قُتل سامي الأطرش. الشاب العرسالي الملقّب بـ«الكرّوج» أصيب إصابة قاتلة، لم يلبث بعدها أن فارق الحياة. حدث ذلك أثناء دهم الجيش منزلاً في عرسال أثناء وجوده فيه أمس. خبر عملية الدهم مرّ بهدوء. لم تسجّل ردود فعل شعبية أو سياسية أو حتى دينية. في الظاهر، مرّ الخبر كأن شيئاً لم يكن، باستثناء بعض أجواء التوتّر التي عاشتها البلدة عقب إطلاق النار الذي ترافق مع عملية الدهم. ورغم أن بيان مديرية التوجيه ذكر أنّ الأطرش قُتل أثناء تبادل إطلاق النار معه، أشاع مقرّبون من القتيل أنّه «صفّي رغم أنّه لم يبد أي مقاومة». ردّ فعل بات يتكرّر عقب كل عملية دهم يُنفّذها الجيش في الآونة الأخيرة.
بعض أبناء البلدة أكّدوا لـ«الأخبار» أن «سامي الأطرش كان من سكان مشاريع القاع ولم يكن معروفاً في عرسال، وأنه انتقل إليها بعد الأزمة السورية وامتهن تهريب السلاح والاتجار به». وفي معلومات خاصة، كشفت أوساط «مجموعة الأطرش» لـ«الأخبار» أنّ «سامي كان في الفترة الأخيرة يحتاط أمنياً في تنقلاته، متجنّباً الظهور في البلدة إلا لضرورات معينة»، وأنه كان يقيم في الفترة الأخيرة بين فليطا وجرود عرسال. وقالت المصادر إن عملية الدهم جاءت بناءً على «إخبارية مخبر من أبناء عرسال»، مشيرة إلى افتضاح أمر المخبر. وأشارت المعلومات الى «توقيف الجيش ثلاثة أفراد من عائلة واحدة هم علي وناصر ومحمد عز الدين قبل قرابة نصف ساعة من دهم مكان اختباء سامي الأطرش». وفي هذا السياق، كشف مصدر أمني لـ«الأخبار» أن «تحركات مشبوهة للأطرش ومجموعته رُصدت في البلدة منذ عشرة أيام، فأقدمت القوى الأمنية على نصب كمين لهم. إلا أن الأطرش اكتشف الكمين عصر أمس فلجأ إلى أحد المنازل للاختباء. وأثناء دهم مخابرات الجيش للمنزل، أطلق الأطرش ومجموعته النار في اتجاه عناصر القوة، فجرى تبادل لإطلاق النار أدى إلى إصابته بطلق في صدره، فنقل إثرها إلى مستشفى دار الأمل الجامعي حيث فارق الحياة». وذكر المصدر الأمني أن «العملية أدت إلى توقيف أربعة لبنانيين وثمانية سوريين»، مشيراً إلى أن الأطرش يعدّ أحد أخطر المطلوبين لدى أجهزة الدولة الأمنية.
سامي الأطرش اسمٌ دخل عالم الإرهاب منذ أقل من سنة، إلى جانب آخرين في بلدته البقاعية. كان ذلك عقب بيان وزير الدفاع الشهير فايز غُصن عندما كشف معلومات عن مجموعة إبراهيم قاسم الأطرش المسؤولة عن إعداد ونقل السيارة المفخّخة. سامي كان أحد أفرادها إلى جانب عمر الأطرش الذي قُتل في ١١ تشرين الأول ٢٠١٣ مع سامر الحجيري إثر استهداف سيارة مفخخة كانا يستقلّانها في جرود عرسال. سامي وعمر وخمسة آخرون اتُّهموا بتجهيز سيارات مفخخة لإرسالها إلى الضاحية الجنوبية. ورغم أن بعض أبناء عرسال ينفون الاتهامات الموجّهة إلى هؤلاء ويصفونها بـ«فبركات الأجهزة الأمنية»، تكشف المعلومات الأمنية أنّهم يأتمرون بأوامر الرجل الخمسيني إبراهيم الأطرش الذي تربطه علاقات قوية مع كل من «جبهة النصرة» و«كتائب عبدالله عزام» في بلاد الشام، من دون ثبوت مبايعته أياً من التنظيمين. وتشير المعلومات نفسها إلى أنّ سامي كان أحد العناصر التنفيذيين، كاشفة أن أكثر أفراد المجموعة أهمية وخطورة هما إبراهيم الأطرش وسامح البريدي لكونهما يُجسّدان العقل الأمني الذي يُحرّكها.
وإلى جانب هؤلاء، يحضر اسم عُبادة الحجيري، نجل الشيخ مصطفى الحجيري الشهير بـ«أبو طاقية». هذا الشاب، بحسب المعلومات الأمنية، متورّط في قتل نقيب ورقيب أول في الجيش في شباط 2013 والشبان الأربعة في وادي رافق. وقد ورد اسمه أخيراً في عملية خطف صحافيين، آخرهم دنمركي وفلسطيني أطلقهما مقابل فدية قدرها ٤٠٠ ألف دولار. وللإشارة، فإنّ الأخير رغم لجوئه إلى اعتماد إجراءات أمنية بالتزامن مع دخول الجيش إلى عرسال وشياع خبر تواريه عن الأنظار باللجوء إلى الجرود، يؤكد شهود عيان أنه عاد للحضور في البلدة والصلاة في المسجد العائد له.
بعد عمر الأطرش وحسين أمون قُتل سامي الأطرش. اسمٌ جديد سقط. قبله أوقف ابن عمه عمر الأطرش بتهمة نقل انتحاريين، ثم تبعه توقيف نعيم عباس، أحد المحرّكين الأمنيين ومتعهّد نقل السيارات المفخخة. أفراد المجموعة التي تحدثت وزارة الدفاع عن تورطها في تفجيرات الضاحية والبقاع الشمالي يتساقطون واحداً تلو الآخر. الأجهزة الأمنية تؤكد أنّهم الأخطر في عالم الإرهاب وتجهيز السيارات المفخخة التي استهدفت الضاحية الجنوبية، لكنّ هؤلاء، أو على الأقل معظمهم، يدفعون هذه التُّهم عنهم. وأبرز هؤلاء رأس المجموعة إبراهيم الأطرش الذي نفى أمام من التقاه التهم الموجّهة ضده، معترفاً بإحداها، وهي قتال النظام السوري داخل سوريا فقط.
تجدر الإشارة إلى أنّ أفراد المجموعة الذين سبق ذكرهم متّهمون بحسب الجيش بـ«تجهيز سيارات مفخخة وإطلاق صواريخ وقذائف هاون على قرى وبلدات لبنانية، واحتجاز مواطنين، والمشاركة في قتل أربعة مدنيين في وادي رافق ـــ عرسال في حزيران العام الماضي (من آل أمهز وجعفر وأوغلو) وقتل عسكريين في وادي حميد ـــ عرسال، والتخطيط لاستهداف أحد الضباط بعبوة ناسفة».

يمكنكم متابعة رضوان مرتضى عبر تويتر | @radwanmortada