«إمشي، ما توقّف لقلّك، القناص دايماً جاهز». حسناً، إن نجحت في الوصول إلى مخيم اليرموك من المتحلّق الجنوبي لمدينة دمشق من دون خسائر، فإنك تحتاج لكي تتنقّل داخل المخيم، إلى «كاتالوغ»، كالذي تحصل عليه مع جهاز التلفاز الجديد. الفرق أنك لا تموت حين تعبث بتلفاز. أما هنا، فهامش الخطأ يعني قذيفة «بـ 10» أو رصاصة قناصة «شتاير» النمسوية الحديثة. و«الكاتالوغ»، هو أحد مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــ القيادة العامة.
لم يكن مخيم اليرموك يوماً مخيماً بالمعنى الحرفي للكلمة، بل ربما سمّي زوراً بهذا الاسم. ولولا بعده الجغرافي عن الأراضي المحتلة، لكان فلسطين أخرى، هنا قرب دمشق، تضجّ بالليمون والصعتر والياسمين، و«حقّ العودة». واليرموك، تماماً كالأحياء المحيطة به، حي القدم من الغرب، الحجر الأسود والتضامن وييلدا من الجنوب وببيلا من الشرق، أبنيته متوسطة الارتفاع ومكتظّة نسبياً، وشوارعه واسعة، ولا تقارن طبعاً بتلك في مخيمات النازحين الفلسطينيين في لبنان، ولا يعوز ماء أو كهرباء.
الآن كل شيء تغيّر. قبل ثمانية أشهر تقريباً، قررت المعارضة السورية المسلحة أن الطريق إلى دمشق لا بدّ من أن تمرّ في مخيّم اليرموك، فبدأت هجوماً من بداية شارع فلسطين وساحة الدوار، الذي يتوسط المخيم باتجاه شارع لوبية، للوصول إلى ساحة «البطيخة» في الشمال، ثم إلى حي الميدان الدمشقي.
وعلى عجل، سقط المخيم من دون معركة حقيقية مع اللجان الشعبية المكلّفة حمايته، لأسباب منها الخيانة والتجهيز العسكري البسيط الذي امتلكته اللجان بالمقارنة مع مسلحي المعارضة والتنظيمات الأصولية. بينما وقع ما هو أشبه بـ«ملحمة» حول المقرّ الرئيسي للقيادة العامة، المسمّى «الخالصة»، حيث صمدت قلّة من الفلسطينيين في مواجهة الآلاف من المعارضة السورية، وسقط أكثر من 40 شهيداً، قبل أن تسقط الخالصة. هجر أكثر من مليون سوري وفلسطيني بيوتهم، ومن بقي لا يتجاوز عددهم 80 ألفاً يسكنون جنوب المخيم ويتمركز معظمهم في شارع القدس.
لا همّ. قبل حوالى ثلاثة أشهر بدأت «القيادة العامة» معركة ما تسميه «تحرير مخيم اليرموك»، وهي الآن استطاعت السيطرة على ثلث المخيم تقريباً، انطلاقاً من شماله. في حين يسيطر الجيش السوري على شارع الثلاثين الفاصل بين المخيم وحي القدم، ومدخل شارع اليرموك الفاصل بينه وبين حيّ ييلدا. في بال «القيادة العامة» هدف واضح: السيطرة على ساحة «الريجي»، ومن يسيطر على «الريجي»، يحكم اليرموك.
«نحن بأول حارة الفدائيين» يقول محمد (عشرين عاماً)، وهو يتأكد من جهوزية بندقيته الروسية العتيقة. يلفّ كوفيته المهترئة على عنقه، يستعير من زميله بعض السجائر، وينطلق متمتماً: «رح نعمل جولة على بعض الكمائن المتقدّمة، بالكمين الحكي عصوت واطي، القناصين بيلحقوا الصوت». محمد بالمناسبة من طبريا، فلسطيني أباً عن جدّ، ولد وتربى وعاش في سوريا، كوالده، والأرجح أنه سيموت في سوريا. السير وراءه مسألة متعبة بعض الشي، هو يعرف الطريق جيداً، إذ إنك لن تسير على طريق كالمسالك التي عرفتها طوال حياتك، أو أي شيء يشبهها. المرور هنا من داخل الأبنية، من الفجوات في حيطان البيوت. الآن أنت في صالون، أو هكذا يبدو، كنبة زرقاء، ونصف طاولة طعام وساعة خشبية محطمة تحت شباك، ولوحة ذهبية معلقة في الحائط طالها بعض الحريق، كتب عليها: «اللهم بارك هذا البيت». الآن في غرفة نوم، الحريق أتى على كل شيء تقريباً، إلّا بعض الملاءات الزهرية المغبرة، و«تواليت» نسائية مع بقايا أدوات «ماكياج».

