. تقول لـ «الأخبار»: «لا أخفي تأثري بجيل وزمن العمالقة، لكنني أحاول دوماً المحافظة على مسافة واضحة من كل التجارب والمدارس التي تأثرت بها». أكثر من 30 أغنية، وضعت كلماتها وألحانها بادية حسن التي درست الهندسة المدنية، وعملت سنوات طويلة فيها، لكنّ موهبتها سرقتها من عالم الأرقام والحسابات إلى فضاء الفن. ظهورها الفني الأول عام 2010 ضمن «مهرجان الشعر الثالث» الذي تستضيفه مدينة الرقة السورية، جاء نتيجة تجارب أدائية عديدة، وبروفات بالجملة، جمعتها بموسيقيين سوريين شباب، خاضوا معها مغامرة السباحة عكس تيار الفن التجاري السائد. حفلات بالجملة تعرّف فيها عشّاق الغناء الأصيل والملتزم في سوريا، إلى التجربة الوليدة والجديدة. الحضور الطيب انتقل إلى لبنان، مما شجّع أصحاب الفعاليات الفنية اللبنانية على دعوة بادية حسن مع فرقتها، لتحيي على مسرح «قصر اليونسكو» أمسية بعنوان «أغنيك سوريا». عن هذا اللقاء، تقول حسن: «أسعى إلى أن يكون تحية من القلب، أقدمها إلى وطني الحبيب الذي يعيش أبناؤه حرباً دموية مغرقة في سرياليتها وعنفها».

يفتتح برنامج الحفلة بأغنية جديدة تحمل عنوان «عمتم ياسميناً» (كلمات الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي، كتبها تحية إلى سوريا، ووضعت ألحانها بادية حسن). وستقدّم حسن أربعاً من أغنياتها هي: «أرسملي لوحة»، «إلى فيروز»، «حلم»، و«أوعى»، إضافة إلى وصلة تراثية لأبي خليل القباني، وأغنية لأسمهان. ويحضر التراث الفلسطيني في «هالبيت فيه معلول» مع بانوراما من الأغنيات التراثية، اختارتها حسن من المناطق السورية المختلفة. وهذه المرة، ستغيب أغنيات الشيخ أمام عن برنامج الأمسية بعدما كانت لازمة في حفلات حسن، فـ «التركيز هذه المرة على الأغنيات السورية التراثية، إلى جانب بعض التجارب الخاصة في التأليف والتلحين انطلاقاً من عنوان الحفلة، لكن إذا طلب الجمهور سماع الشيخ أمام، فسنلبي رغبته». يرافق بادية حسن في حفلتها عيسى محمود (ناي)، ريمون عجمي ومهند اسماعيل (إيقاع)، وعزام فاضل (كمان). ولا يغيب الجرح السوري عن تفاصيل الحفلة، «فقد خصصنا جزءاً من ريعه للنازحين السوريين في لبنان». ترى بادية حسن أنّ إقامة حفلات في ظلّ الظروف الصعبة تندرج ضمن المقاومة «أنا لم ولن أمتلك بندقية يوماً. أرى أنّ صوتي وغنائي صرخة من تحت الخراب والدمار، لتعلن أننا ما زلنا أحياء، نسعى إلى العيش بسلام، بعيداً عن مظاهر القتل والخراب والدمار».



«أغنيك سوريا»: 2100 مساء اليوم ــ «قصر اليونسكو»، بيروت