أبوظبي | قبل أسابيع، بادرت شركة «سما الفنّ» إلى التصريح بأن سلّوم حدّاد المقيم في الفجيرة في الإمارات سيعود إلى دمشق ليلعب دور يوسف النحاس في مسلسل «بواب الريح» للمخرج المثنى صبح (الأخبار 5/3/2013). لكن «الزير سالم» قطع الحبل مع المخرج وشركته المنتجة، واعتذر، فحلّ دريد لحام بدلاً منه. في الوقت نفسه، ضمن حدّاد لنفسه وجوداً مختلفاً في مسلسل «الإخوة» الذي يجمع نخبة من النجوم العرب كتيم حسن، وباسل خياط، وقيس الشيخ نجيب، وأحمد فهمي، ورانيا يوسف، وكارمن لبس ورفيق علي أحمد، وسيبدأ عرضه في 20 نيسان (أبريل) على الفضائيات العربية (الأخبار 2/4/2014). هنا يلعب حداد دوراً مختلفاً عن أعماله السابقة. هو محامي عائلة فريد نوح، يسهم في صنع القرار، ويتدخّل في الإخوة المتنازعين. لكن ألا يعتبر ما فعله مع «بواب الريح» «ضرباً» بمخرج جمعته فيه شراكة طويلة، وبشركة تولّى إدارتها لسنوات وتجمعه مع أصحابها علاقة طيبة؟ يرد النجم السوري في حوار مع «الأخبار»: «لم أستطع السفر إلى سوريا.
ارتباطاتي في الإمارات منعتني، ولا أريد توريط من أعمل معهم هنا، لأن التنسيق للممثل في دمشق مسألة مستحيلة اليوم». نسأل الممثل إن كان دوره الصغير نسبياً مقارنةً ببقية الأدوار في «الإخوة» هو كل ما يرتبط به هذا الموسم، فيكشف أنّه يستعدّ لإنجاز جزء ثان من مسلسله الخليجي «القياضة» (قصة وأشعار محمد سعيد الضنحاني سيناريو وحوار فيصل جواد) الذي أخرج جزءه الأول في الموسم الماضي. ويلفت إلى أنّ تجربته في الدراما الخليجية قد تتكرّر على اعتبار أنه شكّل مع فيصل جواد ورشة عمل، والجهة المنتجة راضية عن المشروع الذي لاقى أصداء إيجابية لدى الجمهور الخليجي. لكن كيف يقيّم حداد تجربة الخبرات السورية في الخليج؟ وهل تمكّن الممثل السوري من طرح نفسه بالسوية ذاتها التي كان عليها في بلاده؟ يردّ «بكل تأكيد، شرط أن يملك الموهبة والمعرفة والثقافة.
تحتاج الدراما
وقتاً طويلاً حتى تنقل الواقع السوري
نحن لسنا في الصين، بل في الوطن العربي حيث الثقافة واللغة واحدة. ومن الطبيعي أن نفرض أنفسنا إذا امتلكنا الأدوات الكافية».
من جهة أخرى، يبدو واضحاً أن حدّاد اهتم بالشكل الخارجي لدوره في «الإخوة»، فوضع قرطاً في أذنه مثلاً. نسأل عن هذا التفصيل الصغير، فيجيب بدعابة «كضربة الحظ إن لم تصب، لن تؤذي». ويضيف «دوري شخصية متفرّدة وحضورها قليل نسبياً، لكنه يحاول أن يسطو على أموال العائلة. باختصار هو نموذج حقيقي للمحامي المحتال الذي نصادفه في مجتمعاتنا». لكن هل يحقّ لصاحب التاريخ الفني أن ينحو إلى هذا النوع من المسلسلات الطويلة التي تتخذ من الدراما التركية (السطحية) نموذجاً؟ يجيب «الدراما مرتبطة بمتطلبات السوق. ومن الخطأ أن نتشبّث بفكرة أنّه على الدراما تقديم أعمال تعالج قضايا مهمة وجوهرية فقط، لأن هناك أعمالاً تاريخية وبوليسية ورومانسية، وهناك أيضاً مشاريع مهمتها التسلية. في هذا العمل، نقدّم شكلاً مختلفاً. المهم أن نحظى بالجماهيرية ونضيف المتعة وقليلاً من الفائدة». لكن متى ستخوض الدراما السورية فعلياً في جوهر ما حدث منذ 15/3/2011؟ يجزم بأن «الدراما تحتاج إلى وقت طويل حتى تكون أكثر تأثيراً وتنجلي الصورة أمامها. أثناء الاحتقان، تكون الأحكام غير صائبة».
يبدو حدّاد متماسكاً يعرف ماذا يريد، لا يتأثر بالصدمات على الأقل قياساً بزملائه هنا ممن يجتاحهم الحنين إلى دمشق أيام زمان. يتّفق إلى حدّ ما مع هذا الرأي، معتبراً أنه واقعي «لأن المبالغة في الحنين والتباكي على ماض غابر لن يفيدا. كشعب أعزل، لسنا مؤثرين في القرار أو في جوهر ما يحدث في بلادنا. لذا يكفي أن تحترم الثقافة التي أتيت منها ويكون عندك الحرص للعودة إلى بلدك والمساهمة في إعادة إعماره».