السياح الإسرائيليون يعودون إلى النوادي في أنطاليا التركية، بمجاميعهم، والحركة التجارية والاقتصادية الى ازدهار مطّرد، أما التعاون الأمني والسياسي فعلى حاله ولم يطرأ عليه تحسن بعد، منذ أن بدأت الازمة بين الجانبين عام 2009، على خلفية الاعتداء الاسرائيلي على قافلة المساعدات التركية لقطاع غزة .
صحيفة «يديعوت أحرونوت» نشرت أمس معطيات محدثة عن نمو العلاقات الاقتصادية والسياحية بين الجانبين، وجاءت على الشكل الآتي:
- قطاع السياحة: نسي الاسرائيليون أيام الحظر مع تركيا. وبحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية في تركيا، زادت نسبة السياح الاسرائيليين 157 في المئة ممن قصدوا تركيا للاستجمام، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.
وليس أقل من 49,115 إسرائيلي توجهوا الى المنتجعات التركية هذا الصيف، مسجلين زيادة نسبتها 107 في المئة مقارنة مع صيف عام 2012. مع ذلك، لا تزال لجان العمال في إسرائيل تمتنع وتقاطع تركيا، ولا تنظم رحلات لمجموعات من أفرادها إلى هناك، في حين أن الخطوط الجوية التركية هي أكبر الشركات الأجنبية التي تعمل في إسرائيل.
وبين كانون الثاني وأيلول، سافر عبر الخطوط الجوية التركية أكثر من 352 ألفاً بين تل أبيب وإسطنبول، بزيادة مقدارها 53 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2012. وقد رصدت تركيا في هذه المعطيات فائدة اقتصادية كبيرة، وزادت عدد رحلاتها على الخط نفسه الى7 رحلات أسبوعية، أما في الاتجاه المعاكس، فسيّرت تركيا 49 رحلة أسبوعية، من إسطنبول الى مطار بن غوريون في اللد.
- قطاع التجارة: بحسب معطيات مؤسسة التصدير الاسرائيلية، ارتفع حجم التجارة من إسرائيل الى تركيا، في الربع الأول من عام 2013، بنسبة 26 في المئة، وبقيمة مالية وصلت الى 565 مليون دولار أميركي، فيما بلغ حجم التجارة الكلي في هذه الفترة 1.2 مليار دولار، وذلك مقارنة بـ930 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. ويتبيّن من المعطيات أن الأتراك يشترون من إسرائيل المواد الكيميائية، المعادن، الماكينات، المحركات والتجهيزات الكهربائية .
- العلاقات السياسية والأمنية: العلاقة الوثيقة التي سادت بين الدولتين في هذين المجالين لم تعد حتى الآن الى سابق عهدها، وما زالت الامور عالقة، وتتواصل المفاوضات حول المبالغ المالية التي يجب على إسرائيل دفعها كتعويضات للقتلى الأتراك التسعة على سفينة مرمرة عام 2009. وفي حين أكدت مصادر معنية وجود تقارب ما بين الجانبين، ما زالت الهوّة واسعة جداً.
إلى ذلك، قال الرئيس التركي عبد الله غول، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إنه «من أجل إنهاء النزاع بيننا، كان لدينا توقعات من إسرائيل. لقد استجابت إسرائيل لبعض هذه التوقعات عندما قدمت اعتذاراً، إلا أن هذه الخطوة جاءت متأخرة، كما أن بعض توقعاتنا لم تلبّ».
لكن غول عاد وأشار إلى أنه «بالرغم من الخلافات، المهم أن هناك لقاءات تجري والجانبين يواصلان العمل»، لافتاً إلى أن «هذه الاجتماعات تجري سراً، بعيداً عن الأنظار، ويمكن القول إنه تم إحراز تقدم معين، وأنا آمل أن تفضي هذه المحادثات إلى نتائج».