في المطبخ، أو ما صمد منه تقريباً ... في محل لبيع السيراميك، وهكذا دواليك. هل شممت يوماً رائحة الحرب؟ لا نعرف من أطلق عليها هذا الاسم، لكنها خليط من حريق أثاث البيوت، وبارود السلاح والمتفجرات، وغبار الركام والرماد، والذكريات ربما. محمد اعتاد الرائحة.
ما هذا الذي نسير عليه؟ لا تستغرب، «سيارة»! وضع المقاتلون سيارة محترقة للمرور من مبنى إلى مبنى في شارع حُجب آخره بستارٍ بلاستيكي رمادي، كي لا يرى القناص انتقال المقاتلين. أصلاً، لم يعد هناك طريق بين المبنيين. على بعد أمتار من السيارة ـــ الجسر، هناك «دشمة» ترتفع بأولها ببراميل عن الأرض، ثم بأكياس رمل. وخلفها، مساحة واسعة مفروشة بقطع الزجاج المحطّم والسيراميك، كي يتسنّى للكامنين خلفها سماع تحرّكات العدوّ، في حال قرر الإغارة.

الكمين الأول

غرفة فيها ثلاثة حيطان وفجوة كبيرة. فَرْشتان وبضع أعقاب سجائر على الأرض، وقارورة «بيبسي» نصف ممتلئة، وأربعة شبان مع بنادق كلاشينكوف، لا يتجاوز عمر واحدهم 22 عاماً. يقبّلهم محمد واحداً واحداً، ويخصّ ذقن قائد الكمين الخفيفة بقبلة وامتنان. اثنان من الشباب من طبريا، عيسى، القائد، من عكّا، وأدهم من يافا. أدهم جريح، يده اليسرى يغطيها الجبس من الكتف حتى الكفّ. كان من الممكن أن يكون شهيداً، اخترقت رصاصة قناصة كبيرة حائطاً قليل السماكة واستقرت في زنده.

«كيف بعدك عم تقوّص؟»، يبستم والخجل على خديه، «إذا شفنا مسلح بفرجيك كيف بقوّص». إن سألت عيسى عن مكان وجود المسلحين، ستصاب بالصدمة. يمدّ يده باتجاه الفجوة، «هنا». هنا؟ هكذا ببرودة أعصاب. جرّب أن تطلّ برأسك من الفجوة، سترى غرفة كبيرة، فرشها أحمر وحيطانها حمراء، مع إضاءة في السقف كتلك التي تستعمل في الملاهي الليلية. وخلفها تماماً، يتمركز المسلحون! تحمل دهشتك وترحل، ويعود عيسى ورفاقه إلى الانتظار.

