صدق زياد الرحباني

"النبوءة" التي جاءت على شكل نكتة في نشرة أخبار مسرحية «بخصوص الكرامة والشعب العنيد» والتي مفادها أن الطيران التركي «الغادر» قد أغار على قرية «بيت الطشم» بالقرب من الهرمل، يبدو أنها لم تعد بعيدة التحقّق ولم تعد بالتالي نكتة...

لم يعد مستبعداً، وعلى خلفية قضية «مخطوفي إعزاز»، المتهم بتسهيلها والتحكم بها أتراك وقطريون، بالتعاون مع قطّاع طرق سوريون يسمون أنفسهم ثواراً، و.. لبنانيين أشاوس، أن يحصل هذا القصف. وخاصة إنْ ثبت بشكل ما أن بقاعيين قاموا بعملية الخطف هذه (كما فعل آل المقداد سابقاً مع المخطوف التركي السابق).
لا ينقص النبوءة لتتحقق إلا تطوّر أو اثنين بعد! هذا ما يشعر به المتابع لتصريحات الأفرقاء إثر خطف الطيارين التركيين، وما يكاد يكون «خطفاً مضاداً» قام به «فرع المعلومات» للمواطن محمد صالح، قريب المخطوف حسين صالح، على أساس الاشتباه بضلوعه بعملية خطف التركيين. وحين نقول «خطفاً مضاداً» نقصد بذلك «الفاعلية» التي ظهرت على الفرع في هذه العملية تحديداً، وهو المحسوب على جهات لبنانية وإقليمية يشار إليها على أنها متورطة في تسهيل وتمديد عمر عملية مخطوفي أعزاز منذ سنة ونصف.
لكن، وبعدما كان التجاذب دائراً بين تركيا والسوريين المتورطين بخطف اللبنانيين الأحد عشر من جهة (بقي منهم تسعة بعد إطلاق سراح اثنين في عملية تبادل بمواطن تركي خطف في بيروت من قبل آل المقداد) واللبنانيين من أهالي المخطوفين من جهة أخرى، أصبح السجال يدور بين فرع المعلومات الذي يشتبه بمحمد صالح والذي سرّب اسمه على أنه خلف عملية الخطف الأخيرة، وبين أهالي المخطوفين المصرّين على براءته وبالتالي إطلاق سراحه.
وقد رفعت السيدة حياة عوالي، الناطقة الرسمية، تقريباً، باسم أهالي المخطوفين اللبنانيين، الصوت أمس حين أشارت إلى أن اعتقال صالح (بناء على تلقيه تهانٍ بعد الخطف على هاتفه المحمول)، سيعرّض حياة أخيه المخطوف في أعزاز للخطر. وهو تفكير سليم، لا يمكن أن يخطر ببال إلا مَن يخاف فعلاً على سلامة مخطوفي أعزاز. كيف لم يخطر هذا ببال فرع المعلومات حين سرب الإسم لجريدة «المستقبل»؟ وهو مبدئياً، مواطن لبناني مثلهم؟ ألم يكن من واجبه التحفّظ على اسم «المشتبه به» لهذا السبب على الأقل، إن لم يكن لحفظ حقّه في البراءة؟ وإن كانوا هم كمواطنين «أغبياء» (عفواً)، وهم من قام بعملية الخطف، أفليس أولى بالفرع، وهو جهاز من أجهزة الدولة، أن يحميهم و«يضبضب» اسم المتهم، ولو من باب الحماية لمن لا زالوا هناك بين أيدي المسلحين؟
ولكن هل يهتم الفرع أصلاً للمخطوفين اللبنانيين أكثر أم لرضى الدولة التركية؟ هذا سؤال قد لا تكون الإجابة عنه صعبة للغاية.
أما السيدة عوالي، وبرغم تصريحها المشار إليه أعلاه، والذي ينمّ عن مسؤولية تجاه سلامة المخطوفين، إلا أنها عادت فأدلت بتصريح استطرادي مفاده أنهم كأهال للمخطوفين اللبنانيين، سيسرحون في شوارع بيروت ليخطفوا أي تركي سيرونه يتجوّل في ربوعنا!
بالطبع لم تقل لنا السيدة كيف سيعرفون المواطن التركي من غيره... هل سيلقون القبض على كل مَن يتكلم اللهجة السورية مثلاً على أساس أنه تركي مدبلج؟ أم إنهم سيغيرون على باخرة الكهرباء "أورهان بيه"؟ فنغرق كلنا في عتمة نستأهلها؟
هذا التصريح الأخير، بالمقابل، يظهر خفّة مواطنية تجاه الدولة. خفّة تبدو معها السيدة المكلومة والتي نتفهّم ألمها العميق، كأنها مواطنة من بلد آخر، أو لنقل إنّ المواطنية هي أبعد ما يكون عن ردود أفعالها «الطبيعية».
هل تُلام الحاجة وأهالي المخطوفين بعد سنة ونصف من مراوحة الملف؟ ولم تهتم الحاجة وأهالي المخطوفين للدولة؟ فالمواطن يبادل الدولة لامبالاتها منذ زمن بعيد: هي لا تعنيه وهو لا يعنيها.. كزوجين يتعايشان مكرهين تحت سقف واحد، لأنه لا مكان آخر لهما للذهاب إليه.
لكن، وكما في حياة أي ثنائي فاشل يخاف من الجرسة، تحصل مواقف يضطر فيها الطرفان للتمثيل بأنهما ثنائي حقيقي، كما في المعاملات الرسمية مثلاً، لكن مثل هذه المواقف، إنْ لم تنته بسرعة (كما في قضية مخطوفي اعزاز)، ستتطور فيفضي كلٌّ بمكنونات قلبه بالصراخ ولمّ الجيران.
وهذه اللحظة، في ملف المخطوفين حانت مع الأسف، حيث يعيد الطرفان، أي الدولة والمواطنين المعنيين، التأكيد على الثابتة التي نعرفها كلّنا ولا نبوح بها إلا نادراً: ليس هناك من وطن اسمه لبنان. «هاي أُرطة عالم مجموعين».
صدق زياد الرحباني... أو لنقل «قرّبت»!

