وصل العنف المسلّح الى ذروته أمس في اليمن، حيث بات معقل الأمن الأبرز، عرضة لهجوم دموي حصد عشرين قتيلاً، إذ هاجم انتحاري يقود سيارة مفخخة ومسلحون متنكرون في زي الجيش مجمع وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء صباح أمس في واحدة من أخطر الهجمات في الأشهر الثمانية عشر الماضية. وفي وقت لاحق، زار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مبنى وزارة الدفاع، الذي تبين ان الهجوم استهدف مستشفاه. وخلال زيارته، عقد هادي اجتماعاً مع كبار مسؤولي الجيش، وأصدر أمراً بالتحقيق في الهجوم، فيما أفادت وزارة الدفاع في بيان على موقعها الالكتروني، بأن قوات الأمن استعادت السيطرة على المجمع بعدما قتلت معظم المهاجمين.
وأفاد مصدر عسكري بأن عدد القتلى يتجاوز الـ 52، منهم عاملون في القطاع الطبي وجنود ومسلحون، واصابة 167 بجروح.
وأفاد مصدر طبي بمقتل 6 أطباء أجانب يعملون في المستشفى، بينهم ألماني، ورجل وامرأة من الفيليبين وآخر فنزويلي.
وأكد المصدر أيضاً أن بين الأطباء القتلى ثلاثة يمنيين من بينهم متخصصو جراحة، اضافة الى خمسة مرضى يمنيين لقوا حتفهم من بينهم القاضي عبد الجليل نعمان، وزوجته أسماء علي، اللذان كانا يجريان فحوصاً طبية في مستشفى الوزارة. والقاضي عبد الجليل هو أحد القضاة السبعة الذين اختارهم الرئيس اليمني أعضاءً في لجنة الانضباط في مؤتمر الحوار الوطني، الذي يرمي إلى وضع حلول لأزمات اليمن.
كذلك ذكر مصدر أمني ان شقيق رئيس الجمهورية كان في المستشفى ولم يتعرض لأذى. وظلت اشتباكات متقطعة تدور داخل المجمع، عزتها مصادر أمنية الى تحصن عدد قليل من المسلحين داخل مسجد المجمع. كما سقطت في وقت لاحق قذائف صاروخية في باحة المجمع.
من جهتهم، اكد جنود جرحى لـ «فرانس برس» ان سلسلة انفجارات وقعت داخل المباني قبل ان تستعيد الشرطة العسكرية وقوات اخرى تابعة لوزارة الدفاع السيطرة على المكان.
وذكر احد الجنود أن «الجيش قصف بيتاً قريباً في صنعاء القديمة استخدمه مسلحون لاستهداف مجمع وزارة الدفاع». واستمرت الاشتباكات فترة خارج نطاق مجمع وزارة الدفاع.
وبث التلفزيون اليمني صوراً لجثث متفحمة واشلاء جثث امام مباني المجمع، مؤكدا انها جثث «عناصر ارهابية».
ولم يشر بيان وزارة الدفاع الى مهاجم انتحاري، لكن مصدرين على الأقل داخل وزارة الدفاع، أكدا أن المهاجمين جاؤوا في سيارتين. وأضافا أن انتحارياً قاد سيارة واقتحم بها بوابة المجمع بينما دخله المسلحون في السيارة الثانية.
وهز الانفجار حي باب اليمن على مشارف صنعاء القديمة، الذي توجد فيه أكشاك تجارية ومنازل من الحجارة مزينة بنوافذ من الزجاج الملون.
وتصاعدت أعمدة الدخان فوق المنطقة التي يوجد فيها ايضا البنك المركزي.
وناشدت وزارة الصحة اليمنية المواطنين التبرع بالدم للمساعدة على إنقاذ المصابين. ويحمل الهجوم بصمات تنظيم القاعدة، الذي سبق ان نفذ عدداً من الهجمات المثيرة بهذه الطريقة، حسبما رأت وكالة «فرانس برس».
وتتواصل أعمال العنف في اليمن، حيث تواجه الحكومة المؤقتة حركة انفصالية في الجنوب ومتشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة والمتمردين الحوثيين في الشمال، فضلاً عن المشاكل الاقتصادية الكبيرة التي ورثتها عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي تنحى عن الحكم عام 2011.
(الأناضول، رويترز، أ ف ب)