لم تُكشف ملابسات توقيف أمير «كتائب عبدالله عزام» بعد، لكن سقوط ماجد الماجد في قبضة استخبارات الجيش كرّ السُّبحة مع صيدٍ جديد تمثّل في توقيف أحد قياديي التنظيم المتطرّف جمال دفتردار المعروف بـ«محمد المصري» في بلدة كامد اللوز في البقاع الغربي. «طرف الخيط» بدأ من رقم هاتف تُرِك في استعلامات مستشفى المقاصد للمراجعة في شأن الحال الصحية للإرهابي السعودي. تتبّعته استخبارات الجيش فأوصلها إلى القيادي السابق في حركة فتح خالد الحاج الملقّب بـ«أبو تكّة» في بلدة كامد اللوز، قبل أن يتبيّن أنّ الماجد نزل في أحد مستشفيات المنطقة.
وأدّت تدخّلات معينة إلى تسليم «أبو تكّة» نفسه إلى فرع المعلومات عبر الوزير السابق محمد رحّال. وانطلق التحقيق معه من عدم معرفته بهوية الماجد الحقيقية، وتمحور الاستجواب حول أسماء الأشخاص الضالعين في تسهيل تنقّل زعيم «كتائب عبدالله عزّام». من هذه النقطة، بدأ الإعداد للإيقاع بالمشتبه فيهم. وبحسب المصادر الأمنية، توافرت معلومات أن «مازن أبو عباس، وهو سلفي ناشط في معالجة الجرحى السوريين اعتقل إثر أحداث نهر البارد بتهمة الانتماء الى تنظيم فتح الاسلام، هو الذي تولّى تأمين آلة غسل الكلى للماجد»، لكنها لم تثبت معرفته بهوية الماجد الحقيقية، لا سيما أن الأخير كان يتنقّل تحت غطاء أنه لاجئ سوري.
وعلمت المصادر الأمنية أن جريحاً يدعى «محمد المصري» كان يقيم في منزل أبو عباس بالقرب من مستشفى فرحات، في الشقة نفسها التي كانت جاهزة لمعالجة الماجد إثر خروجه من المستشفى. وتبيّن أن المصري أدخل مستشفى فرحات في الثامن من حزيران الماضي للمعالجة من إصابة في ساقه. وهو، بحسب الهوية السورية التي يحملها، من بلدة القصير، من أم لبنانية، وقد أصيب خلال معركة القصير إصابة خطرة في ظهره وساقه أقعدته عن الحركة.
وتقرّرت عملية الدهم بعد تردد معلومات تفيد بأن المصري شخصية بارزة في «كتائب عبدالله عزام»، وانطلاقاً من التحقيقات الأولية التي ذكر فيها أحد الموقوفين أنّ «المصري لدى رؤيته الماجد بدا كأنه على معرفة سابقة به». وبذلك رُجِّحت فرضية أن يكون الجريح مرتبطاً بشكل أو بآخر بـ«الكتائب». وترافقت العملية الأمنية مع انتشار واسع لدوريات الجيش في البقاع الغربي وراشيا الوادي منذ ليل أول من أمس. فأُقفِلت المنافذ التي تؤدي الى كامد اللوز، بدءاً من شتوره على طول الخط الغربي وصولاً الى مشغرة. وبدأت عملية الدهم في الرابعة فجراً باقتحام فرقة من القوّة الضاربة في الجيش، تؤازرها قوة مؤللة وفوج التدخل، منزل أبو عباس الذي قُتل نتيجة تبادل إطلاق النار مع الجيش. وأدّت العملية إلى توقيف «محمد المصري» الذي تبيّن أنه جمال دفتردار (مواليد ١٩٧٠)، الملقب بـ«أبو البشائر»، وهو قيادي في تنظيم «فتح الإسلام» سبق أن ورد اسمه في قرار اتهامي عام ٢٠٠٧، ومنضو في «كتائب عبدالله عزام».
وقد تناقلت وسائل الإعلام أن دفتردار هو الخليفة المرجح للماجد على رأس «الكتائب»، لكنّ مصادر جهادية نفت لـ«الأخبار» احتمال ذلك، مشيرة إلى أن «محمد المصري» شبه معوّق إثر تعرّضه لإصابة بالغة في معركة القصير. واستعادت المصادر الجهادية واقعة عزل السعودي صالح القرعاوي نتيجة تعرضه لإصابة تسببت بإقعاده، لتنفي احتمال تولّي المصري إمارة «الكتائب».
وقد أثارت عملية الدهم ردود فعل متباينة. وقالت فاعليات في البلدة لـ«الأخبار» إنه في حال ثبتت الاتهامات فإن ذلك ينبغي أن يقود الى التعامل مع ملف الجرحى السوريين بطريقة مختلفة، داعين الدولة الى وضع يدها على هذا الملف من بابه الإنساني، بما يضمن أمن المنطقة، وعدم انجرارها الى أتون لا أحد يريده، فيما رأت أصوات متشددة في المنطقة في الحادثة «ضرباً للسنّة في معقلهم في البقاع الغربي، وتشويهاً لصورة بلدة كامد اللوز بعد فشلهم في مناطق سنية أخرى، بهدف دفع فاتورة للمجتمع الدولي على حساب أبنائنا والجرحى السوريين». وأدان هؤلاء «إعدام أبو عباس و«تصفيته» أمام منزله بعد حجز زوجته وأولاده في إحدى الغرف. ونقلوا عن زوجته أنه صُفّي من دون اشتباك مسلّح. وبناءً عليه، عقدت هيئة علماء المسلمين في لبنان اجتماعاً أمس أدانت فيه «اغتيال» أبو عباس، داعية إلى التجمّع احتجاجاً في جب جنين عند التاسعة من مساء أمس.




موقوفا الرشيدية



زار وفد سلفي في الرشيدية أمين سر حركة فتح في صور العميد توفيق عبدالله، للاعتراض على تسليم الحركة أحد ناشطيه أحمد ع. ر. (28 عاماً) أول من أمس إلى استخبارات الجيش التي طلبت توقيفه للاشتباه في قيامه بأعمال إرهابية.
وشمل الاعتراض أيضاً توقيف محمد أ. الأحد الفائت عند مدخل المخيم للاشتباه في تخطيطه للاعتداء على حاجز الجيش ورصد تواصله مع خلايا إرهابية.
ولفتت مصادر مواكبة إلى أن اسم أحمد ورد في اعترافات محمد الذي نقل إلى وزارة الدفاع للتحقيق معه. على صعيد متصل، نفى عبدالله ما ورد في «الأخبار» أمس حول اعتقال شخص كان يحاول تفجير نفسه في حاجز الجيش عند مدخل المخيم، مشيراً إلى «العلاقة الممتازة مع الجيش».