وأخيراً، تحرّكت الهيئة العليا للإغاثة. أخذت القرار بالتحدّث إلى الناس المنكوبين بسبب التفجيرات الإرهابية والأحداث الأخيرة في عبرا. خاطبتهم أمس عبر بيان، أوضحت فيه خطّة عملها. الهيئة التي لا تعمل بسرعة تلاحق التطوّرات الأمنية، أصدرت بياناً تحدّثت فيه عن التعويضات للمتضررين من إشكال عبرا الأمني وانفجار بئر العبد. إلا أنّ المفاجأة السّارة كانت قرار الهيئة بدفع بدل إيواء للمتضررين من تفجيري طرابلس الأخيرين. إذ ربما تكون المرّة الأولى التي تتّخذ فيها الهيئة قراراً بهذه السرعة في ما يخصّ منطقة منكوبة. فأعلنت في بيانها: «استناداً إلى قرار رئيس مجلس الوزراء، الرئيس نجيب ميقاتي، ستقوم الهيئة وفقاً للمسح الأولي، الذي أجرته بتاريخ 24 و25 آب 2013، بدفع بدلات إيواء لمدة شهر واحد قابلة للتجديد في حال إثبات الضرورة، لسكان الشقق المتضررة التي أصبحت غير صالحة للسكن، من جراء الانفجارين الإرهابيين اللذين وقعا بتاريخ 23/8/2013، أمام مسجدي السلام والتقوى في مدينة طرابلس، وذلك بتاريخ 27/8/2013 اعتباراً من الساعة 9,00 ولغاية الساعة 14,00 في طرابلس _ مبنى السرايا _ الطبقة الأرضية _ قاعة الاستقلال ... كما يمكن المتغيبين عن الكشف الأولي لتحديد مستحقي بدل الإيواء، مراجعة مكتب الهيئة الرئيسي في بيروت». يقول الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، ابراهيم بشير، إنّه وفي إحصاء أوّلي سريع، تبيّن أنّه هناك 218 شقة سكنيّة متضرّرة في طرابلس، يحتاج أصحابها إلى بدل إيواء. وماذا بشأن الرويس؟ يقول بشير إنّ عمليّة المسح قاربت على نهايتها تقريباً في موقع الانفجار هناك، وإنّ التعويضات التي ستدفع في الرويس ستصل تقريباً إلى 6 مليارات ليرة لبنانية، مقابل مليارين ونصف مليار ليرة لأضرار تفجير بئر العبد و11 ملياراً لعبرا. وبالنسبة إلى طرابلس، يقول بشير إنّهم بدأوا أمس عملية مسح الأضرار، ومن المتوقّع أن تمتد لأسبوعين. ويعزو بشير البطء في صرف التعويضات في الرويس وغيرها إلى «الروتين الإداري، الذي أصبح أكثر بطئاً بسبب غياب الحكومة». بطء الدولة ومؤسساتها هذا، جعل مؤسسة «جهاد البناء» تتحرّك بسرعة في الضاحية لمساعدة المنكوبين، كما دفع ناشطين مدنيين إلى تأليف حملة «سلام وتقوى» لمساعدة الناس في طرابلس. أعضاء الحملة، الذين أصبحوا 600 الآن، أخذوا على عاتقهم منذ الصباح التالي للانفجار تنظيف الشوارع والمنازل المتضرّرة وإزالة آثار الخراب بأقصى سرعة، كي يساعدوا الناس على العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية. حتى إنّ أعضاء الحملة استأجروا «ونش» وقاطرة من أجل استكمال عملية التنظيف. أين البلدية؟ «تعرفين كيف تسير الأمور في هذا البلد» يقول منسّق الحملة نزيه فينو. ويضيف إنّ موظّفي البلدية يعملون في موقع الانفجار ساعتين تقريباً يومياً ويختفون عن الأنظار من بعدها. تقوم الحملة بعملية إحصاء للأضرار الماديّة وهي جهّزت مكتباً يمكن المتضررين قصده بهدف طلب المساعدة من أي نوع كان. ويضيف فينو إنّهم يستقبلون الآن التبرّعات للمساعدة، وهم اتفقوا على إعطاء «جمعية سنابل النور» مبلغاً من المال لقاء أخذها على عاتقها الاهتمام باليتامى الذين خلّفهم الانفجار. وتسعى الحملة إلى تأمين الاستمرارية لبرنامج الدعم هذا.
في طرابلس والضاحية، قامت حملات مدنيّة ومؤسسات حزبيّة بتأمين المساعدة الفوريّة للناس بعد الكارثة التي ألمّت بهم، تعويضاً عن غياب الدولة. وبعد شهرين على أحداث عبرا وشهر ونصف شهر على انفجار بئر العبد، أشار بيان الهيئة العليا للإغاثة الى أنّه «على أثر تسلّم الهيئة اللوائح الاسمية للمتضررين من لجان المسح وتخمين الأضرار التابعة للجيش اللبناني، وتحويل الأموال المخصصة لتعويضات المتضررين من أحداث عبرا وحي التعمير _ صيدا وانفجار بئر العبد الى حساب الهيئة في المصرف المركزي، ستقوم الهيئة العليا للإغاثة بتوزيع الشيكات على المتضررين» ابتداء من اليوم.