يوم كُتب عن البرنامج الجديد للممثل عادل كرم على قناة mtv (الاخبار 17/7/2013) أبدى بطل «ما في متلو» (mtv) إنزعاجه من تشبيه عمله الجديد ببرنامج «البرنامج» للإعلامي المصري باسم يوسف. لكن أوّل من أمس أطلّ كرم على الشاشة الصغيرة بعمله «هيدا حكي» (الثلاثاء 20:45)، وأثبت أن الحديث عن وقوعه في فخّ تقليد يوسف، كان في مكانه الصحيح. كانت بداية البرنامج متعثرة، وبدا كرم كأنه يلعب دوراً كوميدياً أُسند إليه في أحد الافلام أو المسلسلات التي عرف بها. لم تكن إنطلاقته سهلة، فقد صوّر أكثر من حلقة تجريبية، ليأخذ الموافقة النهائية لعرضه بعد إضافة تعديلات على المضمون وطريقة إخراجه. بدا الممثل خجولاً نوعاً ما في إطلالاته، وفشل في رسم إبتسامة على وجوه متابعيه. بدا بطل «أبو رياض مين قده» (2008) كأنه حفظ السيناريو جيداً من دون أن يقدّمه بخفّة تقنع المشاهد بدوره، بل ظهر كأنه يُطلق نشيداً أو مسرحية حفظها جيداً. إرتكز سيناريو الحلقة على مواقف سياسية قديمة مثل تصريحات الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، أو أقاويل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وغالبيتها لم تعد تتحمّل التعليقات، لأن البرامج الكوميدية كلها تطرقت اليها حتى الملل. حاول كرم أن يُضفي على برنامجه بعض الخفة، فإستضاف وزير الداخلية والبلديات مروان شربل الذي أطلّ على طبيعته أكثر من المقدّم نفسه، ووضع محاوره في بعض المواقف الحرجة التي كشفت عن ضعفه.
إستعان كرم في «هيدا حكي» بفريق عمل يخوض تجربته للمرة الأولى، على غرار أطباء وصيادلة وبعض الصحافيين الجدد. كان يُفترض من ذلك الفريق أن يقدّم مواقف مضحكة جديدة، ولا يبقى على القديم منها مثل «اللبناني شاطر بالحكي» أو تحليل معنى بعض المفردات اللبنانية. ليس بالضرورة أن يفشل أيّ برنامج يقلّد باسم يوسف، بل على العكس إن الاعلام اللبناني يحتاج إلى ذلك النموذج، حتى أننا نملك أرضاً خصبة لنجاح العمل، من مواقف سياسية، وكوميدية، واجتماعية يشتهر بها مجتمعنا، لكن أن يطلّ المحاور ضعيفاً أمام الكاميرا، فهذا سبب فشله. على عادل كرم أن يُعيد النظر في برنامجه الجديد، ويفكّر في إعادة طرحه بأسلوب عصريّ، يحافظ على بساطته ويخفف من توتره قليلاً وحركات وجهه التي تدلّ على إرتباكه أمام الكاميرا.

يمكنكم متابعة زكية ديراني عبر تويتر | @zakiaDirani




« هيدا حكي» كل ثلثاء (20:45) على mtv