«لا حرمة لليل أو حتى لطرقات» عبارة صارت تتردد أخيراً في مدينة النبطية وأحيائها، بسبب مجموعة من «المشفّطين» في سيارات «ملغومة» باتوا يمارسون طقوس «التشفيط» ليل نهار، في أي طريق لا يراعون نوم الناس في الليل، أو حركة المواصلات خلال النهار.
قرابة الثانية من فجر أمس، وما أن انفضّ المتحلقون من مسعفين ومتفرجين حول حادث سير وقع عند مستديرة كفررمان، عند المدخل الشمالي لمدينة النبطية، حتى حلت على المستديرة ثلاث سيارات من نوع «بي إم ف» وهي «ملغومة» المحركات والعودام التي تتيح لها إصدار أصوات محركات عالية. وعمد أصحابها إلى ممارسة هواية التشفيط وما بات يصطلح عليه «غزل» سياراتهم، ما تسبب بهلع وذعر لدى القاطنين بالجوار، قبل أن ينتقل الفاعلون إلى مكان آخر، ستحل عليه «لعنتهم».
أما «غزل» السيارات، فهو أن يلجأ سائق السيارة خلال التشفيط إلى جعل سيارته تدور في مكان محدد، لا يتجاوز نطاق دائرة تبلغ طول السيارة، وأن ينفذ ما لا يقل عن عشر دورات، ينبعث خلالها دخان أسود كثيف ناتج من احتكاك الإطارات بالاسفلت، ورائحة اشتعال كريهة، فضلاً عن أصوات التشفيط التي تسبب حالاً من التوتر. أما «الفالح» في تنفيذ العملية، فهو من ينفذ أكبر قدر من الدورات وبمساحة ضيقة جداً.
وبات بعض «المشفطين» يعمل ضمن مجموعة، تجعل ثلاثة من أصحاب السيارات، يساعدون في عملية تشفيط لواحد منهم، على أن يتولى الآخران إقفال الطريق أمام السيارات القادمة من هنا أو هناك، لإبعاد «الخطر» عن المواطنين. ومن الطبيعي أن تقفل الطريق أمام السير في الاتجاهين.
في المحصلة، تبدأ الاتصالات تنهال على رقم «الطوارئ 112» من باحث عن نوم، أو مرتعب من أصوات التشفيط «الجنونية»، لكن الأهالي لم يروا تحركاً جدياً لدى السلطات المعنية لوقف هذه «الآفة» الجديدة.