الكمين الثاني

الطريق إلى الكمين الثاني تزداد صعوبة. بين مبنى ومبنى مطلّ على شارع لوبية، يمنعك رصاص القنص المتفجّر من المرور، ويجبرك على الانتظار قليلاً. حسناً، تركض. الكمين الثاني في الطبقة الثالثة، تصعد إلى مبنى في الطبقة الثالثة، ثمّ تمرّ فوق دفوف حديدية وخشبية لتصل. هنا يوجد أسرّة، وأربعة مقاتلين أيضاً. مرّ على المجموعة هنا أسبوعٌ ربما. قبل ساعات، أحبطت المجموعة تسلّلاً لمسلحين من كتائب «ابن تيمية» باتجاه شمال المخيّم. ثمّة حرب عقول عسكرية معقّدة للغاية هنا. يقول قائد الكمين بلكنته الفلسطينية «هِنَّا قرود وإِحْنَا قرود في حرب العصابات». اعتاد المقاتلون الأصوليون تفخيخ مداخل الأبنية، وتسييجها بالعبوات الناسفة، وحرق المباني التي يخرجون منها حتى لا يتمكن مقاتلو القيادة العامة من استعمالها. وإن كانت المداخل مفخخة، فإن الطريق إلى الأبنية لا بدّ من أن تكون من الأسطح، إذ يعمد المقاتلون الفلسطينيون إلى مداهمة المباني من فوق، بدلاً من تحت. وفي واحدة من الحرف الجديدة، يربطون قذائف الهاون بالحبال، بعد تجهيزها بالصواعق والفتائل، ثم ينزلونها بعد إشعال الفتائل إلى الطبقات الأولى، وعندما تنفجر، تقضي على مسلحي المعارضة، وتفجّر العبوات الناسفة.

الكمين الثالث

الكمين الثالث، بحسب محمد، هو أقرب نقطة إلى ساحة الريجي، حوالى 150 متراً. الاستنفار دائم هنا، على قاعدة «من يقنص أولاً». في هذا الكمين، عدد المقاتلين أكبر من باقي الكمائن. يخرج أحد المقاتلين بندقيته من فجوة صغيرة في الحائط، ليطلق رصاصة تمرّ عبر فجوة أخرى في حائط قريب. يجلس عائد على كرسي، هو الآخر يلفّ الجبس قدمه اليسرى! وما زالت بندقية «الفال» بين يديه. لا شكّ بأن «الغزاوي» قناص محترف حتى يبقى هنا وجرحه بهذا المستوى. عائد كان طالباً جامعياً يدرس علم الأحياء في جامعة دمشق، والآن يحترف القنص. لا يريد شيئاً ... «أن تعود أمي إلى بيتنا يكفيني الآن».

مبنى «قيادة الشيشان»

على بعد أمتار من المستشفى الصغير على مدخل المخيم الشمالي، تمركز المقاتلون الشيشانيون في مبنىً سكني، وحوّلوه إلى مركز قيادة لـ«الكتيبة الشيشانية». ومع بدء معارك تحرير اليرموك، استمر القتال بين مقاتلي القيادة العامة والشيشان ثلاثة أيام بلياليها للسيطرة على المبنى، انتهت المعركة بتدمير المبنى كاملاً، ومقتل أكثر من 40 مقاتل شيشاني لا تزال جثثهم تحت الأنقاض. يمكن أن تلتقط رائحة الجثث القديمة من على بعدِ مئة مترٍ تقريباً عن المبنى الذي تحوّل إلى تلّة ركام.

ومن هنا، يعبر المقاتلون يومياً إلى بقع أخرى في جنوب المخيّم. على الأرجح، لم تعد فكرة المرور فوق لحمٍ عفنٍ فكرة غريبة. أمّا أنت، فستتوقّف مراراً عند الأمر خلال زيارتك، وبعد رحيلك، وربما في سنواتٍ لاحقة.