التعليقات
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/15/2013 8:31:49 AM

بما إنو عنوان المقال متعلق بزياد، فمن المفيد التذكير بمقولة لألو أكتر من صحيحة و هي: "سياحة وتحرير ما بيمشوا" لأنو في ناس ما بيتذكروا يبكوا على السياحة إلا عند الخطف السياسي و المقاوم بس! على أساس أنو خطف الفدية، وأحمد الأسير، و طرابلس والكهربا يعتبروا عوامل جذب!! و بكل عين وقحة وزارة السياحة بتروج على أنو هذه العوامل هي الديموقراطية بعينها. من المفيد قراءة مقال رامي الأمين http://al-akhbar.com/node/187898 شكرا ضحى!! جاد

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

ابوجوزيف الطرابلسي ابوجوزيف الطرابلسي - 8/14/2013 12:33:00 PM

يقال ان وليد عندو انتانات يستشعر بها,كذب, زياد هو الذي يملكها وتتنبأ بالمسقبل,مستقبل البشريه,مش تبع شخسعد,قبل 20 سنة قالها زياد وصدق بها,ولكن كذب الاتراك,لو شوية ضغطت تركيا عبر الحدود علي ثوار الغفلة,لأخلوا سبيل المختطفين بظرف ساعة,وهيك المطلوب كم تركي بعد زيادة بس يكونوا محرزين,بتنحل القضية ما بدها قصف بدها طيارة ترجع البنانيون لاهلهم. (...)

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

فيصل باشا/برلين فيصل باشا/برلين - 8/14/2013 1:18:47 AM

اكيد ست ضحى فكل كلمة كتبتها هنا هي صحيحة،ولو انو كنت عم فكر من يوم المقداد كيف انو زياد تنبآ بالخبر،عنجد لم اجد مناسبة للحديث عن الامر،ولكن مقبولة منك، الاستاذ زياد بخصوص الكرامة والشعب العنيد. 1993م كم سنة وها حصلت ما في شي الاستاذ زياد قاله وما الوه الا يحصل او حصل او سيحصل،عنجد مرة تانية بقول هو نبي عصره،جبران الاول وزياد التاني،انو معقول فرع نايم نومة اهل الكهف لا يتحرك الا بآمر الى جامع لتنفيذ رغبات الست لمنع مفتى والسماح لآخر ،،،،،آخ طرابلسية ،او لتنفيذ رغبات الشخسعد،بالقبض على محمد صالح،واعطاء اسمه لآعلام مخصص،وكل الصواريخ والمتفجرات والقنص بطرابلس وجرائم القتل ما شفها ولا سمعها فرع المعلومات شو هيدا لو،هيدا فرع ع الشعب اللبناني مش منشان الشعب اللبناني،واكيد اهاي أُرطة عالم مجموعين،بدها تعمل ردة فعل واكيدة اذا ما حدا تحرك ومافي امل انو الزعران يتركوا المخطوفين،وقت جمهورية الموز لا تطالب بآطلاق سراح المناضل جورج عبدالله،ولا تهدد فرنسا وتركيا وقطر بطرد بعثاتهم الدبلوماسية،وقطع العلاقات،الكل يسطوتي حيطنا،وهيك كل واحد بينام ع الجنب يلي بي يرحوا،يعني التواطئ بموضوع مختطفي اعزاز من لبنان يبدآ والله اعلم اين ينتهي،وينوا عقاب صقر دخلك،صدق زياد وصدق المتل :دود الخل منو وفيه.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/21/2013 11:18:30 PM

قبل ان تنشر مداخلتك هذه ب٤٨ ساعة بالضبط,كنت اقول ما كتبه انت في حوار حول زياد.ولم اتوسع كثيراً الى ان وقعت على رأيك و تشبيهك . و حرصت على ان استكمل و انوه,إنما! نحن شببنا على سماع مسرح زياد وحفظنا وضحكنا ونضحك ولا نرتوي. زياد بدأ من قمة و ارتقى قمما,ثم برع في كل فنونه .ولكن اثره الذي سوف يجبرنه لا يزال برأيي المتواضع هو مسرحه . وهنا بيت القصيد! جبران كان عالميا في كل شيئ فيما الرحباني عولم موسيقاه ولبنن تقريبا كل درره المكتوبة والمسرحية. اقصد ان انتشاره كان بمدى انتشار من فهم سر نكتته,اللهجة اللبنانية و الكلمات الخاصة لا تُفهم خارج حدود لبنان و بعضاً من سوريا,و إن كان هذا صحيحا ارى ان جبران وزياد لهما وجه مشترك لبنانيا و مختلف عالميا.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

جوبيتر جوبيتر - 8/13/2013 9:56:09 PM

هذه دولة ترضي جميع البشرية على حساب كرامة مواطنيها هذه دولة من اساسها كذب وزعبرة وتدجيل ولا تعير للمواطن ادنى قيمة تذكر لا بل تحرضه على ارتكاب المكره والمحررم والخطير والهجرة ولا تراه الا اذا كان متمولاً وصاحب سلطة. فعلاً انها دوله علي بابا وال 130 حرامي

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
شاركونا رأيكم