عاد أسعد مصطفى... أقيل سليم ادريس. «وزير الدفاع» في «الحكومة المؤقتة» التابعة لـ«الائتلاف» المعارض الذي استقال يوم الجمعة بسبب خلافاته مع رئيس «هيئة أركان الجيش الحر» سليم ادريس، عاد عن استقالته أول من أمس. لتحصل المفاجأة بإقالة ادريس، ليل أمس، وتعيين قائد «المجلس العسكري في محافظة القنيطرة»، عبد الإله النعيمي، بديلاً منه.
تشير هذه المعطيات إلى تزخيم للعمل الميداني للمقاتلين «المعتدلين» بعدة شغل جديدة. ففي الآونة الأخيرة، تحوّل ادريس من مجرّد ناطق إعلامي باسم «الجيش الحر»... إلى «قائد» على بضع مجموعات عسكرية بعد موجة سحب الاعتراف من «جيشه».
فشل ادريس، فوُضع بيض «الائتلاف» وداعميه في سلّة قائد جديد سطع نجمه أخيراً: قائد «جبهة ثوار سوريا» جمال معروف.
إذ لم تكد تنتهي الجولة الثانية من «جنيف 2» حتى حلّ رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا ضيفاً مرحّباً به على «ثوار» إدلب وريفها. جلس إلى جانب معروف، الرجل الذي أعلن الحرب على «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الشهر الماضي، وصاحب العلاقة الممتازة مع أسعد مصطفى. تنقّل الجربا بين «الجبهات»، حسب الفيديو الموزّع، حيث أكد أنّ سلاحاً نوعياً «سيتدفق» على مقاتلي المعارضة في القريب العاجل «حتى يتمكنوا من محاربة القوات النظامية والسيطرة على كامل الأراضي السورية». عاد الرجل بعد فشل «مفاوضات السلام» إلى «الأسطوانة» الأولى لدى انتخابه رئيساً للائتلاف: ثورة حتى النصر.
هذا السلاح المنتظر قد يصبح شبه أحادي الوجهة اليوم. في الشمال، سقطت معابر باب الهوى (إدلب) وجرابلس (حلب) وتل أبيض (الرقة) بيد «الدولة الإسلامية في العراق والشام». خسر «جيش الائتلاف»، بعد سقوط مخازن باب الهوى الحدودية (كانون الأول)، ثقة «أصدقائه» الأميركيين والأوروبيين ومساعدتهم. هذه المساعدات استؤنفت أواخر الشهر الماضي، حسبما سرّبت وكالة «رويترز».
العين شاحت جنوباً نحو الأردن، حيث تزامن تعيين النعيمي مع كلام عن نقل قاعدة العمليات المركزية للمعارضة المسلحة السورية من تركيا إلى مدينة الرمثا الحدودية الأردنية. الخاصرة الجنوبية لدمشق قد توجع الجيش السوري، حسب التوجّه الجديد القديم. التركيز على الجبهة الجنوبية اختير له قائدها عبد الإله البشير النعيمي.
كذلك عيّن العقيد المنشق هيثم عفيسي نائباً للنعيمي. والعفيسي، هو قائد «لواء شهداء معرة النعمان وريفها»، وهو أحد قادة «جبهة ثوار سوريا»، ويعمل تحت إمرة جمال معروف.
النعيمي، هو عميد في الجيش السوري انشق في 13 تموز 2012، عيّن بعدها قائداً «للمجلس العسكري في محافظة القنيطرة في الجيش الحر». حينها انشق إلى جانب ضباط من أبناء قبيلته النعيم المنتشرة على نحو واسع في قرى الجولان وريف القنيطرة، وهم: العقيد الركن صالح الحمّادة النعيمي، والمقدم صالح البشير النعيمي.
والنعيمي، لا يطلب دعماً خارجياً في الغرف المغلقة. في مقابلة له في شهر آب الماضي، طالب بدعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة «إما بتزويد الجيش الحر بالسلاح النوعي للخلاص من النظام أو توجيه ضربات نارية لأهداف عسكرية منتخبة لجيش الأسد من قبل قوات الحلف الأطلسي، تحت مظلة الاتحاد الأوروبي». وهو اعترف بعقد لقاءات مع المعارضة الإيرانية «لأن عدونا واحد هو نظام طهران، عدو جميع دول المنطقة، وسقوط الأسد سيكون سقوطاً لولاية الفقيه في إيران».
الرجل وقف خطيباً في الشهر نفسه في مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، ليؤكد أن «وقوفنا وحضورنا مع المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق يأتيان من إيمان عميق بمواجهة عدو واحد... انتصارنا انتصاركم وانتصاركم انتصارنا».


يشار إلى أنّ، طلال، ابن النعيمي قتل في 26 تشرين الثاني الماضي خلال اشتباكات مع الجيش السوري في ريف القنيطرة.
وفي وقت متأخر أمس، اعتبر «المجلس العسكري الأعلى في الجيش الحر»، في بيان، أنّ «حيثيات القرار أتت من أجل توفير قيادة للأركان تقوم بادارة العمليات الحربية، وبسبب العطالة التي مرّت بها الأركان على مدى الشهور الماضية، ونظراً للأوضاع الصعبة التي تواجه الثورة ولإعادة هيكلة قيادة الاركان».