«البراد العجيب»

من باب النكات، أن تطرق على باب البراد كما تطرق على باب بيت، ومن باب الجنون، أن يجيبك أحد، من الداخل. هناك حادثة تصلح لمثال. بعد معركة متعبة في أحد الأبنية، دخل مقاتلو القيادة العامة إلى إحدى الشقق، على اعتبار أنها الملاذ الأخير في المبنى لمسلحي المعارضة. نكش المقاتلون البيت، ولم يجدوا أحداً. هل في الأمر سحر؟ هل يعقل أن يكون أحدهم قد اختبأ في البراد؟ لا، المقاتلون فرّوا ... من البراد. لن تجد لحماً بارداً هنا، ولا خضراً موضّبة وقوارير «كاتشاب». البراد ليس كالذي في بيتنا، هو باب لنفق، إلى بناءٍ ثانٍ ملاصق، نفق أبسط بكثير من ذلك الذي دفعت القيادة العامة ثمانية شهداء منذ أسبوعين للسيطرة عليه، وهو يربط إحدى الكتل السكنية في «الراما» بحيّ الميدان، ويتنقل فيه المقاتلون بالقوارب في مجاري الصرف الصحي في الشارع العريض.



المبادرة الفلسطينية هباء

قبل شهرين تقريباً، جاءت «منظمة التحرير الفلسطينية» بمبادرة إلى سوريا بهدف وقف القتال في المخيّم. طبعاً، الجيش السوري الذي اتخذ قراراً واضحاً منذ بداية المعارك بعدم الدخول إلى مخيم اليرموك يسرّه كثيراً أن يتوقّف القتال، وأن يحيّد المخيم من دون أن يكون «لا مقراً ولا ممراً» على ما تقول مصادر «المنظمة». وافق السوريون إذاً، بقي أن يوافق المسلحون، وهو ما لن يحصل، لأن جغرافية المخيم استراتيجية في أية عملية هجوم واسعة على قلب مدينة دمشق. المبادرة الآن في «براد»، أو ربما في نفق مظلم، آخره مسدود. ويستمر القتال الضاري في اليرموك. في النهاية، من خارج السياق المنطقي، أن يكون اليرموك، أو أي بقعة يقطنها الفلسطينيون في سوريا محيّدة عن الحرب. لا لشيء، سوى أن هذه الحرب لم تميّز بين سوري أو لبناني أو فلسطيني أو عراقي، ولن تميّز.




