فرق كبير بين فيلم «حلاوة روح» (تأليف علي الجندي، وإخراج سامح عبد العزيز) الذي يُعرض حالياً في الصالات اللبنانية (الأخبار 10/4/2014)، ومسلسل «حلاوة الروح» (كتابة رافي وهبي وإخراج شوقي الماجري وإنتاج شركة «مونز أند ستارز») الذي يُبصر النور في رمضان المقبل. التميّز بين المشروعين ليس بأل التعريف فقط، بل في المضمون والإخراج. هذا ما بدا في البرومو الذي عُرض خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم أمس في أحد الفنادق في بيروت للإعلان عن العمل. لم يرد الماجري أن يقدّم للإعلاميين موجزاً عاديّاً لـ«حلاوة الروح»، بل أعدّ وحده ملخّصاً بلغت مدّته نحو 15 دقيقة، من دون أن يطّلع عليه أيّ ممثل مشارك في العمل، ما شكّل مفاجأة لأبطال المسلسل الذين حضروا المؤتمر وهم: رولا حمادة، خالد صالح، نسرين طافش، جلال شموط، رافي وهبي.
لكن يبدو أنّ المخرج التونسي تقصّد عدم إطلالة غسان مسعود في البرومو، تاركاً المهمّة لخيال الإعلاميين الحاضرين الذين بدأوا يتساءلون عن إطلالة النجم السوري. يبدو أنّ وهبي تعلّم جيداً من تجربته الكتابية الأولى في مسلسل «سنعود بعد قليل» الذي عرض في رمضان الماضي، فأراد أن يزيد جرعات الحبّ والمغامرات العاطفية في عمله الجديد، لأنّ الحبّ «وحده القادر على هزم الدم والسلاح، وتوحيد الناس». ويضيف لـ«الأخبار»: «بعد تجربة «سنعود بعد قليل»، أصبح لديّ إحساس بالمسؤولية، ما حفّزني على وضع الأفضل في النصّ». مرّة أخرى، يلمع نجم الممثلة السورية دانا مارديني. رغم غيابها عن المؤتمر، كانت حديث الصحافة. يقول وهبي لنا: «أؤمن بموهبة دانا، ولذلك كتبت لها «حلاوة الروح»». وعن احتمال تأثير سيناريو المسلسل على تنقّله بين سوريا ولبنان، يجيب وهبي «أنا أتنقّل بحريّة بين البلدين، وما يهمّني من العمل أن أدخل في الوجع السوري، مع محافظتي على الخطوط الحمراء التي أقف عندها، وهي عدم تقديم أيّ عمل تحريضي». بدوره، لا يُخفي الماجري أن السيناريو استفزّه (بالمعنى الإيجابي) قائلاً «لم أرد من خلال المسلسل أن أعكس موقفاً سياسياً يكون مع أو ضدّ طرف ما. ليس هدفي أن أحكم على المرحلة السياسية اليوم، بل بتّ أشعر بالقلق على نسياننا كيفية الحبّ».
كتب رافي وهبي «حلاوة الروح» للنجمة الشابة دانا مارديني

تثني رولا حمادة كثيراً على تجربتها الجديدة، وتتحدّث عن أمنيتها بالعمل مع الماجري لـ«الأخبار»: «لا يظهر شوقي الصورة فقط، بل يكشف عمّا وراءها أيضاً. دوري في «حلاوة الروح» مميّز، لأنه عبارة عن قصّة حبّ قديمة (بينها وبين خالد صالح). ورغم مرور السنين، لا تزال حاضرة بقوّة». وعمّا إذا كانت ترى أن موضة اليوم هي العمل الذي يجمع ممثلين من الدول العربية المختلفة، تجيب: «لعبت تلك الأعمال دوراً إيجابياً في الفنّ، وهي كانت بمثابة رحمة للممثل اللبناني». إلى جانب حمادة، تطل من لبنان دارين حمزة ورودني حداد واندريه ناكوزي. يعتمد أبطال «حلاوة الروح» السريّة إزاء الأدوار التي يلعبونها، ما يزيد من تشويق العمل. باختصار، هو مسلسل إنساني درامي، يضيء على تداعيات الأزمة السورية على المواطن العربي أينما وجد، مع مغامرات الحبّ التي لا تنتهي. وسيكون للممثل مكسيم خليل دور بارز فيها، علماً بأنّ منتجة العمل رولا تلج تطل أيضاً بدور راهبة في المسلسل. عند سؤالها عن دورها، ضحكت «ليس دوراً بكل ما للكملة من معنى، بل إنه مشهدان فقط». لم تتقرّر بعد الشاشة التي سيعرض عليها العمل. فهل يأخذ حقّه في ظلّ الطوفان الذي ستشهده الشاشات في رمضان، خصوصاً مع اقتحام المغنيات الموسم الدرامي على غرار هيفا وهبي (كلام على ورق) وميريام فارس (الاتهام)؟