أولاً، نقرأ على أسطوانات الجاز عموماً اسم مقطوعة موسيقية لا غناء فيها، لكن مكتوبٌ تحتها اسما مؤلف وكاتب، والسبب أن أكثر ما غذّى ريبرتوار الجاز هو الأغنيات الشعبية الآتية من المسرح الغنائي الأميركي في النصف الأول من القرن الماضي. ينطبق هذا المنطق على ما نسمعه في حلقة اليوم.

هذه الأغنية وضع موسيقاها مؤلف أميركي معروف هو فينسنت يومانز وهذه من أشهر أعماله بعد Tea For Two.
غنّاها (إيلاّ فيتزجيرالد، دوريس داي، بينغ كروسبي...) أو عزفها آلاتياً كثيرون، والتسجيل الذي اخترناه لا يحوي غناء (لذا وضعنا اسم كاتب نصها بين مزدوجيْن). ثانياً، اجتمع أسطورة التينور ساكسوفون الأميركي من أصلٍ روسي، ستان غيتز (1927 – 1991) مرتيْن في الاستوديو بأسطورة البيانو، الكندي الأسود، أوسكار بيترسون (1925 – 2007) وذلك في خمسينيات القرن العشرين. المرّة الأولى (1953) حلّ بيترسون ضيفاً على أسطوانة تجمع عازف الترومبت ديزي غيلسبي وغيتز. في المرة الثانية (1957) كان اللقاء التاريخي بين "أوسكار بيترسون تريو" وستان غيتز، لتسجيل الأسطوانة التي نسمع منها I Want to Be Happy. ثالثاً، لم نذكر بعد الاسميْن المتبقييْن المشاركيْن في التسجيل، وهما عضوان في ثلاثي بيترسون. إنهما ملكان على آلتيْهما في الجاز: راي بروان (كونترباص) وهرب أليس (غيتار). مهلاً... ألا يوجد درامز؟! كلا، وهذه إحدى أسرار هذه الأسطوانة. أخيراً، نسمع في هذه المقطوعة أداءً وارتجالات من غيتز وبيترسون أقل ما يقال فيها إنها تلامس الإعجاز التقني والجمالي... لهذه الأسباب كلها نحن أمام واحدة من قِمَم الجاز في التاريخ.