اتركوا مخيّمينا بالحسنى

جميل أن يصادف وجودك في مخيم اليرموك مع زيارةٍ استطلاعية لقائد قوات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــــ القيادة العامة «الحاج أبو العمرين» (خالد جبريل ابن الأمين العام للقيادة العامة أحمد جبريل، وشقيق الشهيد جهاد جبريل الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في بيروت قبل سنوات). عينا الرجل حادّتان جداً، حتى من خلف النظارة الطبية. هدوؤه يكسر سطوة الوقوف أمام قائد جيشٍ صغير. «أنا اسمي الحاج، حاجج مرتين عقبال عندك، وحافظ القرآن الكريم». هذه ليست مقابلة، هذا جزء مما يلي «السلام عليكم» في حديث بين الحاج وأبو وائل الميداني، نائب أحد قادة كتائب «لواء الإسلام».
الغرفة رتّبت لأجل اللقاء على عجل. فرشتان على يمين ويسار الغرفة الوحيدة الباقية على حالها من شقّة في الطبقة الثانية، وشباك كبير في الوسط. بابا الغرفة يوصلان إلى غرفة أخرى، واحدة دخل منها أبو العمرين ومرافقوه، وواحدة دخل منها أبو وائل بصحبة أحد مقاتلي القيادة العامة. وبعد قليل، سيدخل أبو عمر ومرافقه الملثّم.
أبو وائل ثلاثيني، ذقنه سميكة سوداء، لا يقلّ عمرها عن عامين، وجعبته سوداء أيضاً. جلس في مقابل الحاج ووضع الكلاشينكوف في حضنه. بدا أبو وائل في لحظاته الأولى كمن يبحث عن الأمان، يستطلع عيون الحاضرين واحداً واحداً، ويوزّع في عينيه شيئاً من القوّة المخبّأة، والودّ. لم يكن في بال أبي وائل أنّه سيقابل «أمير» القيادة العامة بل أحد قادة المحاور. لم يملّ الحاج من ترداد الآيات القرآنية التي تحرّم «تقاتل المسلمين»، وروى بهدوءٍ بالغ على مسامع أبو وائل قصّة دخول الصحابي عمر بن الخطاب مدينة القدس، من دون معركة. «مش بس إنت مسلم ومعك حق، وكل الناس كفّار، نحن كمان مؤمنين، ومعنا حقّ»، وسأل أبو العمرين، «شو بدكن يا أبو وائل؟ ليش طلبتوا الهدنة؟». يبدو أن المعارضين منهكون في هذه البقعة الأخيرة من منطقة «الراما». القصف المركّز بصواريخ «غراد» ينهك مقاتلي المعارضة في هذه البقعة، وكذلك الاقتحامات الليلية المركّزة. لكن القيادة العامة ليست مشكلتهم الوحيدة، في المخيم الآن «كوكتيل» كتائب وألوية بكلّ «ألوان التطرّف»، إذ انتهى «الجيش الحر» هنا منذ زمن، لصالح كتائب «لواء الإسلام» و«ابن تيمية» ولواء «شام الرسول» ولواء «أكناف بيت المقدس» وكتيبة «الحبيب المصطفى». تتناحر الكتائب في ما بينها، على النهج والسلاح والغنائم، والمرجعية، إذ يرتبط بعضها بالسعودية وقطر، وبعضها بـ«جبهة النصرة»، و«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وحركة حماس، وحركة فتح.
يقطع دخول أبو عمر، قائد الكتيبة، أو الأمير أبو عمر كما عرّف عن نفسه، ما كان أبو وائل سيقوله. إلى جانب أبو وائل، جلس أبو عمر، ومرافقه الملثّم، الذي نزع قناعه بعد دقائق وأرخى إصبعه عن زناد بندقيته، ما إن أعاد أبو العمرين عليه «فرمان الأمان». يتابع أبو وائل إنه ومقاتليه يريدون هدنة قليلاً، «والله أنا حلمي أصلّي ببيت المقدس، نحن ما بدنا نقاتلكم نحن بدنا نفوت على دمشق».
يبتسم المقاتلون المحيطون بأبو العمرين، «كيف بدك تصلّي ببيت المقدس وإنت عم تحارب الجيش السوري؟ غلطان بالعنوان، وتذكّر إنك لما تقتل حدا من القيادة العامة إنو هاد اللي قتلتو بيقاتل إسرائيل، إسمع أبو وائل، المسلمين والعرب لازم يقاتلوا اليهود مش بعض. إطلعوا من المخيم، وارجعوا لصوابكم، المخيم رح يتحرر اليوم، بكرا، بعد بكرا، المهم بدو يتحرّر، أصلاً إنتو ليش فتّوا على المخيم؟ أصلاً ما فيكم توصلوا على دمشق، الجيش السوري بيستعمل نووي معاكم». ثوانٍ، يجيب أبو وائل: «لأنو فيه فساد، بعدين قتال هادول السوريين أشرف من قتال اليهود هلق». «إنت مفكر الناس آلهة؟ إنت رقيب على الفساد؟ إللي عملوا الجيش الحر مش فساد؟ إللي عملتوا مش فساد؟ الرسول قال قتال السوريين أشرف من قتال اليهود؟». يرد أبو وائل: «جيش حرّ خلص، في منهم مسجونين هادول الفاسدين، بس وينك، نحن ما بتفرق معنا، حتى الميدان ما عندي مشكلة تصفي على الأرض، لو بيوتنا هنيك، المهم ترتفع كلمة لا إله إلّا الله». «أبو وائل، قدام أبو عمر، بدكن تخرجوا من المخيم، فكّروا منيح، إنتو دخلتوا حرمة المخيم، الجيش السوري ما دخل المخيم، في ناس بدها ترجع على بيوتها حاج مشلوحة بالطرقات ببيروت، دهّام والشباب بدهن يرجعوا على بيوتهم، وبدنا ناخد المخيم أول عن آخر، والهجوم ما رح يوقف».