كسبت "تويتة" وزير الخارجية القطري خالد العطية لقب "الأكثر إثارة" على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد "هاشتاغ" ناري أطلقه بندر بن سلطان، رئيس المخابرات السعودي، مفاده أن "قطر ليست سوى 300 شخص وقناة تلفزيونية". أشعلت "حماقة" بندر تجاه قطر واستعراضه أمام مشغليه لتسليمه ملفات المنطقة، النيران الخامدة من جديد بين "الاخوة" الخليجيين، وأججت الكراهية المكبوتة بين أبناء مدن الملح، لتغذي قحطهم السياسي، فغطى "القيء" مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً "تويتر" الذي حوّل المغردين الخليجيين إلى غربان ناعقة بالكراهية والاحتقار.
بعدما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تقريراً (كان لافتاً أن ينشره موقع "الجزيرة" مترجماً!) أعداه نور ملص ومارغريت كوكر عن رئيس الإستخبارات العامة في السعودية الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز تحت عنوان "محارب سعودي عريق يعمل على توفير دعم للإطاحة بالأسد"، جاء في التقرير أنّ بندر وجه إنتقادات شديدة لدولة قطر، معتبراً أنها لا تشكل أكثر من 300 شخص وقناة تلفزيونية. مما دفع وزير الخارجية القطري للرد عبر "تويتر"، فغرد كاتباً "مواطن قطري يعادل شعباً وشعب قطر عن أمه بأكملها، هذا ما نلقنه لأبنائنا مع كامل الاحترام والتقدير للآخر".
وقد تحولت جملة بندر إلى "هاشتاغ" على تويتر تداولها المغردون السعوديون للسخرية من الدولة الصغيرة التي تطاولت على الكبار. وما لبث أن استخدمها المغردون القطريون للرد على خصومهم بتعداد "مآثر" السياسة القطرية خلال السنوات الأخيرة والهجوم على بندر "الذي وصف بـ"أمير الصدفة" و"الشاذ" و"صاحب عقدة النقص" و"القاتل" الذي أزهق أرواح العرب و"ناهب" مال شعبه. ولاحقاً انضم لحملة الردود والردود المضادة مواطنو دول الخليج الذين برعوا في إظهار مشاعر البغضاء والكراهية والتشفي!
سيل التغريدات لم يتوقف وسيستمر إلى ما شاء استمرار "حرب داعس والغبراء" وما جاء في بعضها: "تصريح بندر بن سلطان عن قطر لا يخرج إلاّ من قلبٍ مريض يُعاني الغيرة والنقص. لا يتحّدث بطريقته إلاّ الشاذون نفسياً"!
وغرد آخر "300 رجل نظيف، ليس بينهم رجل مستشري الفساد من قمة رأسه الي أخمص قدميه، كما ممكن قناتهم تفضحك، أستتر!!". فرد عليه مغرد سعودي "قطر اخوان لنا يا ماجد ، وهذا كلام يمثل نفسه فقط ولا يمثل شعب بلاد الحرمين". وسأل أحد المغردين من الكويت وزير الخارجية القطري مقهقهاً "إذا كان صحيحاً خبر منح الجنسية لألف شخص مؤخراً لزيادة أعداد القطريين؟!".
وكانت التويتة القطرية الأكثر تداولاً ما قاله الدبلوماسي القطري ناصر آل خليفة " الأوطان مثل الرجال! ليست بكبر المساحة أو كثر عدد السكان وإنما بالعدالة وهمة الرجال ومن عجز عن مجارات غيره عليه أن ينظر داخل وطنه ويهتم بشعبه!".. لحقتها التكبيرات.
إذاً خرج وزير الخارجية القطري من عباءة الهدوء والكياسة التي يناقض بها سلفه حمد بن جاسم ليرد على بندر فقطر لا تستطيع السكوت عمن يهز عرشها وهي التي في بالها "صنعنا "ربيع عربي" واشترينا فرنسا، ولندن واكتسحنا الاعلام العربي والغربي وبعد يومين نغزو الفضاء من خلال إطلاق القمر الصناعي "سهيل" وحصلنا على كأس العالم وأهم النوادي الرياضية في العالم". فمن أنت لتقزمنا وتسخر من قدراتنا؟!!". نعم هذه قطر فمن يجرؤ على الانتقاص منها!..
واعتبر البعض أن رد وزير الخارجية القطرية "مهذب" و"بريء" يتسم بالـ"الصبيانية"، لكن أغلب التعليقات المتشفية بالصراع بين الشقيقتين اتفقت على أن "اللهم إضرب الظالمين" بالظالمين".
إنها المنازلة بين غريمين يسعيان إلى السيطرة والنفوذ وتسجيل النقاط لإظهار القوة أمام الأسياد وسنراها تتجسد في السياسة ووسائل الإعلام لا سيما قناتي "الجزيرة" و"العربية"...منازلة بين قايبل وهايبل سيجدها البعض مسلية لكن للأسف سيسيل خلالها الكثير من الدماء العربية..